الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الصيني هو جينتاو على هامش قمة الأمن النووي

واشنطن: دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما قادة العالم الثلاثاء الى quot;عدم الاكتفاء بالكلام بل القيام بتحركquot; بشان تامين المواد النووية، وذلك في كلمة يعتزم القاءها في قمة واشنطن. وفي مقتطفات من الكلمة التي من المقرر ان يلقيها في قمة الامن النووي التي تشارك فيها 47 دولة، قال اوباما ان على القادة اتخاذ قرار تاريخي بحماية شعوبهم من ما وصفه باكبر تهديد امني يواجه العالم.

وقال اوباما quot;بعد عقدين من انتهاء الحرب الباردة، نواجه سخرية قاسية من التاريخ: لقد انخفض خطر حدوث مواجهة نووية بين دولتين، ولكن ازداد خطر وقوع هجوم نوويquot;. واضاف quot;لقد حاولت شبكات ارهابية مثل القاعدة الحصول على مواد لانتاج سلاح نووي، واذا نجحوا في ذلك فانه من المؤكد انهم سيستخدمونهquot;.

وتابع quot;واذا فعلوا ذلك، فستكون هذه كارثة على العالم تتسبب في خسارة جسيمة في الارواح وتوجه ضربة كبيرة للسلام والاستقرار العالميquot;. واكد quot;اليوم امامنا فرصة ليس فقط للاكتفاء بالحديث بل للقيام بالتحرك، وليس فقط قطع التعهدات ولكن احداث تقدم حقيقي لامن شعبناquot;. واضاف ان quot;ذلك بدوره يتطلب شيئا اخر، شيئا اكثر اهمية. انه يتطلب عقلية جديدة بأن نستجمع الارادة كشعوب وكشركاء بان نفعل ما تتطلبه هذه اللحظة من التاريخquot;.
من جانبها أكدت الصين الثلاثاء أن العقوبات لا يمكن ان quot;تحل بشكل جوهريquot; ازمة الملف النووي الإيراني لتبدد بذلك آمال الرئيس اوباما في التوصل لاتفاق حول تشديد العقوبات على طهران فيما يستضيف قمة حول الاسلحة النووية.

وكانت واشنطن اكدت انها حصلت على موافقة الرئيس الصيني هو جنتاو لتشديد العقوبات ضد الجمهورية الاسلامية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو ان quot;الصين كانت تقول على الدوام ان الحوار والتفاوض هما السبيل الافضل لايجاد حل لهذه المشكلة. الضغوط والعقوبات لا يمكنهما حلها بشكل جوهريquot;.

لكنها اضافت quot;يفترض ان تساعد العقوبات التي يفرضها مجلس الامن على قلب الوضع وحل المسألة بطريقة ملائمة عبر الحوار والتفاوضquot;. ومن المتوقع ان يحث اوباما قادة العالم في اليوم الثاني لقمة تجمع 47 دولة في واشنطن على اتخاذ التدابير الملموسة لضمان امن المواد الانشطارية لمنع الارهابيين من الاستيلاء عليها، وذلك بعدما حددوا الاثنين الخطر الذي يهدد هذا القطاع.

غير انه يبدو ان تزايد التوتر بشأن إيران التي تتهمها الولايات المتحدة وحلفاؤها بالسعي لانتاج سلاح نووي، قد يلقي بظلاله على القمة. وتقول إيران انها تسعى فقط لانتاج الطاقة المدنية. وفي القمة التي تستمر يومين التقى اوباما الاثنين نظيره الصيني هو جنتاو وقادة آخرين.

وكان جيف بادر مستشار الرئاسة الاميركية للشؤون الصينية اعلن بعد اللقاء بين الرئيسين الاميركي والصيني الاثنين في تصريح صحافي، ان quot;الرئيسين اتفقا على ان يعمل وفدا بلديهما معا حول عقوباتquot; ضد الجمهورية الاسلامية.

وقال بادر ان الصينيين quot;مستعدون للعمل معناquot; على عقوبات جديدة ضد إيران. وتحاول الولايات المتحدة والقوى العظمى الاخرى التوصل الى هذه العقوبات في مجلس الامن الدولي. ونفت إيران بدورها اي مؤشر على دعم الصين الان الموقف الاميركي.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست ردا على سؤال حول تبدل محتمل في موقف الصين من البرنامج النووي الإيراني quot;نفسر بشكل مختلف (...) التصريحات التي صدرت بعد اللقاء بين المسؤولين الاميركيين والصينيينquot;.

واضاف quot;لا نعتبر التعليقات (الصينية مؤشرا على) اتفاق مع المسؤولين الاميركيين ودعم للولايات المتحدة لكل اجراء جائرquot;. وعلى صعيد اخر، فيما يتعلق باليوان جدد اوباما الطلب من نظيره الصيني ان يكون سعر صرف العملة الصينية quot;اكثر ملاءمة للسوقquot;. وصرح بادر ان اوباما quot;كرر القول انه من المهم ان تتجه الصين نحو سعر للصرف اكثر ملاءمة للسوق (لتامين) نهوض (اقتصادي) دولي مدعوم ومتوازنquot;.

إلى ذلك قال مصدر حكومي ان ألمانيا ترى علامات ايجابية على أن روسيا والصين ستؤيدان فرض عقوبات جديدة على ايران كما تسعى القوى الغربية. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن الوقت عنصر مهم بالنسبة للعقوبات لكن هناك علامات مشجعة على امكانية انضمام البلدين للدول المؤيدة للعقوبات.

وتعتبر واشنطن ان تراجع قيمة اليوان مقابل الدولار يصب في مصلحة الصادرات الصينية في شكل غير عادل. غير ان وكالة انباء الصين الجديدة نقلت عن هو قوله لاوباما ان quot;رفع قيمة اليوان لن يحقق التوازن للتجارة الصينية-الاميركية ولن يحل مشكلة البطالة في الولايات المتحدةquot;.

وقال بادر ان اوباما دعا نظيره الصيني ايضا الى ازالة quot;الحواجزquot; التي تعوق دخول المصدرين الاميركيين للسوق الصينية. وتمارس واشنطن منذ اشهر ضغوطا على بكين لترفع سعر صرف اليوان المنخفض الذي تستفيد منه الصادرات الصينية. واليوان مرتبط بالدولار منذ صيف 2008، في وقت من المفترض احتساب سعر صرفه بناء على سلة عملات اجنبية وان يشهد تقلبات يومية ضمن فارق محدد.