الخرطوم: أعلن الحزب الرئيسي في جنوب السودان مقاطعة جزئية وأحادية الجانب لانتخابات ابريل نيسان حيث سحب مرشحه لانتخابات الرئاسة وقاطع الانتخابات في دارفور مشيرا الى مخاوف من الصراع هناك ومن تزوير الانتخابات.

وفاجأت الخطوة المعارضة السودانية وأثارت غضبها حيث قالت انها كانت قد حصلت على وعد بتلقي الدعم من الحركة الشعبية لتحرير السودان لموقف مشترك إزاء مقاطعة محتملة للانتخابات التي تجري في 11 ابريل نيسان.

ويقول بعض المحللين انه بعد خروج ياسر عرمان من السباق فإن عودة الرئيس الحالي عمر حسن البشير الى قصر الرئاسة باتت مضمونة.

فيما يلي بعض السيناريوهات لما قد يحدث تاليا؟

اجتماع المعارضة

ستجتمع أحزاب المعارضة مساء الخميس. يريد البعض المقاطعة بينما يريد اخرون تحدي البشير. ويأمل حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير أن تحول انقسامات المعارضة دون وصولها الى موقف موحد.

وسيحرم انسحاب جماعي من الانتخابات البشير من الشرعية التي يريدها لمساعدته في تحدي أمر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب مزعومة في دارفور.

التأييد

لم تؤيد الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تتمتع بدعم الاغلبية في جنوب البلاد الذي يوجد به 25 في المئة من الناخبين السودانيين مرشحا اخر لانتخابات الرئاسة. كان عرمان قد قال ان الحركة لن تفعل هذا لانها تريد كشف التزوير في الانتخابات الرئاسية.

خاض الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتمتع بدعم حاشد من الطائفة الخاتمية محادثات مع حزب المؤتمر الوطني لتأييد البشير مقابل مناصب مهمة بالحكومة لكنه في الاونة الاخيرة انضم لصفوف المعارضة ويفكر في المقاطعة.
وسيراقب حزب المؤتمر الوطني عن كثب ما اذا كان الحزب الاتحادي الديمقراطي سيقرر الانسحاب من الانتخابات الرئاسية ام يستمر في السباق ام يؤيد البشير.

اما الحزب الكبير الاخر بالشمال والذي يعتمد على الهوية الطائفية وهو حزب الامة فقد يحجم عن سحب مرشحه لانتخابات الرئاسة. وكان الصادق المهدي زعيم حزب الامة اخر رئيس للسودان ينتخب ديمقراطيا وكان يعتبر أحد أقوى ثلاثة مرشحين لانتخابات الرئاسة.

وربما يعتقد أن امامه فرصة جيدة لهزيمة البشير بعد خروج عرمان من الصورة وقد يضغط حتى تتحد المعارضة وراء ترشيحه.

غير أن مخالفات انتخابية مزعومة قد تدفع الحزب الى المقاطعة قائلا انه لا يمكن اجراء انتخابات حرة ونزيهة وان البشير ضمن الفوز بالفعل.

-مراقبون دوليون

ستراقب بعثة المراقبة الدولية الوحيدة طويلة الاجل وهي من مركز كارتر بالاضافة لمراقبين من الاتحاد الاوروبي الاحداث عن كثب.

وفي حين يرجح أن يواصلوا مهامهم فانهم سيساورهم القلق من أن يعطي أي تأييد يقدمونه للانتخابات مصداقية للنتيجة.

الاستفتاء:

وفي وقت سابق هذا الاسبوع أصدر البشير الذي يشعر بالقلق بسبب تهديد من التحالف بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والمعارضة تحذيرا شديد اللهجة للحركة مفاده أنها اذا رفضت المشاركة في الانتخابات فان الاستفتاء المزمع اجراؤه في 2011 على انفصال جنوب السودان لن يتم.
ويشير اعلان الحركة الشعبية لتحرير السودان مقاطعة الانتخابات في دارفور الى أنها ستواصل مشاركتها في جميع أنحاء السودان الاخرى منهية تهديدا صدر عنها في وقت سابق بالمقاطعة الكاملة للانتخابات في الشمال تضامنا مع أحزاب المعارضة.

والاستفتاء أولوية بالنسبة للحركة الشعبية والمجتمع الدولي الذي يساوره القلق من أن تعيد اي خطوة لتعطيل الاستفتاء الحساس اشعال الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه والتي أودت بحياة مليوني شخص وزعزعت استقرار معظم أنحاء شرق افريقيا.