بدأت قوات المارينز الأميركيّة تتقاطر على المغرب، حيث تجري الإستعدادات لإنطلاق المناورات العسكرية المشتركة التي ستجريها مع القوات المسلّحة الملكية المغربيّة.

الدار البيضاء: ذكرت مصادر أن وفدًا عسكريًا أميركيًا ينتظر أن يزور، في الأيام القليلة المقبلة، المواقع المحتضنة لهذه المناورات، التي ستمتد من 28 نيسان/أبريل الجاري حتى 4 حزيران/يونيو المقبل، في منطقة رأس درعة، بالقرب من مدينة طانطان (جنوب المملكة)، وبنواحي مدينة القنيطرة (غرب المغرب)، ومدينة تارودانت (جنوب المملكة).

وحسب سفارة الولايات المتحدة الأميركية بالرباط فإن هذه المناورات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة الملكية والقوات الأميركية، التي تحمل إسم quot;الأسد الأفريقي 2010quot;، تجري بطريقة منتظمة، وتهدف إلى تعزيز التنسيق والتعاون بين القوات للبلدين والتفاهم المشترك على التقنيات العسكرية والإجراءات المتبعة من طرف كل بلد على حدة.

وتضم هذه المناورات العسكرية أشكالاً متعدّدةللتكوين العسكري، بما فيها زعامة القيادة العسكرية، والتدريبات الخاصة بإستعمال الأسلحة النارية وعمليات حفظ السلام، والتزود بالوقود جوًّا والتدريب على التحليق بالطائرات بعلو منخفض.

ومن المقرر أن تقوم وحدات عسكرية متعدّدة من الفيلق 23 لقوات المارينز الأميركية بإدارة المناورات الخاصة بمركز القيادة، والتكوين الثنائي على مستوى الوحدات العسكرية، والتكوين الخاص بمؤهلات إستعمال الأسلحة، وعمليات الحفاظ على السلام مع وحدات القوات المسلحة الملكية.

وستشارك وحدات من المارينز والطائرات من quot;المجموعة 234quot; للنقل الجوي العسكري المتخصص بالتزود بالوقود أثناء الطيران مع quot;مجموعة 41quot; للمارينز والقوات الجوية بالإشراف على تكوين حول التزود بالوقود أثناء الطيران، والطيران على مستوى منخفض لفائدة القوات الجوية الملكية.

وأثناء هذه المناورات العسكرية، سيقوم الضباط من الحرس الوطني الجوي الأميركي لولاية يوتاه بتقديم مساعدات طبية في طب الأسنان، والطب البيطري لفائدة السكان المحليين، وكذا لفائدة السكان بضواحي تارودانت.

وقررت الولايات المتحدة الأميركية، أخيرًا، زيادة المساعدات العسكرية إلى المغرب بثلاثة أضعاف، مقارنة مع السنة الماضية، وتوقع أن تصل قيمة هذه المساعدات إلى تسعة ملايين دولار، مقابل 3.6 ملايين دولار تلقاها المغرب العام الماضي.

ويأتي هذا بناء على طلب الإدارة الأميركية، وذلك في مشروع الميزانية الفدرالية لعام 2011، الذي قدمه البيت الأبيض إلى الكونغرس.

وكانت إشاعات أثيرت، أخيرًا، تتحدث عن عزم واشنطن على بناء قاعدة عسكرية لها جنوبي المغرب وتحديدًا في منطقة طانطان، حيث تعدّ المدينة ذات موقع إستراتيجي متميز لقربها من القيادة الأوروبية الأطلسية ووجودها في منطقة أكثر إستقرارًا من القرن الأفريقي (الصومال)، حيث توجد بؤر ساخنة متعددة وقابلة للإنفجار، كما أنّها قريبة من المياه العميقة للمحيط الأطلسي وهو ما يسهل عمل الغواصات الأميركية الحاملة للصواريخ الإستراتيجية.

غير أن حكومة الرباط نفت وجود أي إتفاق مع الولايات المتحدة على إقامة القيادة العسكرية الأميركية الجديدة في قارة إفريقيا (أفريكوم)، التي كان الرئيس السابق جورج بوش قد أعلن عنها.

يشار إلى أن الحكومة المغربية وضعت تحت تصرّف قيادة القوات المسلحة، برسم مشروع ميزانية 2010، غلافًا ماليًا قدر بـ 7مليار و955 مليون درهم، في إطار ما يسمى إعتمادات الإلتزام لسنتي 2010 و2011.

وأحدث صندوقان برسم مشروع قانون 2010 لفائدة القوات المسلحة الملكية، الأول أطلق عليه اسم quot;صندوق شراء وإصلاح معدات الجيشquot;، ورصد له غلاف مالي قدره 10 مليار و200 مليون درهم، والثاني إسم quot;صندوق مشاركة القوات المسلحة الملكية في مأموريات السلامquot; وميزانيته 10 مليون درهم، ما يعني أن الميزانية المرصودة لشراء الأسلحة في أفق 2011 تقدر بـ 22 مليار و935 مليون درهم، جزءٌ مهم منها سيخصص لسد نفقات شراء 24 طائرة من طراز (إف 16)، إقتنتها الرباط من واشنطن، و300 دبابة أميركية من طراز (تي 90)، وأجهزة دفاع و مراقبة عسكرية.