الملتقى الإعلامي العربي السابع يواصل إنعقاده لليوم الثاني

لم يتأفف الوزير السعودي عبدالعزيز خوجة من الإلحاح الصحافي المثير والمستفز لأخذ صورة أو تصريح صحافي، إذ غالبا ما قوطع الوزير وهو يتحدث مع شخصيات مهمة في نقاشات مهمة في الكواليس من صحافي جاء يلهث قاطعا حبل أفكار خوجة ليستميحه متدرجا طلباته من مقابلة الى تصريح أو صورة، إلا أن لباقة خوجة أحرجت هؤلاء الذين أحرجوه بحسن نية.

الكويت: إستطاعت quot;إيلافquot; أن تصغي بعناية الى همس الكواليس في أروقة مكان إنعقاد الملتقى الإعلامي العربي السابع الذي بدأ أعماله أمس في العاصمة الكويتية، إذ إنصب الحديث بشكل خاص على أناقة الوزير السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي يشغل منصب وزير الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية، فقد كانت الحيرة بادية على محيا أهل المهنة الصحافية وهم يترقبون إطلالة خوجة، الذي لا يزال على وفائه للباقته سياسيا وإعلاميا ودبوماسيا، إذ أن سنوات الخدمة الطويلة لخوجة سفيرا للبلاده في أصقاع الأرض، قد حكمت صفاته وتحركاته، بل وطبعت وشمة الإبتسامة على محياه للأبد، فلم تغب الإبتسامة عن ثغره الذي لم يمل من مصافحة عادلة ودائمة وشاملة مع معشر أهل المهنة العرب الذين طاردوا خوجة منذ ما قبل الجلسة الإفتتاحية حتى نهايتها، وسط إهتمام فريد بالرجل الذي عهد إليه بترتيب الملف الإعلامي السعودي، وهو المهمة التي بدا واضحا أنه يملك خريطة طريق طويلة لها، دشنها بحوار متمكن مع أهل المهنة، إذ كانت هذه الحوارات لاحقا سببا لإختياره حائزا لجائزة الإبداع الإعلامي العربي التي تسلمها أمس، إذ شوهد وهو يقاوم إختناق عبراته وهو يتسلم الجائزة من رئيس الحكومة الكويتية الشيخ ناصر المحمد الصباح، إذ عبر خوجة عن إمتنانه للملتقى، وكذلك إختياره للجائزة.

وبعد أن انتهت الجلسة الإفتتاحية، بإنتظار أن تعقد جلسة الحوار الأولى، إنتشر المشاركون في ردهات وأروقة المكان الذي عقد فيه الملتقى، وكان خوجة البشوش والأنيق ينتحي جانبا مع شخصيات مهمة سياسية وإعلامية للخوض في أحاديث خافتة الصوت، بدت أنها مهمة جدا، إلا أنها كانت سريعا ما تقطع من قبل إعلاميين عرب كانوا يطاردون خوجة متجهين الى مكان وقوفه للسلام عليه، ومحاولة الحظوة بلقاء صحافي، وإذا لم يكن فتصريح، وإذا لم يكن الأمر متاحا إكتفى الصحافي بصورة له مع الوزير السعودي وهو مبتسما، علما أن خوجة كان يستخدم جرعات زائدة من اللباقة والدبلوماسية وهو يشرح و يبرر لأهل المهنة الصحفية، أسباب إعتذاره عن تلبية طلبات المقابلات والتصريحات السياسية، على اعتبار أن الملتقى الإعلامي العربي ليس مناسبة للتصريحات ولا المقابلات، وإنما للتركيز على شؤون وشجون أهل المهنة العرب، وسبل تطوير المهنة.

وكانت هيئة الملتقى أعلنت منح خوجة جائزة الإبداع الإعلامي عن quot;روح المبادرة الإيجابية تجاه دعم أفاق الحوار الإعلاميquot;، والتي تمنحها هيئة الملتقى الإعلامي العربي بشكل سنوي للرواد اللذين يساهمون بشكل مباشر وفعال في خدمة المنظومة الإعلامية العربية سواء كان بالمجهودات المباشرة، أو بالقرارات الفعالة التي تساهم في تذليل العقبات أمام تطوير قطاعات الإعلام أو بأي شكل كان.

وبحسب رئيس هيئة الملتقى الإعلامي العربي ماضي عبد الله الخميس فإن الدكتور خوجة استحق هذه الجائزة التي جاءت بإجماع أعضاء الأمانة العامة للجائزة لدوره الكبير في فتح آفاق الحوار الإعلامي بين وزارة الإعلام وقطاعات الإعلام ومؤسساته المختلفة في المملكة العربية السعودية وخارجها، وأضاف الخميس بأن خوجة يعتبر أول وزير إعلام يحسن التواصل مع الإعلاميين والصحافيين عبر الوسائل الإعلامية التكنولوجية الحديثة ويفتح معهم حوارات متصلة حول العديد من القضايا الإعلامية.

وأضاف الخميس بأن مساهمات د. عبد العزيز قد ساعدت إلي حد كبير على تضييق الهوة الإعلامية الكبيرة بيننا وبين الغرب ومن ناحية أخري كانت مساهماته عنواناً بارزاً في تغيير الصورة النمطية للعالم العربي لدي الغرب وتقديم النموذج العربي المتفاعل مع آليات العصر وتقنياته واستغلالها بشكل ايجابي.

وللوزير خوجة مساهماته القيمة الفعالة في حركة الإعلام السعودي والعربي بشكل عام حيث يعتبر من أوائل اللذين أسسوا لأنفسهم موقعاً خاصاً علي عبر مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية وذلك يسهم في التواصل المباشر مع مختلف الشرائح والعقليات الأمر الذي يفسح مجالا كبيرا أمامهم للتفاعل المباشر مع المسؤولين وصناع القرار بشكل غير مسبوق في الخليج العربي وكذلك فإن في ذلك دلالة قاطعة على استخدام وسائل العصر الحديث والتفاعل معها والحث على استخدامها لما في ذلك من منفعة كبرى ودلالة عظيمة على أهمية مسايرة مفردات العصر الحديث.

نبذة عن خوجة
تقلد الدكتور عبد العزيز خوجة العديد من المناصب الهامة ابتداء من تعيينه أستاذاً للكيمياء في كلية التربية بمكة المكرمة، ثم عميداً لها ومشرفاً عاماً على الجامعة بمكة المكرمة، ثم تولى بعد ذلك منصب وكيل وزارة الإعلام للشؤون الإعلامية وقام بأعمال مدير عام جهاز تلفزيون الخليج، كما ترأس عدة مجالس أهمها المجلس التنفيذي لمنظمة إذاعات الدول الإسلامية، والمجلس التنفيذي لوكالة الأنباء الإسلامية ثم عُين سفيراً للملكة في عدد من الدول منها تركيا وروسيا الاتحادية والمملكة المغربية ولبنان وفي 14 شباط (فبراير) 2009م صدر المرسوم الملكي بتعيينه وزيراً للثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية، حيث استطاع خلال هذه الفترة أن يضع بصمة قوية وواضحة على آليات التواصل الإعلامي، وفتح آفاق الحوار الجاد والبناء مع الشرائح المختلفة والمؤسسات المعنية.