لم تخل زيارة وفد من التيار الصدري العراقي إلى السعودية من تساؤلات حول مغزاها غير المعلن، على الرغم من أن التوقيت قد يفصح عن الكثير من الأجوبة، خصوصًا أنّها أتت بعد أيام من ظهور نتائج الانتخابات العراقية.

الرياض:عدمديرعام تحرير جريدة الحياة في السعودية والخليج جميل الذيابي الزيارة التي قام بها وفد من التيار الصدري إلى السعودية أضف إلى لقائه بوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الإقرار بأهمية الدور العربي في العراق، خصوصًا بعد فشل سياسات نوري المالكي طوال الفترة الماضية في تحقيق الاستقرار والتوازن في العراق لتعمّده إبعاد بغداد عن محيطها العربي.

وقال الذيابي إن طمأنة السعودية وغيرها من الدول العربية بالأوضاع المستقبلية في العراق كما ورد في أسباب الزيارة يشير إلى ملامح تغيير قادم في السياسة الخارجية العراقية، خاصة انه طوال الفترة الماضية كان العرب شبه مغيبين عنه لرغبة حكومة المالكي في ذلك وتعمد استخدام سياسة إقصاء العرب انطلاقًا من مواقف طائفية على ما يبدو.

وأعرب الكاتب السعودي الذيابي في حديث خاص لـquot;إيلافquot; عن أمله في أن تحقق زيارة وفد التيار الصدري إلى الرياض الأهداف المرجوة منها، وقال إن العراق ابتعد كثيرًا عن محيطة العربي، وكلما حاول العرب الاقتراب منه في ظل الحكومة السابقة ابتعد المالكي به نحو إيران ما ساهم في خلق فجوة كبيرة لا يمكن ردمها إلا من خلال تواصل النخب العراقية مع الدول العربية، وتأكيد أهمية وجودهم في المسرح العراقي.

كما جدد مدير عام تحرير جريدة الحياة في السعودية والخليج تأكيده على أن نوري المالكي عمل طوال الفترة الماضية على عزل العراق عن محيطه العربي، ما احدث فراغًا كبيرًا أتاح لإيران التغلغل والتحكم في السياسة العراقية الداخلية والخارجية، برغبة حكومة نوري المالكي. وتابع أن هذه الزيارة ربما تحدث انفراجًا في العلاقات السعودية العراقية، خصوصًا في حال تشكل حكومة عراقية جديدة تؤمن بأهمية العمق العربي في العراق وتكبح جماحات السياسات الإيرانية، وتعمل على تحقيق انتهاج سياسات جديدة تساهم في عودة العلاقات بين البلدين.

واعتبر جميل الذيابي في ختام حديثه لـquot;إيلافquot; أن زيارات السياسيين العراقيين للدول العربية على الرغم من أنها مطلوبة إلا أنها لوحدها غير قادرة على إعادة العلاقات العربية العراقية إلى وضعها الطبيعي في ظل شبه غياب الدبلوماسية العربية في العراق، لكنها تعمل على تقريب وجهات النظر، وأوضح أن العرب على الضفة المقابلة مطالبون باتخاذ خطوات إيجابية نحو العراق في هذه المرحلة وعدم ترك الساحة لإيران التي تستغل الأوضاع في العراق لصالح أجندتها وسياساتها وأطماعها، حتى يتحقق التوازن المطلوب، خصوصًا أن نتائج الانتخابات العراقية تمنح الأمل في إحراز تقدم في العلاقات، في حال تمكن إياد علاوي من رئاسة الحكومة الجديدة، لكون من سعى وعمل على عزل العراق عن محيطة العربي هي حكومة نوري المالكي.

وكان وفد التيار الصدري قد إلتقى في العاصمة الرياض وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل . برئاسة رئيس الهيئة كرار الخفاجي والوفد المرافق له. وتبادل خلالها الطرفان وجهات النظر حول الوضع العراقي والانتخابات التشريعية الأخيرة والتحالفات البرلمانية المقبلة والمنطلقات الدبلوماسية التي يسعى التيار الصدري إلى تحقيقها ضمن برنامج الحكومة المقبلة.. كما قدم الوفد رؤيته للوضع السياسي في العراق بعد الانتخابات كما استمع إلى وجهة نظر الجانب السعودي.

ووصف بيان عن الهيئة السياسية للتيار الصدري هذه الزيارة بالمناسبة من قبل التيار الصدري بانفتاحه على المحيط العربي. وأشار البيان إلى أن الفيصل أشاد بالدور البناء والرائد للتيار الصدري وموقف مقتدى الصدر في تذويب الاحتقان الطائفي وشد جميع الأطراف إلى حضن الوطن كقيمة عليا يجب التمسك بها.

يذكر أن وفد التيار الصدري يقوم بجولة في عدد من الدول عربية للتعريف بموقف التيار بشان الأوضاع السياسية في العراق ما بعد الانتخابات البرلمانية ..

ونظم التيار استفتاء بين أنصاره، لاختيار مرشحهم لرئاسة الحكومة من بين خمسة أسماء، وهي مبادرة يرى مراقبون أنها تتمتع بأهميتها نظراً للثقل النسبي الذي بات يتمتع به الصدريون برلمانيًا، بعد الانتخابات التي جرت في السابع من آذار الماضي.