تشير موافقة الرياض على لعب تركيا دورا اقليميا، الى تبدل في سياسة السعودية.

الرياض: كرست زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للسعودية دور تركيا كلاعب فرض نفسه على ساحة الشرق الاوسط، سواء في النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني او في مسألة البرنامج النووي الايراني.

وحضر اردوغان الى الرياض ليتسلم من ايدي العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز جائزة quot;الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلامquot; التي كافأت quot;دفاعه عن قضية الامة الاسلامية وخصوصا القضية الفلسطينيةquot;.

ويرى المحللون ان السعودية المهتمة بتحقيق السلام في الشرق الاوسط والمتخوفة من مقاومة خصمها الايراني للضغوط الدولية بشأن برنامجه النووي، لا يسعها سوى ان ترتاح للدور التركي في المنطقة.

واغتنم اردوغان زيارته الى الرياض لطرح موقف بلاده بشأن كل المسائل، من ايران وسوريا الى اليمن مرورا بالقضية الفلسطينية. وقال خلال حفل غداء جمعه مع رؤساء تحرير الصحف السعودية quot;لسنا متفرجينquot;.

وقال ان بلاده تريد استئناف الوساطة بين سوريا واسرائيل، وابدى معارضته لفرض عقوبات جديدة على ايران، في موقف مماثل للموقف السعودي ايضا.

وقال اردوغان quot;لا اعتقد ان فرض اي عقوبات اضافية سياتي بنتيجةquot;. كما دعا الى اشراك حركة حماس في مفاوضات السلام، وهو امر لا يحظى بتأييد السعودية. وقال quot;لا يمكننا اتباع سياسة النعامة. ان اردنا تحقيق نتائج، علينا اشراك جميع الاطرافquot;.

ورأى مصطفى العاني من مركز الخليج للابحاث في دبي ان quot;تركيا تريد المزيد من الالتزام والدول العربية والخليجية تطالبها بدور اكبرquot;. واضاف ان quot;تركيا تتمتع بموقع فريد. فلديها علاقات جيدة مع كل من ايران واسرائيل، وهو مكسب بالنسبة لناquot;.

وتشير موافقة الرياض على لعب تركيا دورا اقليميا، الى تبدل في سياسة السعودية التي لطالما اعتبرت ان شؤون العرب ينبغي ان تعني العرب وحدهم، في موقف موجه ضد ايران المتهمة بالتدخل في الشأن العربي.

ولفت العاني الى ان تركيا يمكن ان تلعب دورا اكبر في quot;الشؤون الاسلاميةquot; في وقت تبتعد فيه عن الاتحاد الاوروبي ويبدو ان اردوغان يعيد النظر في ماضي بلاده العلماني.

وقال quot;نرى تركيا بمثابة قوة توازن ايرانquot;. ورسخت تركيا خلال السنوات الماضية موقعها الاقليمي فلعبت دور الوساطة في الجولة الاولى من المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا.

وازدادت شعبية اردوغان لدى الرأي العام العربي حين احتج خلال منتدى دافوس عام 2009 على تصريحات للرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز حول الهجوم على غزة قبل ان ينسحب من القاعة، وهو ما لم تفعله الشخصيات العربية الحاضرة.

واشاد عبد الله العثيمين امين عام جامعة الملك فيصل العالمية لدى تقديم جائزة الملك فيصل، بأردوغان quot;لدفاعه عن قضية الامة الاسلامية وخصوصا القضية الفلسطينية والحقوق العادلة للشعب الفلسطينيquot;.

ويعتبر فوز اردوغان بالجائزة مؤشرا واضحا الى موافقة الرياض على الدور الاقليمي التركي، اذ ان مؤسسة الملك فيصل على ارتباط وثيق بالعائلة المالكة السعودية. ورأى العاني ان الجائزة المؤلفة من ميدالية ذهبية تزن 200 غرام ومئتي الف دولار، انما هي quot;اقرار شخصي باردوغان وبتركياquot;.