صنعاء: قال مسؤول يمني وشهود ان قوات الجيش شنت يوم الخميس هجوما لاستعادة مبنى حكومي احتله انفصاليون في جنوب البلاد مما أدى الى نشوب معركة بالاسلحة النارية قتل خلالها اثنان.

وقتل بالرصاص اثنان من المحتجين بينما كانت قوات الامن تحاول تفريق مظاهرة للانفصاليين في محافظة جنوبية اخرى. وفي مناطق اخرى من اليمن احتشد الالاف للمشاركة في مظاهرات للمطالبة بتخفيف الحملة التي تشنها السلطات على الجنوب.

وتحت ضغوط دولية لاخماد الاضطرابات الداخلية والتركيز على تنظيم القاعدة عرض اليمن في وقت سابق من الاسبوع الحالي اجراء محادثات مع انفصاليين في الجنوب والاصغاء لشكاواهم.

وجاء العرض الذي قدمه الرئيس علي عبد الله صالح عقب تصعيد في العنف من كلا الجانبين في جنوب اليمن أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في الاسابيع الاخيرة في الوقت الذي انحسر فيه التمرد بمناطق أخرى من البلاد.

ونظمت مظاهرات في عدة مدن وطالبت الحشود بانسحاب الجيش من المدن الجنوبية كما طالبت الحكومة بوقف حملات الاعتقال.

وقال مسؤول محلي انه في بلدة طور الباحة الجنوبية شنت القوات اليمنية هجوما لاستعادة السيطرة على مبنى حكومي احتله رجال قبائل مسلحون مما ادى الى اندلاع معركة بالسلاح ادت الى مقتل اثنين احدهما من المارة.

وقال شهود لرويترز ان رجال قبائل مسلحين سدوا كل الطرق المؤدية الى وسط البلدة وطوقوا قوات الامن.

وقال المسؤول المحلي quot;قوة كبيرة من القوات الحكومية توجهت لاستعادة المبنى الحكومي. لكن مسلحين من الحركة الجنوبية واجهوهم وتبادل الجانبان اطلاق النيران.quot;

وقال ان مجموعة كبيرة من الانفصاليين المسلحين كانت تحتل مقر البلدية في بلدة طور الباحة منذ شهور.

وفي الوقت الذي عرض فيه الرئيس صالح اجراء حوار فانه قال أيضا ان quot;أعلام التشطيرquot; التي يرفعها الانفصاليون ستحرق خلال الايام والاسابيع القادمة quot;لان لدينا علم استفتينا عليه وهو علم الجمهورية اليمنية.quot; ولم يرد الانفصاليون الذين يفتقرون الى القيادة الموحدة على عرض الرئيس علنا.
وقال مصدر من المعارضة وشهود لرويترز انه في محافظة الضالع بجنوب اليمن قتل محتجان بالرصاص وأصيب أربعة أشخاص بينهم جنديان وفي مدينة تعز استخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق متظاهرين.

وجرت احتجاجات سلمية في العاصمة صنعاء وفي محافظة الحديدة الغربية.

وتزايدت الضغوط على اليمن لتركيز جهوده على احتواء تنظيم القاعدة بعد أن أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة ركاب أمريكية في ديسمبر كانون الاول.

ويخشى حلفاء غربيون والمملكة العربية السعودية من أن يستغل تنظيم القاعدة الاضطرابات في اليمن حيث يعاني 42 في المئة من السكان من الفقر كقاعدة تنطلق منها الهجمات في المنطقة وخارجها.

والى جانب صراع اليمن مع الانفصاليين يحاول أيضا انهاء تمرد للحوثيين الشيعة في الشمال شاركت فيه السعودية في نوفمبر تشرين الثاني.

وأعلنت الوحدة بين اليمن الشمالي والجنوبي عام 1990 لكن كثيرين في الجنوب الذي يضم أغلب منشات النفط اليمنية يشكون من سيطرة الشماليين على موارد النفط والتمييز ضدهم.

ويقول دبلوماسيون ان عروضا سابقة من صنعاء لاجراء محادثات لم يعقبها اتخاذ اجراءات ملموسة لمعالجة متاعب سكان الجنوب مثل اهمال صنعاء للجنوب والمعاملة الجائرة لسكانه بما في ذلك في النزاعات على الملكية وفرص العمل وحقوق معاشات التقاعد.

ويقول بعض سكان الجنوب ان علاقات صالح بالسعودية أكبر جهة مانحة لليمن جعلته يتهاون مع تسلل الفكر الوهابي للبلاد.