دعا مسؤول بريطاني سابق السلطات الى اتخاذ تدابير امنية صارمة خلال أولمبياد 2012 من اجل حماية تراث البلاد.

لندن: حذر تشارلز هيل، الذي ترأس سابقا وحدة حماية الأعمال الفنية والأثريات في شرطة laquo;سكوتلاندياردraquo;، من مغبة laquo;شبه الغياب التامraquo; لأي تحسبات أمنية تكفل حماية المواقع الثقافية والدينية في بريطانيا من أي هجمات إجرامية أو إرهابية خلال الألعاب الأولمبية التي تسضيفها البلاد في 2012.

وقال هيل، في لقاء مع صحيفة laquo;غارديانraquo;، إن التركيز الأمني الحالي ينصب على مواقع الألعاب نفسها بينما تغفل السلطات ما أسماه laquo;الأهداف الهشّةraquo;. وقال إن المتاحف وصالات العروض الفنية والغاليريهات والمسارح والكنائس والكاتدرائيات، على سبيل المثال، هي بعض هذه الأهداف التي ستعاني في ظل النقص في الموارد الأمنية.

يذكر أنه خلال ألعاب 1994 الأولمبية في النرويج، تمكن لصوص من سرقة أشهر أعمال الفنان إدفارد مونك وهي لوحة laquo;الصرخةraquo; من laquo;المتحف القومي للفنونraquo; بالعاصمة أوسلو. وترك اولئك اللصوص وراءهم رسالة الى القائمين على أمر المتحف جاء فيها: laquo;شكرا على الإجراءات الأمنية الضعيفةraquo;.

وعشية رأس السنة الجديدة 1999 تمكن لصوص آخرون من التسلل الى laquo;متحف آشموليانraquo; بأكسفورد الانكليزية ونهبوا منه لوحة لبول سيزان هي الوحيدة التي يقتنيها المتحف لهذا الفنان الانطباعي الشهير. وفي العام 1990 استغل لصوص مناسبة يوم القديس باتريك لسرقة لوحات لرامبرانت وأخرى لفيرمير من أحد متاحف بوسطن.

يذكر أن تشارلز هيل أشرف في السابق على عدد كبير من التعمليات السرية والتحقيقات بشأن سرقات فنية كبيرة. وهو يقول اليوم إن خبرته تشير الى أن لندن وكبريات المدن البريطانية الأخرى ستكون عرضة لعمليات إجرامية وإرهابية خلال اولمبياد 2012. ويأتي تحذيره في أعقاب تصريح وزير الرياضة، هيو روبرتسون، الأسبوع الماضي بأن وزيرة الأمن، بولين نيفيل - جونز تنظر حاليا في الإجراءات الواجب اتباعها لحماية البلاد خلال تلك الفترة.

لكن لا يعرف حتى الآن ما إن كانت تلك الإجراءات ستشمل ما وصفه هيل بالأهداف الهشّة، خاصة على ضوء أن مصلحة الثقافة والإعلام والرياضة أعلنت أن مسألة الأمن عموما من اختصاص وزارة الداخلية.

يذكر أن بيتر أوسبورن، الذي كان يعمل مستشارا أمنيا لمتاحف البلاد سابقا، كان قد حذّر هو أيضا من مغبة إهمال الإجراءات الأمنية الكفيلة بحماية المواقع الثقافية في كل الأوقات وبغض النظر عن المناسبة.