انهى الاف اليهود زيارة إلى اقدم كنيس في افريقيا يقع في جزيرة جربة التونسية.

جربة: انهى آلاف اليهود الاحد زيارة استغرقت يومين الى معبد الغريبة في جزيرة جربة التونسية، وهو اقدم كنيس يهودي في افريقيا، وسط دعوات لكي يعم السلام منطقة الشرق الاوسط.

ووسط اجراءات امنية مشددة اصبحت معتادة امضى نحو ستة الاف يهودي قدموا خصوصا من فرنسا واسرائيل وتونس فترة الزيارة بين الصلاة في الغربية، والترفيه في منتجعات جربة التي تقع على بعد 500 كلم جنوب شرق العاصمة التونسية.

وقال كبير حاخامات تونس حيين بتان في اختتام الزيارة quot;هذا التجمع هو دليل على احترام حقوق الانسان والاقلياتquot; في تونس واصفا quot;التعايش السلمي بدون اقصاء بين الاديان بالامر النادرquot;.

من ناحيته قال كبير حاخامات فرنسا جيل بورن حيين الذي يزور كنيس الغريبة لاول مرة في كلمة القاها بالمناسبة ذاتها quot;احيي في هذا اليوم العظيم الحيوية التي تتسم بها الجالية اليهوديةquot; في تونس وquot;تمسكها واستمرارها في اداء طقوس ضاربة في القدمquot;.

واضاف quot;العودة الى الغريبة ليست عيدا بقدر ما هي اخلاص للجذورquot;. ودعا الحجاج خلال هذا التجمع التقليدي الى ان يعم السلام منطقة الشرق الاوسط والى نبذ العنف.

ويحرص الزوجان سباغ وفيفيان مير القادمان من العاصمة الفرنسية باريس على حضور هذا التجمع الديني منذ 35 عاما، وقاما باضاءة شموع لهما ولاحفادهما. وقال سباغ quot;صلينا في هذا المكان المقدس متمنين ان تتحقق امنياتنا في الصحة والسلام في العالمquot;.

وعزت فيفيان التي بدت متأثرة الى حد البكاء اصرارها على القدوم quot;الى طيبة الناس وقبولهم للاخرquot; مؤكدة ان quot;مسألة الصراع بين الاديان كرستها الفضائياتquot;.

وتعود سارة (56 عاما) الى الغريبة بعد 20 عاما من الغياب quot;للصلاة ولزيارة اصدقائها المسلمين الذين اشتاقت اليهم كثيراquot; حسب ما قالت هذه اليهودية التي تركت تونس العام 1990 للاستقرار في اسرائيل.

وقال ميمون داني (70 عاما) الذي غادر هو الاخر تونس قبل 15 عاما للاستقرار في تل ابيب لفرانس برس quot;لقد دعوت لكي يعم السلام ولكي تنمو بذور التسامح بين الناس لان الاديان السماوية تجمع ولا تفرقquot;.

وقالت مونيك حايون التي كانت اطلقت العديد من المواقع الالكترونية من بينها quot;غريبة كمquot; ان quot;الارض للناس جميعاquot; ودعت quot;المتعصبين الى التفريق بين الصهيونية واليهوديةquot;.

من جانبه، قال كبير حاخامات لندن ابراهام ليفي quot;ان ما نشاهده اليوم مثال على التسامح وافضل وسيلة للتصدي للاسامية والاسلاموفوبياquot;، معربا عن الامل في رؤية quot;الفلسطينيين والاسرائيليين يتعايشون بسلامquot;. وفي مجموعات صغيرة تدفق الزوار لاداء الصلاة موقدين شمعة اخيرة لاختتام quot;الهيلولةquot; التي جرت بعد راحة اجبارية يوم السبت باعتباره يوم عطلة اليهود.

وانتهت الزيارة بمسيرة من كنيس الغريبة وسط الاغاني التقليدية وزغاريد النسوة الى كنيسين اخرين في جربة التي تضم 16 كنيسا.

وحمل الزوار منارة علقت عليها اغطية رؤوس معقودة بعدد الامنيات المعبر عنها في مجالات متعددة. ويتكرر هذا الطقس سنويا منذ 180 عاما في جربة بحسب المنظمين. واوضح بيريز طرابلسي رئيس الكنيس والطائفة اليهودية في جربة ان quot;الطواف كان في الاصل يهدف الى جمع ما يكفي من الزيت من السكان لابقاء فوانيس المعبد مضاءةquot;.

واضافة الى اليهود التونسيين والفرنسيين والاسرائيليين، قدمت مجموعات اخرى من مصر وايطاليا وتركيا وبريطانيا، بحسب المنظمين. وبدأ الحجاج اليهود طقوسهم الجمعة داخل مبنى الكنيس الصغير الابيض والازرق الذي يقع في مدينة حومة السوق (كبرى مدن جزيرة جربة).

وقد تعرض هذا الكنيس في نيسان/ابريل 2002 لاعتداء بشاحنة مفخخة تبنته القاعدة واوقع 21 قتيلا بينهم 14 سائحا المانيا. كما اقام الزوار مزادات علنية متنوعة بساحة معبد الغريبة خصص ريعها ليهود جربة.

وتعد الطائفة اليهودية التونسية احدى اكبر الطوائف اليهودية في الدول العربية رغم ان عددها تراجع بشكل كبير على مر السنين. وقد غادر قسم كبير من اليهود الذين كان عددهم حوالي مئة الف نسمة، عند استقلال تونس العام 1956، للاقامة خصوصا في فرنسا واسرائيل ولم يعد عددهم يزيد حاليا عن الف نسمة تقريبا يقيم معظمهم في جربة وتونس العاصمة.