هانغا روا: ينتظر مئات من العلماء والسياح والسكان المحليين بحماسة كبيرة كسوف الشمس التام الاحد على جزيرة الفصح التشيلية والذي يتوقع ان يسبب quot;تعتيماquot; على المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم التي تقام في الوقت ذاته.

وقد اشترى مئات من علماء الفلك الفرنسيين والاسبان والبرازيليين او حتى الاميركيين فضلا عن عشرات الصحافيين والمصورين بطاقات سفرهم قبل سنة من الان لمشاهدة هذه الظاهرة.

والكل يصلي حتى لا يحرمهم الطقس المتقلب من رؤية الكسوف مع توقع غيوم وامطار على هذه الجزيرة الصغيرة البالغة مساحتها 160 كيلومترا مربعا والواقعة على بعد 3500 كيلومتر الى الغرب من سواحل تشيلي.

ويفترض ان يسدل الظلام ستاره في عز النهار يوم الاحد على شريط يمتد على طول 11 الف كيلومتر في جنوب المحيط الهادئ في منطقة غير مأهولة في جزء كبير منها باستثناء تاهيتي وجزر كوك وجزيرة الفصح.

ويبدأ الكسوف عند الساعة 18,15 بتوقيت غرينتش في وسط المحيط وسيتمكن الناس من رؤيته بعد ست دقائق على ذلك من مانغايا في جزر كوك. وسيحجب القمر نور الشمس بعد ذلك في تاهيتي عند الساعة 18,28 ت.غ. ومن ثم ستغرق جزيرة الفصح في ظلام دامس عند الساعة 20,11 ت.غ.

ويتوقع ان تستمر الظاهرة اربع دقائق و41 ثانية في هذه الجزيرة التشيلية الصغيرة على ما ذكرت وكالة الفضاء الاميركية (الناسا) على ان تنتهي في منطقة باتاغونيا الارجنتينية قبيل الساعة 21,00 ت.غ.

وتستضيف تشيلي التي تتبع لها جزيرة الفصح، عدة مشاريع كبرى لمراقبة الفضاء مثل المرصد الاوروبي الجنوبي واكبر شبكة للتلسكوبات في العالم (الما).

واخذ ستيفان غيزارد وهو مهندس علوم بصرية فرنسي يعمل في المرصد الاوروبي وهاو تصوير الاجرام الفلكية في اوقات فراغه، عطلة لمدة اسبوع للتوجه الى رابا نوي وهو الاسم البولينيزي لجزيرة الفصح.

وينوي ارسال صوره الى الناسا والى مجلة quot;ناشونال جيوغرافيكquot; لكنه يخشى ان تتعطل شبكات الجزيرة الصغيرة البالغ عدد سكانها اربعة الاف نسمة والتي تتوقع ان يتضاعف عددهم خلال عطلة نهاية الاسبوع بسبب هذه الظاهرة.

واوضح في تصريح لوكالة فرانس برس quot;الكل يريد ارسال صور ومعلومات لكن الوصول الى الانترنت محدود وعدد الاشخاص كبيرquot;.

ويثير الكسوف حماسة سكان الجزيرة لا سيما شعب رابا نوي الذي يشكل غالبية السكان اذ ان هذه الظاهرة هي quot;مؤشر تجدد وفأل حسنquot; على ما قالت احدى المسؤولة المحلية لوث ديل كارمن ساسو.

هذه الثقافة تبقى غامضة في جزء كبير منها على غرار التماثيل الحجرية العملاقة الشهيرة المعروفة باسم quot;موايquot; التي تزن اطنانا عدة وهي مصطفة على الجزيرة وتدير ظهرها للمحيط الهادئ.

وتقول باتريسيا فارغاس الباحثة في جامعة تشيلي التي اقامت 30 عاما على الجزيرة انه من الصعب جمع شهادات مباشرة حول تقاليد شعب رابا نوي بسبب المآسي التي الحقتها الامراض التي حملها المستعمرون الاوروبيون بالسكان المحليين.

لكن الباحثة تمكنت من معرفة ان الرابا نوي يعتبرون ان quot;جذورهم تأتي من الارض والبحر وخصوصا من السماءquot;.

وبما ان الجزيرة لم تشهد هذه الظاهرة منذ اكثر من الف سنة، لا يتوقع ان تحجب المباراة النهائية للمونديال بين اسبانيا وهولندا والتي تبدأ عند 18,30 بتوقيت غرينتش، وهج الكسوف.

فلم تنصب اي شاشة عملاقة لمتابعة المباراة في الجزيرة التي يطلق عليها السكان المحليون ايضا اسم quot;ماتا كي تي رانغيquot; ويعني بلغة الرابا نوي quot;العيون الشاخصة الى السماءquot;.