لشبونة: اتخذت البرتغال كل الإجراءات اللازمة لتأمين استقبال حار وحافل للبابا بنديكتوس السادس عشر اعتبارا من الثلاثاء وعلى مدى اربعة ايام، في وقت تشهد الكنيسة الكاثوليكية احدى اخطر الازمات في تاريخها وسط فضائح التحرش الجنسي بالاطفال.
وحددت كل تفاصيل استقبال البابا، من الازهار العشرة الاف التي ستفرش له في لشبونة الى اللون الذهبي الذي سيكسو المذبح في بورتو حيث سيقيم قداسا، لجعل زيارة بنديكتوس السادس عشر quot;لحظة فرح عظيمquot; بحسب ما دعت اليه الاسقفية البرتغالية.
وفي مدينة فاطمة التي ستكون بحسب الفاتيكان في quot;قلبquot; الزيارة الباباوية، سيتم نشر quot;عطر ليمون خفيفquot; في الشوارع تكريما للبابا. ولم توفر الحكومة الاشتراكية جهودها لدعم quot;زيارة الدولةquot; هذه واعلنت رغم الازمة المالية عطلة استثنائية لموظفي الدولة لتمكينهم من حضور القداديس والصلوات التي ستقام، ما سيؤدي الى اغلاق المدارس والادارات.
وحض بنديكتوس السادس عشر الاحد المؤمنين على quot;مرافقته في رحلة الحج هذهquot; والصلاة quot;من اجل الكنيسة وعلى الاخص من اجل الكهنةquot;، بدون الاشارة تحديدا الى موجة الفضائح التي تطاول الكهنة منذ تشرين الثاني/نوفمبر ولم توفر البابا نفسه الذي اتهم بانه رفض في الماضي معاقبة كهنة تحرشوا باطفال.
واكدت الكنيسة الكاثوليكية البرتغالية التي بقيت بمنأى عن هذه الفضائح، مرارا ان ازمة التحرش الجنسي بالاطفال لن quot;تلقي بظلالهاquot; على زيارة البابا. ولن تؤثر على الزيارة الحملة التي سينظمها ناشطون ضد الايدز لتوزيع اكثر من 25 الف واق ذكوري.
وقال المتحدث باسم الاسقفية الاب مانويل موروجاو quot;المطلوب استقبال رئيس دولة وليس القيام بحملة دعائيةquot;، مؤكدا ان quot;البابا سيتكلم الى جميع البرتغاليين من الكاثوليك وغير الكاثوليكاquot;.
فالبرتغال شهدت تغييرات كبيرة خلال عقد منذ زيارة البابا يوحنا بولس الثاني الاخيرة في ايار/مايو 2000. وان كانت لا تزال كاثوليكية بغالبية سكانها (اكثر من 88%)، فان الاجهاض بات مسموحا فيها منذ 2007 كما سيسمح قريبا بزواج مثليي الجنس بموجب قانون تم التصويت عليه في شباط/فبراير وينتظر حاليا الضوء الاخضر الرئاسي.
وليس من باب الصدفة ان يكون البابا قرر القاء كلمة خلال زيارته للبرتغال حول quot;مجتمع اليومquot;، بحسب ما اوضح الاب فيديريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان. والى القداديس الثلاثة الرئيسية التي سيقيمها البابا في لشبونة وفاطمة وبورتو ويتوقع ان يصل عدد المشاركين فيها الى حوالى 800 الف بحسب المنظمين، سيلقي بنديكتوس السادس عشر عدة خطابات.
وسيستهل زيارته الثلاثاء بكلمة، كما سيلقي كلمة امام اوساط الثقافة وكلمة في مدينة فاطمة. واستبعدت السلطات الدينية تفتيش المؤمنين او التثبت من هوياتهم مشيرة الى ان quot;البابا لم ينتخب ليعيش في موقع محصنquot;. واكد المتحدث باسم الاسقفية ان quot;على الناس ان ياتوا الى لشبونة وفاطمة وبورتو. سيكون في وسعهم رؤية البابا بدون اي تعقيداتquot;.
حتى غيمة الرماد المنبعثة من البركان الايسلندي والتي لا تزال تثير بلبلة في حركة الملاحة في المجال الجوي البرتغالي، لم تنل من فرحة الكنيسة وقال الاب موروجاو لفرانس برس quot;سيكون هناك في مطلق الاحوال خطة بديلةquot; تسمح للبابا في حال حصول مشكلة بالوصول الى البرتغال. وترفع حافلات النقل العام في لشبونة منذ الاثنين علمين صغيرين للفاتيكان فوق زجاجها الامامي.
التعليقات