أعلن مكتب المرجع الشيعيالعلامة الراحلمحمد حسين فضل الله، أن موكب تشييعه ينطلق من أمام دارته في حارة حريك الساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم الثلاثاء6 تموز/ يوليو ويجوب الأحياء الرئيسية لضاحية بيروت الجنوبية، حيث سيصلى في ختام التشييع على الجثمان في مسجد الإمامين الحسنين حيث يوارى الثرى في صحن المسجد. كما اعلن المكتب عن استمرار تقبل التعازي يومياً.

بيروت:توفي الاحد في بيروت المرجع الشيعي العلامة محمد حسين فضل الله عن 75 عاما اثر اصابته بنزيف داخلي، وقال مسؤول في مكتبه quot;لقد توفي السيد فضل اللهquot;.

وأعلنت مؤسسات العلامة الراحل محمد حسين فضل الله وجمعية المبرّات الخيرية الحداد لمدّة أسبوع ابتداءً من يوم الاثنين 5 يوليو.

واصيب فضل الله خلال الاشهر الاخيرة بسلسلة ازمات صحية ادخلته المستشفى. وكان ادخل مستشفى بهمن في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل اسبوع في مراجعة عادية. الا انه اصيب فجر الجمعة بنزيف داخلي حاد تسبب بوفاته الاحد.

وتم اغلاق الطرق المؤدية الى المستشفى والى جامع الحسنين المجاور حيث بدأ افراد عائلته ومساعدوه يتقبلون التعازي. وولد فضل الله في تشرين الثاني/نوفمبر 1935 في العراق، وبدأ دراسته للعلوم الدينية في سن مبكرة جدا، ثم اصبح استاذا للفقه والاصول في الحوزة العلمية الكبرى في النجف.

عاد الى لبنان العام 1966. وكان المرشد الروحي لحزب الله في بداية تأسيسه في الثمانينات، قبل ان يحصل تباعد بين الجانبين بسبب تباينات في وجهات النظر حول المرجعية الدينية. اذ سعى فضل الله الى تأسيس مرجعية مستقلة للحزب الشيعي الذي تدخل quot;ولاية الفقيهquot; في صلب عقيدته. وأسس فضل الله حوزة quot;المعهد الشرعي الاسلاميquot;، وشكل بذلك نقطة البداية لكثير من طلاب العلوم الدينية. كما رعى العديد من المشاريع الخيرية والاجتماعية.

ويعتبر فضل الله مرجعية بارزة في المذهب الشيعي وله اتباع في لبنان وخارجه. ومن فتاواه الدعوة الى اعتماد علم الفلك والارصاد في اثبات بدء شهر رمضان وانتهائه، في وقت لا تزال المرجعيات الدينية الاسلامية في العالم تلتمس رؤية القمر بالعين المجردة لاثبات ذلك.

وتعرض فضل الله لمحاولة اغتيال عام 1983 حيث فجرت سيارة مفخخة قرب منزله ما ادى الى سقوط العشرات وقد اتهم فضل الله الولايات المتحدة واسرائيل بالوقوف وراء عملية الاغتيال ردا على تفجير مقر قوات البحرية الاميركية (المارينز) قبل محاولة الاغتيال باشهر.

ولكن، وفي عام 1991، وبعد انتخاب عباس الموسوي امينا عاما للحزب خلفا للشيخ صبحي طفيلي، اختلف فضل الله مع حزب الله حول تبنيه مبدأ ولاية الفقيه الذي اعتمد في اطار العلاقة الوثيقة مع ايران.

وخرج خلاف فضل الله مع حزب الله الى العلن منذ ذلك الحين وادى الى ابعاده عن الزعامة الروحية للحزب ليصبح مرجع تقليد مستقل. وتفرغ فضل الله منذ ذلك الحين للامور الفقهية والدينية حيث كان انتاجه غزيرا، كما ان لديه عدة اصدارات شعرية.

ولكن بالاضافة الى ذلك، عرف فضل الله بنشاطه في حقل العمل الخيري وتأسيس جمعيات خيرية لاهداف اجتماعية كرعاية الايتام والفقراء والمعوقين والمكفوفين والصم والبكم.

ودأب فضل الله حتى وفاته على اتمام صلاة الجمعة في احد المساجد في الضاحية الجنوبية وقد كانت خطبة الجمعة هذه مناسبة للقائه مع اتباعه واعلان مواقفه في السياسة والدينية.

وقال quot;حزب اللهquot; في بيان له إنّ الفقيد quot;عاش حياته لخدمة وحدة الأمة الإسلامية وفى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ونصرة القضية الفلسطينية، كما كان من دعاة التقريب بين المذاهب الإسلاميةquot;.

وأكد حزب أن فضل الله quot;وقف بكل جرأة ووضوح نصيراً للمقاومة ضد العدو الإسرائيلي، حيث تشهد الساحة تحديه وتصديه للاحتلال وأفعاله الإجرامية، والأثمان التي دفعها نتيجة لمواقفه، وعبَّر عن رفضه لمؤامرات الاستكبارquot;. وأعلن quot;حزب اللهquot; عن ثلاثة أيام من الحداد تعبيراً عن الحزن والمواساة. وأعلنت العلاقات الإعلامية في quot;حزب اللهquot;، أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله، زار عائلة العلامة افضل الله، في مستشفى بهمن، حيث قدم لها تعازي الحزب ومواساته.

ردود الفعل

وتواترت بلاغات نعي المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله الذي توفيّ صباح الأحد عن عمر يناهز 74 عاما. وصدرت البلاغات والتصريحات التي نعت فضل الله عن تيارات وشخصيات لبنانية سياسية رسمية وغير رسمية، كما نعته حكومات عربيّة على غرار حكومتي العراق والكويت، في حين أعلن quot;حزب اللهquot; الحداد لمدة ثلاثة أيام.

ونعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فضل الله، مؤكداً أن لبنان خسر مرجعية وطنية وروحية كبرى وصوتاً للاعتدال يرفض الفتنة ويطلق الفتاوى لتحريمها.

وقال الرئيس الحريري، في بيان: quot;يخسر لبنان بغياب العلامة السيد محمد حسين فضل الله مرجعية وطنية وروحية كبرى،اسهمت اسهاما فعالا في ترسيخ قيم الحق والعدل لمقاومة الظلم واضافت الى الفكر الاسلامي صفحات مميزة ستتوارثها الاجيال جيلا بعد جيلquot;.

وأضاف: quot;عرف اللبنانيون والمسلمون في غير مكان من العالم عن الفقيد الكبير قوة في المنطق وجراة في الموقف،وصلابة في الالتزام،وشكل في كل المراحل والظروف صوتا للاعتدال وداعية لوحدة اللبنانيين خصوصوا والمسلمين عموما، يرفض الفتنة ويطلق الفتاوى لتحريمها، ويتخذ من الحوار سبيلا لاعلاء شان العقل في معالجة القضايا الخلافيةquot;.

وتابع: quot;اننا اذ نشارك اللبنانيين في نعي الراحل الكبير الى المسلمين في كل العالم، نتوجه الى محبيه واهله ومريديه بأحر التعازي القلبية مبتهلين الى الله عز وجل ان يعوضنا عن غيابه بسيرته الطيبة وفكره المميز واعماله في نشر الخير والعلمquot;.

وختم الرئيس الحريري نعيه: quot;رحم الله العلامة السيد محمد حسين فضل الله والهم ذويه واتباعه الصبر والسلوانquot;. وكان الرئيس الحريري أوفد مستشاره الخاص المهندس فادي فواز الى مستشفى بهمن للإطمئنان الى صحة فضل الله قبل إعلان وفاته.

وفي لبنان أيضا، أعلن المكتب الإعلامي للرئيس سليم الحص عن تبلغه quot;بألم بالغ نبأ وفاة سماحة العلامة آية الله السيد محمد حسين فضل اللهquot;، معتبراً أن غيابه quot; خسارة جسيمة لكل المسلمين في لبنان خصوصاً واللبنانيين عموماًquot;.

وقال الحص، الموجود في الخارج للعلاج: quot;كان فذا في فكره الخصب وإيمانه الصلب ووطنيته الخالصةquot;. ومن جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; أن فضل الله quot;قضى حياته في العلم والعطاء وخدمة للمشروع الإسلامي، ووحدة الأمة الإسلامية وعاملاً على جمع كلمة المسلمين، ومناصراً لقضاياهم المصيرية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية التي أولاها بالغ الاهتمامquot;.

ونعى بلاغ صادر عن الرئاسة العراقية المرجع الشيعي اللبناني، وذكر البلاغ الذي وقعه الرئيس جلال الطالباني quot;إن رحيل العلامة فضل الله ثلمة كبيرة تعرض لها العالم الإسلامي، وهو الذي أمضى عمره في سبيل استنهاض طاقات الأمة وانتهاج طريق الاعتدال والتجديد ولم شمل المسلمين على موقف ينفتح على الإصلاح، والأخلاق النبيلة، وبرحيله خسر العالم الإسلامي خسارة كبيرة لا تعوض.

ومضى البلاغ قائلا: quot;الفقيد الغالي ومنذ ولادته المباركة في العراق، وتدريسه العلوم الدينية في حوزة النجف الأشرف، ثم مغادرته إلى بيروت وخوضه غمار العمل السياسي والديني، أغنى الأمة الإسلامية بعلمه الوافر، وربى جمعاً كبيراً من العلماء والفضلاء، وكان يحظى بشخصية عالم دين متميز، وفقيه متنور، وعلم جليل من أعلام الأمةquot;. كما بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد برقية تعزية إلى أسرة محمد حسين فضل الله أعرب فيها عن quot;خالص تعازيه وصادق مواساتهquot;.

كما صدرت برقيات تعزية وبلاغات نعي عن عدد من رجال الدين الشيعة في العراق على غرار محمد باقر الناصري.

وأفادت تقارير صحافيّة واردة من الجنوب اللبنانيّ أنّ quot;الحزن عمّ المدن والقرى الجنوبيّة بعد سماع خبر رحيل المرجع محمد حسين فضل الله نظراً لما يشكّله هذا العالم من مكانة كبيرة على المستويات الدينيّة والسياسيّة والفكريةquot;.وذكرت ذات التقارير إنه ولدى إعلان وفاته صدحت المآذن بالآيات القرآنية ورفعت الرايات السوداء على الطرقات العامة والشوارع الرئيسة، فيما علت اللافتات على مداخل القرى والبلدات الجنوبية وقد حملت كلمات تعكس مشاعر الأسىquot;.

كما شهد قسم الأنشطة التابع للوحدة الإعلاميّة لـquot;حزب اللهquot; حركة كبيرة بعد طباعة المواد الإعلاميّة واللافتات التي وزّعت على المندوبين الإعلاميين في القرى. وتوجّهت الوفود العلمائيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والبلديّة لتقديم واجب العزاء الذي يُقام في مسجد الإمامين الحسنين في الضاحية الجنوبية.

ويشار أيضا إلى أن quot;تجمّع العلماء في جبل عاملquot; أصدر بياناً نعى فيه المرجع الشيعي فضل الله.

ومن جهتها، أشارت الجماعة الإسلاميّة إلى أن quot;الساحة الإسلاميّة والعربيّة فقدت شخصيّة إستثنائيّة، تجاوزت بفكرها المستنير الحدود المذهبيّة والطائفيّة والجغرافيّة، لتشكّل حلقة التقاء بين مختلف الأفكار والمذاهبquot;، لافتة في بيان إلى أن quot;للراحل الكبير السيد محمد حسين فضل الله دور بارز في بثّ الوعي في صفوف الشباب منذ بدايات إنطلاقة الصحوة الإسلامية في لبنان والعالم العربي، فشكّل على مدى أكثر من ربع قرن حالة مرجعيّة في الفكر والدين والسياسةquot;.

الجماعة الإسلامية، وفي بيان صادر عن أمينها العام إبراهيم المصري، قالت: quot;تشهد للسيد فضل الله حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، كما تشهد له المؤتمرات الإسلاميّة في العالم الإسلامي التي صدح صوته فيها داعياً إلى الوحدة وتقديم الموقف الإسلامي بصورته المشرقة بعيداً عن التعصب والإنتماء المذهبي، كما يشهد له العمل الإنساني واسع النطاق، حيث انتشرت مؤسساته الدعويّة والإنسانيّة في مختلف المناطق اللبنانيّةquot;، مضيفة: quot;عزاؤنا أنه ترك خلفه تراثاً من المؤلفات والمؤسسات تكمل رسالته بعد رحيله، كما ترك جيلاً من الدعاة يتمّمون ما أسّس له، فضلاً عن ولديه عليّ وجعفرquot;.

هذا وصدر عن الدائرة الإعلامية في quot;القوات اللبنانيةquot;، البيان الآتي: quot;تلقت quot;القوات اللبنانيةquot; بحزن كبير نبأ وفاة سماحة المرجع العلامة السيد محمد حسين فضل الله. وهي إذ تتقدم من أهله وذويه ومن عائلته الكبيرة التي تضم جمهوره الواسع من المحبين والمريدين، بأحر التعازي راجية من الله ان يسكنه فسيح جنانه، لا يسعها إلا ان تنوه بالدور البارز الذي لعبه الراحل الكبير في إعلاء شأن الحوار ومنطق الإنفتاح والإعتدال، وهو العلامة الذي كانت له مواقف متمايزة طوال مسيرته الحافلة بحضور تجاوز حدود الوطن إلى العالمين العربي والإسلاميquot;.

كما صدرت مواقف عن عدد من السياسيين والأحزاب اللبنانية نعت فيها الراحل مشيدة بمزاياه وخطه الوطني ومرجعيته الدينية.

الرئيس الايراني يقدم تعازيه برحيل فضل الله

من جانبه قدم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تعازيه الى لبنان بعد فضل الله، حسب ما اوردت وكالة الانباء الايرانية. وقال احمدي نجاد في رسالة موجهة الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان quot;الخدمات التي قدمها رجل الدين الوقور هذا لصالح الوحدة الوطنية واصراره على المقاومة سيظلان في تاريخ لبنانquot;.