تونس: قال رئيس الطائفة اليهودية في تونس إن احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط يتطلب quot;رجالا اذكياء و متعففين عن السلطة والحكمquot;، على حد وصفه.

ونوه روجر بيسموث رئيس الطائفة وعضو مجلس المستشارين في تونس في حديث مع وكالة (آكي) الايطالية للانباء إلى أن quot;الصراع الدائر هناك ليس مرتبطا بالدين، بل بالسياسة والمال والقوةquot;، فـquot;جذوره تعود الى التقسيم الاممي قبل نحو ستين عاماquot;. وأضاف quot;انا متأكد من ان السلام سيعم، ولكن ورغم غياب المحبة ومواصلة الناس التقاتل من اجل السلطة، سيأتي اليوم الذي سيحل فيه السلام الذي قد لا يحتاج سوى لأسبوعين فقطquot;، وفق تقديره.

وقال بيسموث إن quot;الفلسطينيين والاسرائيليين مطالبين بحل مشاكلهم فيما بينهم من دون وساطات او ضغوط خارجية، بما فيها تلك القادمة من مجموعات الضغط اليهودية والتي لا تستطيع إرغام رجال السياسة ورجال الدين الاسرائيليين على القبول بدولة فلسطينية تعيش الى جانب دولة اسرائيل بسبب مرض النفوذ والسلطة المتفشي لدى القادة الاسرائيليين والفلسطينيين على السواءquot;، على حد وصفه.

وفي نفس السياق، قال رئيس الطائفة اليهودية (83 عاما) quot;ليس من المعقول ان تقوم دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وان يكون الجزءان معزولان، يجب أن يأتي يوم يتبادل فيه الاسرائيليون والفلسطينيون اراض بحيث يكون لكل جانب دولة متكاملة وقابلة للحياة quot;، حسب تعبيره.

وحول دور الرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قال بيسموث quot;عباس له نوايا طيبة ولكنه لا يقدر على صنع السلام لأنه ورث تركة ثقيلة من ياسرعرفات الذي اساء كثيرا للفلسطينيين، إضافة إلى أن الانقسام السياسي ينخر ايضا الجسد الفلسطينيquot;. واعتبر بيسموث ان مبادرة السلام العربية ومبدأ الارض مقابل السلام والتطبيع الاقتصادي مع اسرائيل ليس سوى quot;عملية ابتزاز وأنانيةquot;، لأن quot;لدول عربية علاقات غير مباشرة مع اسرائيل وخاصة في المجال الاقتصادي، فجميع الدول العربية تريد السلام مع اسرائيل، بينما أن السلام فيما بينها ليس قائما بعدquot;، على حد وصفه.

ورأى أن لا دور للأوروبيين في حل الصراع بالشرق الاوسط، وقال quot;الاوروبيون منافقون لأنهم في الحقيقة في حاجة الى اسواق والى مصادر النفط والمشاريع الكبرى في الدول العربية، فليس لهم اصدقاء حقيقيونquot;، مضيفا quot;إن المسيحيين الاوروبيين هم من بدؤوا بمعادة السامية ومعاداة الاسلام والمسلمين ولكنهم اليوم ينصبون انفسهم حكاما وقضاة، ويقولون لماذا لا يتوصل العرب واليهود الى التفاهم، والحال انهم هم من خلق الخلاف اصلا في الشرق الاوسطquot;. من جهة اخرى أرجع الحراك الاوروبي الحالي إلى quot;الرغبة في كبح جماح غضب اسلامي داخل دول اوروبا نفسها حيث يتواجد في فرنسا مثلا نحو سبعة ملايين مسلم وكذلك الشأن بالنسبة لبريطانيا، التي وعدت سابقا اليهود والعرب بكل شيء لكنها انسحبت وخلقت خلافا مزمنا بينهماquot;، حسب تعبيره.