بعد اختفائه منذ حزيران- يونيو من العام الماضي، أفادت تقارير صحافية أميركية ان شهرام أميري العالم النووي الايراني موجود في الولايات المتحدة ويساعد وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية. وقد تمكن أميري من الفرار في إطار عملية جرى التخطيط لها لفترة طويلة لتمكينه من مغادرة ايران.

القاهرة: في تطور جديد حول قضية العالم النووي الإيراني، شهرام أميري، الذي اختفى ( بحسب الرواية الإيرانية ) في يونيو/ حزيران الماضي لدى وصوله إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، كشفت محطة quot;إيه بي سي نيوزquot; الإخبارية الأميركية النقاب عن أن أميري قد لجأ إلى وكالة الاستخبارات الأميركية وأعيد توطينه في الولايات المتحدة، طبقا لمصادر كانت على علم بالعملية من قِبل مسؤولين استخباراتيين.

ويأتي هذا الكشف المثير، بعدما اعتبرت عناصر من الاستخبارات الأميركية في تصريحات للمحطة أن هروب أميري هو بمثابة quot;الضربة الاستخباراتية الموفقةquot; في ما تقوم به الاستخبارات الأميركية من عمليات متواصلة من أجل التجسس على برنامج إيران النووي والعمل على تقويضه. وهو الكشف الذي رفض ناطق باسم quot;السي آي إيهquot; التعليق عليه. لكن المحطة عاودت لتشير إلى ما أكدته وكالة الاستخبارات المركزية، في تقريرها السنوي الذي رُفِع عنه السرية وقدمته إلى الكونغرس، حيث قالت :quot; تُبقِي إيران على خيار قيامها بتطوير أسلحة نووية، رغم أننا لا نعلم ما إن كانت ستتخذ طهران في نهاية المطاف قرارا بإنتاج الأسلحة النووية أم لا quot;.

وطبقا لما أوضحته وكالة الأسوشيتد برس، فإن أميري، الفيزيائي النووي الذيلا يزال في أوائل الثلاثينات من عمره، قد سبق له العمل في جامعة مالك أشتر في طهران، التي تربطها علاقة وثيقة بالحرس الثوري الإيراني. وفي حديث له مع المحطة التلفزيونية، قال ريتشارد كلارك، أحد مسؤولي مكافحة الإرهاب السابقين في البيت الأبيض :quot; ستتوقف أهمية تلك العملية على قدر المعلومات التي يعرفها العالِم عن برنامج إيران النووي المجزّأ. ولن يتعطل البرنامج لمجرد أخذ عالِم واحد فقط من العاملين بهquot;.

وكان وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، وعدد آخر من المسؤولين الإيرانيين، قد حمّلوا العام الماضي الولايات المتحدة مسؤولية quot;خطفquot; أميري، وإن ظل مكان وجوده لغزا ً محيرا ً حتى الآن. كما سبق لزوجته وباقي أفراد الأسرة أن تظاهروا خلال الخريف الماضي أمام مبنى السفارة السعودية في طهران، مدّعين أن أميري قد تم أخذه ضد إرادته. وفي تصريحات سبق وأن أدلت بها لوكالة الأنباء الإيرانية ( ايسنا )، قالت زوجة أميري إن آخر مرة تحدثت إليه كانت في الثالث من يونيو/ حزيران الماضي، حين كان في المملكة العربية السعودية، واتصل بها من المدينة. كما ادعت أن أميري أخبرها بأنه تعرض للاستجواب من جانب الشرطة في السعودية. ونفت كذلك ما تردد عن أن زوجها يعمل في برنامج إيران النووي.

وطبقا ً لما ذكره أشخاص اطّلعوا على العملية الإستخباراتية، فإن اختفاء أميري كان جزءًا من عملية خططت لها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية منذ فترة طويلة كي يقوم بعملية الفرار. ويتردّد أن وكالة السي آي إيه فتحت خطوط اتصال بأميري في إيران من خلال وسيط تقدم له بعرض نيابة ً عن الولايات المتحدة ليعاد توطينه في أميركا. وتنقل المحطة أيضاً عن مسؤولين سابقين في الاستخبارات الأميركية كشفهم النقاب عن أن السي آي إيه تحاول منذ أواخر تسعينات القرن الماضي القيام بتجنيد مسؤولين وعلماء إيرانيين عبر اتصالات تقوم بإجرائها مع أقرباء لهم يعيشون في الولايات المتحدة. وقد تم تكليف الضباط المعنيين بالمسألة بإجراء المئات من المقابلات مع الأميركيين ذوي الأصول الإيرانية في لوس أنجليس على وجه الخصوص.

هذا وقد تم استخلاص معلومات على نطاق واسع من أميري منذ أن لاذ بالفرار من قِبل السي آي إيه، وفقاً لما أكده أشخاص مطلعون على الوضع. وتابعوا بقولهم إن أميري ساعد في تأكيد التقديرات الاستخباراتية الأميركية الخاصة ببرنامج إيران النووي. وتنقل المحطة في الختام عن الكاتب الأميركي من أصل إيراني، هومان مجد، قوله :quot; بالتأكيد يسمح الأميركيون للإيرانيين معرفة أنهم ناشطون في ملاحقة برنامج إيران النوويquot;.