ظهر على التلفزيون الإيراني و موقع يو تيوب
شهرام أميري ... دراما أخرى في ملف إيران النووي

يثير مصير العالم النووي الإيراني شهرام أميري جدلاً واسعًا خصوصًا بعد نشر مقاطع مصورة يزعم فيها أميري أنه نُقِل جوًّا إلى الولايات المتحدة ضد إرادته، هذا وتقدمت إيران بشكوى إلى السفارة السويسرية في طهران تقول فيها إن quot;السي آي إيهquot; قامت باختطاف أميري.

القاهرة: استمرارًا لحالة الجدل الدائرة حول مصير العالم النووي الإيراني شهرام أميري - الذي اختفى قبل قرابة العام- أفادت اليوم صحيفة quot;التلغرافquot; البريطانية بأن إيران تقدمت بشكوى خطية تزعم فيها أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية التي تعرف اختصارًا بـ quot;السي آي إيهquot; قامت باختطاف أميري.

ومنذ أن تم فقدان أثر أميري العام الماضي، ظهرت سلسلة من المقاطع المصورة التي يزعم ثم ينفي فيها أميري أنه تعرض للتخدير ثم نُقِل جوًّا إلى أميركا ضد إرادته. وقالت طهران، وفقًا لما ذكرته الصحيفة، إن الدليل على ذلك هو تعرضه للاحتجاز ضد رغبته في الولايات المتحدة.

كما أشارت الصحيفة في تقرير لمراسلها من دبي إلى أن وزارة الخارجية الإيرانية قدمت ما لديها من أدلة إلى السفارة السويسرية، التي تعتني بالمصالح الأميركية في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية.

ثم لفتت الصحيفة إلى عدم صدور أي تعليقات من جانب سويسرا أو الولايات المتحدة على حد سواء في ما يتعلق بتلك القضية. ومن المعلوم أن أميري كان باحثًا نوويًّا في جامعة مالك الأشتر بطهران وسبق له العمل كذلك في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

وقد دارت تكهنات في الغرب حول أن اختفاءه كان ذا صلة بكشف الولايات المتحدة الأميركية في أيلول/ سبتمبر الماضي عن وجود مفاعل سري ثاني لتخصيب اليورانيوم بالقرب من مدينة قم المقدسة.

كما قال تقرير بثته محطة إيه بي سي التلفزيونية الأميركية في آذار/ مارس الماضي نها قد حصلت على معلومات تؤكد أنه (أميري) قد انشق وقام بمساعدة المسؤولين الأميركيين. لكن أعقب هذا الكشف ثلاثة شرائط مصورة متضاربة، يظهر كل واحد منها رجلاً يشبه أميري.

إكتنف الغموض قضية الإيراني شهرام أميري الذي ظهر أولاً على التلفزيون الإيراني ولاحقا على موقع quot;يو تيوبquot; زاعمًا أن عملاء الاستخبارات الأميركية اختطفوه وهو في المدينة المنورة ونقلوه إلى مدينة تكسون في ولاية اريزونا الأميركية.

وقال أميري إنه تعرّض للتعذيب النفسي خلال الأشهر الثمانية من احتجازه في الولايات المتحدة. وأضاف أن الغرض من هذا هو إجباره على أن يدلي من خلال برنامج متلفز بتصريحات يقول فيها إنه من الخبراء المهمين في البرنامج النووي الإيراني، وإنه طلب اللجوء السياسي الى الولايات المتحدة، ولديه معلومات ووثائق سرية عن برنامج القنبلة النووية الإيرانية. ولم يكشف التلفزيون الإيراني كيفية حصوله على الشريط، لكن التقارير الإعلامية الرسمية في طهران قالت إن وزارة الداخلية حصلت عليه quot;بطرق خاصةquot;.

ومنذ ذلك الوقت، ثارت التكهنات حول هوية هذا الإيراني، وكان أقواها أنه عالم فيزيائي مشارك في برنامج بلاده النووي، جاء اختطافه لإجباره علىكشف أسرار هذا البرنامج مثلما قال. وقد تجدّد الجدل أخيرًا بعدما بثت quot;يو تيوبquot; تسجيلين مصورين له، أظهره الأول، وهو يقول إنه موجود في الولايات المتحدة بغرض الدراسة ويطمئن أهله الى أنه بخير.

لكنه ظهر ايضًا في فيديو آخر، قال فيه إن الفيديو السابق quot;مفبركquot;. وجدد فيه أنه تعرض فعلاً للاختطاف من قبل الاستخبارات الأميركية لكنه تمكن من الهرب وإنه في مكان quot;آمن حاليًاquot; في ولاية فيرجينيا. وقال إن الرجل الذي يظهر في شريط الفيديو الذي بث في وقت سابق من يونيو (حزيران) حقيقي وغير ملفق. أما الفيديو الثاني الذي يفترض ان يكون قد قال فيه إنه حر وبخير ويواصل دراسته في أميركا quot; فهو غير حقيقيquot;.

وعلى الرغم من أن الخارجية الأميركية نفت أن يكون لها أي ضلع لها في اختطافه، فقد رفض المتحدث باسمها، فيليب كراولي، الكشف عما إذا كان أميري موجودًا في الولايات المتحدة فعلاً وما إن كان عالمًا فيزيائيًا مساهمًا في برنامج ايران النووي. وأتى هذا بعدما بثت شبكة quot;ايه بي سيquot; الاخبارية الأميركية في مارس (آذار) الماضي خبرًا جاء فيه أن أميري انشق وأنه يساعد الاستخبارات الأميركية على جمع معلومات عن برنامج بلاده النووي.

وكان مدير وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، قد نفى في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن يكون أميري عاملاً في وكالته، مضيفًا أن التكهنات الدائرة حول هذا الأمر quot;مجرد أقاويلquot;.