راست:quot;لن نغير رأينا لكننا نستطيع على الاقل الاستماع لوجهة النظر المناوئةquot;، هذا هو لسان حال نحو خمسين شابا جاءوا من كوسوفو والشرق الاوسط والقوقاز ليجتمعوا هذا الاسبوع في اطار quot;مخيم السلامquot; السابع لمجلس اوروبا لمعاودة الحوار.

وقد شارك اسرائيليون وفلسطينيون والبان وصرب من كوسوفو اضافة الى اخرين من اذربيجان وارمينيا، تتراوح اعمارهم بين 18 و25 عاما، في ورشات عمل بهدف كسر الجليد ومحاربة الافكار النمطية المسبقة.

وفي مجموعة الكوسوفيين تسعة من الالبان وتسعة من الصرب يشرف عليهم وسيطان وهم يجلسون في حلقة على الارض في قاعة اجتماع في quot;حديقة اوروباquot; (اوروبا بارك) في راست بجنوب غرب المانيا التي تضم العابا تسمح للمشاركين بالترفيه عن انفسهم بين جلستي عمل.

وتجري المناقشات باللغة الانكليزية وهي تتسم بالحدة والانفعال لكن في جو من الاحترام المتبادل. وقالت مريم ريخا (19 عاما) وهي البانية من كوسوفو طالبة في الاقتصاد في بريشتينا quot;ما اكتشفته هنا هو اننا جميعا عانينا من الحرب، انتم ونحن. وقد روى كل واحد منا تجربته بكثير من التأثرquot;.

لكن كل واحد منهم متمسك بمواقفه، الالبان الذين يشكلون غالبية في كوسوفو ما زالوا مقتنعين بان استقلال بلدهم شرعي، فيما يفكر الصرب عكس ذلك.

وخلصت سانيا مركيتش (24 عاما) وهي صربية من ميتروفيتشا تنشط في منظمة غير حكومية محلية وتقول ان لديها صديقة البانية داخل المجموعة، quot;طالما اننا لا نتطرق الى مسائل سياسية مزعجة يمكننا النقاش. لكن اي محاولة لاقناع الاخر لا تجدي نفعاquot;.

ويرى عالم النفس الاسرائيلي مايكل رفايل الذي يشرف على التدريب ان الهدف ليس حتما التقريب بين المواقف بل افهام الشبان بان quot;التعارض هو فرصة ليتعرف كل منهم الى الاخرquot;، مضيفا quot;لا اطلب منهم تغيير رأيهم او اعطاء الحق للطرف المعارض بل فهم الاحتياجات التي يعبر عنها الاخرونquot;.

واوضح العالم ان المشاركين لم يتم اختيارهم اصلا بحسب رغبتهم في quot;صنع السلامquot; مضيفا quot;نحرص فقط على ان يهتموا بمجتمع بلادهم، وبكل تأكيد، وهذا اقل ما يمكن، ان يعترفوا بحق الاخر في الوجودquot;.

ويرى بعض المشاركين ان مجرد لقاء quot;الاخر يشكل حدثا بذاته. وهكذا فان الاذربيجانيين والارمن الذين يتواجه شعبيهما منذ نحو عشرين عاما بسبب اقليم ناغورني قره باخ الانفصالي، quot;ليس امامهم اي فرصة للقاء في الحياة اليوميةquot; على ما قال رفايل.

وفي الشرق الاوسط ايضا لا يوجد سوى القليل من فرص التبادل بين الشعبين. ويلخص أومري كالمان (24 عاما) وهو طالب علوم سياسية في تل ابيب، الوضع بقوله quot;هنا اتحدث مع فلسطينيين، لكن في بلادي الامر مختلف: ففي اسرائيل لا التقي بهم ابداquot;.

واضاف الشاب الذي امضى خمس سنوات في الجيش الاسرائيلي كضابط quot;ادركت هنا انهم يشبهوننا اكثر مما كنت اتصور: فان لم نتحدث في السياسة لدينا الكثير من الامور المشتركةquot;.

واضاف quot;امر اخر ادهشني وهو انني شعرت عند مناقشتهم بانني ادافع عن موقف قومي جدا فيما اعتبر في بلادي من اليسار المتطرفquot;.