لندن: أظهرت دراسة تداولت وسائل الإعلام نتائجها اليوم أن عدد الرجال البريطانيين الذين يتفرغون للمنزل بغرض تربية أبنائهم تضاعف 10 مرات خلال هذا العقد الأخير.

ففي العام 2000 كان عدد الرجال الذين يتولون المسؤولية الرئيسية في تربية أبنائهم يبلغ 60 ألفا. لكنه ارتفع بمرور السنين حتى صار 600 ألف اليوم، أو نسبة 6 في المائة من مجموع الآباء في عموم البلاد. كما وصلت نسبة الرجال والنساء الذين قالوا إنهم يتقاسمون هذه المسؤولية مناصفة الى 18 في المائة.

وأرجع البحث، الذي أجرته شركة التأمين العملاقة quot;أفيفاquot;، أقوى الأسباب في هذا التطور الى أن النساء وسّعن الرقعة التي يقفن عليها باعتبارهن العائل الرئيسي للأسر ذات الأبناء صغار السن. وقد ارتفعت هذه النسبة من حوالي 1 في المائة في الخمسينات الى 16 في المئة الآن.

ووجد البحث أيضا أنه في 85 في المائة من البيوت ذات الأبناء أنقص أحد الأبوين ساعات عمله لكسب العيش أو تفرغ للبيت تماما بغرض تولي تربيتهم. وقال ثلث الآباء إنهم فعلوا ذلك بسبب أن تكلفة استئجار جهة أخرى لتربية الأطفال يزيد عما يمكن أن يحصلوا عليه في حالة عملهم براتب، ولذا يصبح من الأرخص التفرغ لهذه المهمة بالبيت.

لكن بعض النساء يقلن إنهن يجدن بعض العُسر في عكس الأدوار هذا. وبينما قالت 37 في المائة من هؤلاء إنهن يشعرن بالذنب بسبب تفرغهن للعمل على حساب تربية الأبناء، اعترفت نسبة 15 في المائة منهن بأنهن يشعرن بشيء من الغبن لأن الظروف فرضت عليهم العمل بينما يبقى الرجال في المنازل. لكن 9 في المئة فقط من كل هؤلاء قلن إنهن يرغبن فعلا في يصبح الرجل هو العائل بينما يتفرغن هن للأبناء.

ويبدو أن الرجال، على عكس النساء، سعداء بالتخلي عن دورهم التقليدي. فقد قال 75 في المائة منهم إنهم يعتبرون أنفسهم محظوظين بتمكنهم من قضاء جل الوقت مع الأبناء. كما قال 29 في المائة أنهم يجدون هذا الوضع مجزيا كثيرا بالمقارنة مع اضطرارهم للعمل. وقال 17 في المائة إنهم يتمنون لو كانوا قادرين على كسب ما يكفي من المال للسماح لزوجاتهم بالتفرغ للبيت. لكن 10 في المائة اعترفوا بأن مكوثهم في المنزل يسبب لهم الشعور بأن رجولتهم منتقصة على نحو ما.