واشنطن: قال دبلوماسي أميركي كبير ان ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ستجعل الامن الغذائي في محور سياستها في أفريقيا في اطار سعيها لتعزيز الجهود الأميركية في مجالات التجارة والاستثمار ومكافحة الايدز في القارة السوداء.

وقال جوني كارسون مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وكبير المسؤولين في الادارة عن شؤون أفريقيا quot;نريد ان نعطي مبادرة الامن الغذائي زخما كبيرا مع دخول مزيد من الدول الافريقية في هذا البرنامج.quot; وقال كارسون في مقابلة quot;هذه أول مرة نشهد فيها مبادرة ملزمة قوية تتبلور بهذه السرعة في فترة ولاية الادارة.quot;

وفي استعراض لعلاقات ادارة أوباما بأفريقيا في عامها الاول قال كارسون ان زيارات أوباما وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية للقارة السوداء العام الماضي أبرزت تأييدا أميركيا قويا للتنمية الاقتصادية والحكم الرشيد ومكافحة الفساد. وصرح بأن الافارقة سيشهدون قريبا مبادرة الامن الغذائي تتحرك في نطاق ينافس اي التزامات سابقة لادارات أميركية في مجال التجارة ومكافحة فيروس (اتش.اي.في) المسبب للايدز.

وعبر بعض الافارقة عن خيبة أملهم في ان أوباما الذي ولد والده في كينيا لم يخصص مزيدا من الموارد لافريقيا. وأضاف كارسون quot;على الرغم من ان مبادرة الامن الغذائي عالمية الطابع لكن من الواضح انه سيكون لها أكبر الاثر على أفريقيا. انها (المبادرة) اعلنت وطرحت على المائدة بالفعل. لم تتقدم اي ادارة خلال الاربع سنوات الماضية بمثل هذه المبادرة الكبرى بشكل مبكر هكذا.quot;

وكانت الولايات المتحدة من كبار مؤيدي خطة كشفت عنها مجموعة الثماني الصناعية الكبرى العام الماضي لانفاق أكثر من 20 مليار دولار خلال ثلاث سنوات لمساعدة صغار المزارعين في أفريقيا ومناطق من اسيا على تحسين الانتاج في اطار حل على المدى الطويل لمشكلة الجوع المزمن وسوء التغذية.

وفي سبتمبر ايلول قالت كلينتون في خطاب في اشارة الى المساهمة الأميركية الاولية في البرنامج التي تبلغ 3.5 مليار دولار quot;انها واحدة من أكثر السياسات الدبلوماسية طموحا وشمولا ومن أكثر جهود التنمية التي تبنتها بلادنا قط.quot; وأضافت quot;لكن كل ذلك يمكن ان ينفذ بطريقة جيدة.quot;

وكرر كارسون التزام الولايات المتحدة بمشروعات المساعدة بما في ذلك أكثر من 60 مليار دولار تعهدت واشنطن بتخصيصها لمكافحة الايدز والسل والملاريا ومليارات الدولارات كمنح للتنمية في اطار برنامج تحدي الالفية ومعاملات تجارية خاصة والتي تسببت في قفزة كبيرة في صادرات أفريقيا للاسواق الأميركية.

وصرح كارسون بأن افريقيا شهدت بعض الانتكاسات السياسية رغم رسائل أوباما المبكرة عن الحكم الرشيد ومكافحة الفساد مشيرا الى سيطرة الجيش على الحكم في كل من غينيا والنيجر ومدغشقر. لكنه قال انه تشجع من رد الفعل القوي من جانب الاتحاد الافريقي ومجموعات اقليمية اخرى قائلا انها تبدو الان متوائمة تماما مع هدف نشر الديمقراطية في القارة.

وقال quot;أفريقيا تعرف الان ان الدكتاتوريات العسكرية عفا عليها الزمن ويجب الا تكون جزءا من مستقبلهاquot; وأضاف ان سلسلة الانتخابات التي تجري في الاشهر القادمة بما في ذلك السودان ونيجيريا ستكون علامات على الطريق.