صرّح مسؤولون حزبيون في وقت متأخر من يوم السبت بأن قوات الأمن السودانيّة اعتقلت الزعيم الاسلامي المعارض حسن الترابي في منزله بعد شهر من إجراء السودان الانتخابات المفتوحة الأولى منذ 24 عامًا.

الخرطوم: أوقفت السلطات السودانيّة زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي في منزله في وقت متأخر السبت بعد شهر على الانتخابات التعددية الأولى في البلاد منذ 24 عامًا حسبما أعلن سكرتيره الخاص عوض بابكر.

وقال بابكر لوكالة الانباء الفرنسية quot;حوالى الساعة 00:20 (21:20 ت.غ) حضرت قوة من جهاز الامن والمخابرات في ثلاث سيارات مدججة بالسلاح واخذت الدكتور حسن الترابي لجهة غير معلومةquot;. وبعد ان كان الترابي من المقربين من الرئيس عمر حسن البشير اصبح من اشد منتقديه، وقد ندّد الشهر الماضي بالانتخابات وأعلن انه لن يشارك في المؤسسات المنبثقة عنها متّهمًا حزب المؤتمر الوطني الحاكم بـquot;التزويرquot;.

وقد يزيد اعتقال الترابي من توترات مابعد الانتخابات. وكان حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الترابي احد بضعة احزاب معارضة شاركت في الانتخابات التي قاطعتها احزاب كثيرة بسبب مخاوف من التزوير.

وشهد السودان بين 11 و15 نيسان/ابريل الماضي الانتخابات التشريعية والاقليمية والرئاسية التعددية الأولى منذ 1986. وشابت العملية الانتخابية مشاكل لوجستية واتهامات بالتزوير وقاطعتها فئة من المعارضة السودانية. وفاز في هذه الانتخابات الرئيس السوداني عمر البشير بأكثر من 68 في المئة من الاصوات، لكن مرشحين خاسرين انتقدوا نتائج الانتخابات التشريعية والاقليمية وخصوصًا في جنوب السودان.

وكان الترابي الزعيم الاسلامي قد إعتقل آخر مرة في كانون الثاني/يناير 2009 بعد يومين على دعوته البشير إلى تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية. وكان تعرض لتوقيف عدة مرات من قبل السلطات. وفي اذار/مارس 2009 اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد البشرية في اقليم دارفور الذي يشهد حربًا.

وقد خلف النزاع في هذا الاقليم منذ سبع سنوات 300 الف قتيل بحسب ارقام الامم المتحدة فيما تقول الخرطوم ان الحصيلة 10 الاف قتيل. ولم يترشح الترابي شخصيًّا في الانتخابات فيما مثل حزب المؤتمر الشعبي عبدالله دينق نيال ايوم.

وقال الترابي عند فرز الاصوات quot;الاقتراع وحسابه زور، سنرفع الامر للقضاء، ولكنهم من العسير عليهم معالجتهquot;. واضاف quot;ولذا قررنا ان نعتزل ما سيترتب على هذه الانتخابات من نيابة ومؤسسات، وحتى لو افلت واحد منا، لن ندخل اصلاً (البرلمان، او مجالس الولاياتquot;.

واضاف quot;ننتظر ان تاتينا قياداتنا من الولايات وسنتخذ موقفا اشد من ذلك ونتشاور مع القوى السياسية، وتعرفون بدائل صناديق الاقتراعquot;. وكانت مؤسسة كارتر وبعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي اللتان اشرفتا على الانتخابات السودانية اكدتا ان هذه الانتخابات لا ترقى الى quot;المعايير الدوليةquot;، وذلك قبل ان تجريا تقويمًا لفرز الاصوات.

وشكلت الانتخابات محطة مهمة في اتفاق السلام الشامل الموقع في 2005 والذي انهى الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب، تمهّد لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الولايات الجنوبية العشر في كانون الثاني/يناير 2011. وكان البشير قد وصل الى الحكم في 1989، إثر انقلاب بدعم من الترابي ثم تدهورت العلاقات بينهما.