أظهرت دراسات علمية أن احتمالات تعرض الرجال للإصابة بمرض الإيدوز تقل لدى من تم ختنهم.

انضمت زيمبابوي لدول الجنوب الافريقي التي تدعو الذكور للختان من أجل محاربة الايدز الذي يعصف بالمنطقة.

ويأتي هذا التطور في أعقاب دراسات علمية تقول إن احتمالات تعرض الرجال بدون قلفة للإصابة بفيروس laquo;HIVraquo; المسبب للإيدز تقل بنسبة 60 في المائة عن اولئك الذين يبقون بدون ختان. ويقول العلماء إن السبب في هذا هو أن القلفة تحوي العديد من الخلايا السهلة الوقوع فريسة لذلك الفيروس.

ومع هذا الإعلان سارعت الدول الإقليمية لاعتماد الختان جزءا أساسيا من الحملات الرسمية الهادفة للتصدي للوباء الذي يقتل رجالها ونساءها بأعلى معدل في العالم على الإطلاق. ونقلت صحيفة laquo;تايمز لايفraquo; الجنوب افريقية الصادرة في جوهانسبيرغ عن اوين موغورونغي، مدير برنامج الوقاية الايدز في زيمبابوي، قوله إن الحكومة تأمل في ختن 30 ألفا من الرجال، خاصة وسط الشباب، بحلول نهاية العام الحالي.

لكن هذا مشروع طموح وقد يكون بعيدا شيئا ما عن متناول اليد. فهو يعني إجراء العملية لاثنين وثمانين ذكرا في اليوم في بلاد تجاهد فيها السلطات الصحية لتوفير أبسط الخدمات. لكن موغورونغي يقول إن جهات مانحة وافقت على تسهيل هذا الأمر و إن 4 آلاف شاب، بمن فيهم العديد من الجنود، ختنوا حتى الآن.
وقد أثبتت التجارب أن حملة الختان في كينيا وأوغندا ساعدت كثيرا في خفض معدلات الإصابة بالإيدز. وقد ظلت أوغندا، وهي دولة رائدة في هذا المضمار، تقوم بحملات توعية متصلة عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لإقناع الرجال بالتوجه الى العيادات والمستشفيات من أجل إجراء العملية.

وفي جنوب القارة بدأت بوتسوانا برنامجا يهدف لختن 500 ألف رجل - أو ربع العدد الإجمالي لسكان البلاد - في الفترة المنتهية بالعام 2012. وكانت تحذو بهذا حذو جنوب افريقيا التي تمتعت بمشروع رائد للختان المجاني. وتبعتها ايضا زامبيا وليسوتو وسوازيلاند وأخيرا زيمبابوي.
لكن إقناع الرجال بجدوى هذه العملية ليس طريقا ممهدا بسبب حساسية الموضوع على المستوى الشخصي، ولغيابه كثقافة في هذه المجتمعات التي تغلب فيها المسيحية ولا تعتبر الختان واجبا دينيا كما هو الحال بين المسلمين واليهود. ويقول موغورونغي إن هذين السببين يجعلان من الحملات الحكومية مهمة مزدوجة الصعوبة وإن جهدا كبيرا سيلزم لنجاح حملة التوعية وسط الشباب خصوصا.

ونقلت الصحيفة عن مواطن من جنوب افريقيا يدعى توماس ماكوني (41 عاما) قوله: laquo;من العسير عليّ مناقشة هذه المسألة مع زوجتي وإبدائي لها رغبتي في الختان. أنا على قناعة تامة بجدوى المشروع، ولكن بأي شيء ابرر لها ضرورته بدون ان أثير شكوكها في إخلاصي لهاraquo;؟