بروكسل: أسفرت نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة في بلجيكا، والتي جرت أمس الأحد عن فوز مؤكد للتحالف الفلاماني الجديد، إذ حصل على ما يقارب 29% من أصوات الناخبين في شمال البلاد الناطق بالهولندية.

وجاء تقدم التحالف الفلاماني الجديد في شمال البلاد، وهو الأول من نوعه في تاريخ الحزب صاحب النزعة الانفصالية، على حساب تراجع كل الديمقراطيين المسيحيين (حزب رئيس الوزراء المنتهية ولايته إيف لوترم، والليبراليين الديمقراطيين

وأظهرت نتائج الانتخابات تقدماً كبيراً للحزب الاشتراكي في جنوب البلاد الناطق بالفرنسية، إذ حصل على ما نسبته 33,8%، متقدماً بذلك على الحركة الإصلاحية والنادي الديمقراطي الإنساني وحزب أنصار البيئة، الذي حافظ على مركزه كرابع الأحزاب الكبيرة في جنوب البلاد

وتعكس هذه النتائج عمق الهوة بين الطرفين الفائزين، شمالاً وجنوباً، إذ ينادي التحالف الفلاماني الجديد بمسيرة تدريجية نحو فصل السلطات في البلاد والسير نحو كيانين يتمتعان بالمزيد من الإستقلالية، بينما يتمسك الإشتراكيون في الجنوب بوحدة البلاد، وهو الأمر الذي سيعقد تشكيل التحالفات والمفاوضات التي من المفترض أن تجري خلال الأيام القادمة لتشكيل الحكومة الجديدة

وفي هذا الصدد، أكد رئيس حزب التحالف الديمقراطي الجديد بارت دو ويفر، أن فوز حزبه لا يعني نهاية البلاد، وقال quot;أسفرت الانتخابات في الشمال والجنوب عن فوز حزبين لهما رؤى مختلفة حول مستقبل البلاد، وهذا يؤدي إلى السير في اتجاه إعطاء صلاحيات منفصلة لكل منهماquot;، حسب كلامه، معبراً عن انفتاحه على الحوار مع الأطراف المختلفة في جنوب البلاد

ويذكر أن مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة ستبدأ بعد أن يقوم الملك ألبير الثاني بتعيين منسق يتمحور دوره حول تقريب وجهات نظر الأطراف المختلفة، وهو الأمر الذي يصفه المراقبون بـquot;العسيرquot; وبانتظار إنطلاق مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، أكد رئيس الوزراء المنتهية ولايته إيف لوترم، أنه سيتابع العمل من أجل إدارة شؤون البلاد والتحضير للرئاسة البلجيكية القادمة للإتحاد الأوروبي والتي تبدأ في الأول من تموز/يوليو القادم وتستمر حتى نهاية العام