قام محتجون تايلانديون مناهضون للحكومة بمسيرة في تايلاند يوم الاثنين وهم يحملون نعوشا فارغة احياء لذكرى زملائهم الذين قتلوا في مطلع الاسبوع في أسوأ أعمال عنف سياسي بالبلاد منذ 18 عاما والتي أدت الى هبوط سوق الاسهم أربعة بالمئة.
بانكوك: ليست هناك مؤشرات تذكر على استعداد أي جانب للتراجع بعد الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين المحتجين quot;أصحاب القمصان الحمراءquot; وقوات الامن والتي أسفرت عن سقوط 21 قتيلا وأكثر من 800 مصاب. والمحتجون متمسكون بمطالبهم لرئيس الوزراء التايلاندي أبهيسيت فيجاجيفا بحل البرلمان والسماح باجراء انتخابات جديدة ومغادرة البلاد. وقبل اعلان حالة الطواريء في البلاد الاسبوع الماضي شهدت تايلاند اضافة الى بقية أنحاء جنوب شرق اسيا تزايدا في الاستثمارات الاجنبية مع تدفق 1.8 مليار دولار على ثاني أكبر اقتصاد في جنوب شرق اسيا في الفترة من 22 فبراير شباط وحتى السابع من مارس اذار.
وما زالت أجواء التحدي سائدة بين الاف المحتجين الذين جابوا المدينة بشاحنات وعربات quot;التوك توكquot; والذين ما زالوا متمسكين بنقاط تجمعهم في بانكوك مما دفع المراكز التجارية الكبرى في المنطقة للاغلاق. وقال جاتوبورن برومبان أحد زعماء المحتجين للصحافيين quot;سنواصل التجمعات الحاشدة الى أن يبتعد أبهيسيت عن رئاسة الوزراء.quot; ووصف أبهيسيت في مؤتمر صحفي عرضه التلفزيون بعض المحتجين quot;بالارهابيين الذين يستغلون مواطنين أبرياء جاءوا للمطالبة بالديمقراطية من أجل التحريض على الاضطرابات واحداث تغيير في البلاد.quot; وقال الجيش التايلاندي انه لن يسعى لمواجهة المتظاهرين ثانية رغم أنه لم يجر اعلان أي هدنة رسمية بين الجانبين.
ونقلت صحيفة بانكوك بوست اليومية عن مصادر قولها ان أبهيسيت قد يحل البرلمان خلال ستة شهور أي مبكرا ثلاثة أشهر عن أحدث اقتراح له. والاشتباكات التي وقعت يوم السبت وبعضها في مناطق سياحية شهيرة في بانكوك توقفت بعد أن تراجعت قوات الامن في وقت متأخر من الليل. وساد الهدوء العاصمة منذ ذلك الوقت فيما تدرس السلطات ما اذا كانت ستسعى مجددا لقمع الاحتجاجات المستمرة منذ شهر أم ستقدم بعض التنازلات بخصوص المطالب باجراء انتخابات على الفور.
وقال محللون سياسيون ان الازمة قد تستمر حتى اذا أجريت انتخابات جديدة. وقال المؤرخ السياسي البارز تشارنفيت كاسرتسيري quot;انها نقطة اللاعودة الا اذا حلت الحكومة البرلمان. quot;قد يهديء ذلك الامور نوعا ما ولكن حتى ذلك لن يصلح الانقسام والمشكلة الاساسية المتعلقة باقتسام السلطة.quot;
وانخفضت عائدات السندات وسط توقعات المستثمرين بأن يؤجل البنك المركزي زيادة أسعار الفائدة اذا عطلت الاحداث السياسية الانتعاش الاقتصادي. وانخفض سوق الاسهم أربعة بالمئة وتوقع براباس تونبيبولساك مدير الاستثمار بشركة أيوديا لادارة الصناديق أن تهبط الاسهم بما يصل الى عشرة بالمئة في المستقبل القريب. ويعاني بالفعل قطاع السياحة الذي يمثل ستة بالمئة من الاقتصاد ويوظف 1.8 مليون شخص خاصة بعد مشاهد الاشتباكات العنيفة في خاو سان رود نقطة الجذب للسياح ذوي الدخل المحدود. وكانت أكثر من مئة رحلة طيران محجوزة لنقل سياح صينيين لقضاء عطلة السنة التايلاندية الجديدة التي تستمر من 13 وحتى 15 ابريل نيسان الا أن نحو 70 بالمئة من الرحلات ألغيت قبل نهاية الاسبوع وكلها الان ألغيت.
التعليقات