حذر أوباما من أن تركيا ربما تبحث عن حلفاء في مكان آخر خارج المعسكر الغربي إذا استمر الاتحاد الأوروبي في رفض انضمامها إليه.

روما: قال لرئيس باراك أوباما في حوار مع جريدة كوريرا ديلا سيرا الإيطالية إن الولايات المتحدة تعتقد أن التردد الأوروبي في قبول تركيا هو السر وراء التغيرات في السياسة الخارجية التركية الموالية تقليديا للغرب. وأعرب عن اعتقاده أن قبول الاتحاد الأوروبي عضوية تركيا يعتبر أمرا حكيماً.

وقال أوباما: quot;أدرك أن هذا يثير مشاعر قوية في أوروبا ولا أعتقد أن الوتيرة البطيئة أو الإحجام الأوروبي هو السبب الوحيد أو المهيمن وراء بعض التغيرات في التوجه التي تمت ملاحظتها في السلوك التركي في الآونة الأخيرة. لكنها ستلعب دورا لا محالة في نظرة الشعب التركي لأوروبا... إذا لم يشعروا بأنهم جزء من العائلة الأوروبية فمن الطبيعي أن ينتهي بهم المطاف إلى البحث عن تحالفات أو انتماءات في أماكن أخرىquot;.

وتعاملت الحكومات التركية العلمانية السابقة بحذر في علاقاتها مع جيرانها من الدول الإسلامية في الشرق وكانت حليفة وثيقة للغرب إبان الحرب الباردة بسبب انعدام الثقة في الشيوعية والتنافس التقليدي مع روسيا بشأن البحر الأسود ومنطقة القوقاز.

لكن في عهد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تحسنت العلاقات بشكل ملحوظ مع الجيران مثل إيران وسوريا ودول أخرى بمنطقة الشرق الأوسط ودول سوفيتية سابقا بينما تراجع تحالف كان وثيقا فيما سبق مع إسرائيل. وتمر العلاقات مع إسرائيل بمنعطف خطير بعد مقتل تسعة نشطاء أتراك مساندين للفلسطينيين خلال عملية عسكرية إسرائيلية لوقف قافلة مساعدات كانت متجهة إلى غزة.

ويقول منتقدون إن هذا الاتجاه في السياسة الخارجية يعكس الجذور الإسلامية لحزب العدالة والتنمية على الرغم من أن الحزب يعتبر نفسه نسخة إسلامية من الأحزاب المسيحية الديمقراطية المحافظة بأوروبا.

وتقول الحكومة إن التزام تركيا تجاه الغرب لم يتراجع وإن المنتقدين يخلطون بشكل خاطئ بين جهود بناء العلاقات وفتح أسواق جديدة لاقتصادها الذي ينمو وبين تغيير التوجه. ووصف أوباما محاولة تركيا للتوسط في اتفاق مع إيران بشأن المسألة النووية بأنها quot;مؤسفةquot; لكنه قال إنه يفهم اهتمامها كقوة صاعدة وجارة لإيران.

ورفضت القوى الغربية اتفاقا تفاوضت عليه تركيا والبرازيل تقوم إيران بموجبه بمبادلة بعض الوقود النووي في الخارج. وردت تركيا والبرازيل الشهر الماضي بالتصويت ضد فرض عقوبات على إيران بمجلس الأمن الدولي.

وخاض حزب العدالة والتنمية مفاوضات للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي المكون من 27 عضوا عام 2005 لكن العملية معرضة لخطر التوقف نتيجة الأزمة بشأن جزيرة قبرص المقسمة. وتحدث أوباما عن أهمية إقامة علاقات قوية مع دولة استراتيجية بين الشرق والغرب.

وقال: quot;إنها حليفة بحلف شمال الأطلسي واقتصادها يتوسع بشكل رائع. علاوة على ذلك مسألة أنها ديمقراطية ودولة غالبية سكانها من المسلمين مما يجعلها نموذجا له أهمية كبيرة للدول المسلمة الأخرى بالمنطقةquot;.