سلطت الأضواء الإعلامية مجددا على الإيرانية سكينة محمدي أشتياني التي كانت تواجه عقوبة الموت رجما بعد إدانتها بالزنى وأنقذت من هذا المصير بسبب الضغوط الدولية العالية على نظام طهران، ويقال إنها تواجه الآن احتمال إعدامها شنقا بتهمة قتلها زوجها.

خرجت وسائل الإعلام البريطانية الخميس بأن السلطات الإيرانية تطالبها الآن بأسماء اولئك الذين تبنوا قضيتها وعملوا من وراء الكواليس لتنبيه العالم الى محنتها. ويذكر ان ابنها ساجد (22 عاما) هو الذي تصدر تلك الحملة، رغم أن السائد في حالات اتهام امرأة بالزنى في إيران أن ينبذها أهلها.

وكان ساجد قد كتب خطابات استرحام عديدة لكبير القضاة الإيرانيين آية الله لاريجاني، والى المرشد الأكبر آية الله علي خامنئي ولكن بلا طائل. ثم كتب الى مينا أحدي، الناشطة الإيرانية ضد الإعدام وضد رجم النساء والتي تعيش تحت حماية الشرطة في المانيا، وأيضا إلى مختلف الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان.

ونقلت الأنباء عن ساجد قوله في أحد خطاباته: quot;أرجوكم ان تعيدوا الحياة الى والدتي، وأتمنى أن تكون الغلبة للعدالة. أمي في حالة نفسية سيئة وتظل قابعة في السجن منذ أربعة أعوام من دون تمتعها بحقوقها ولو ليوم واحدquot;. وعُلم لاحقا أن ساجد استدعي الى مبنى وكالة الاستخبارات الداخلية حيث حُذر من مغبة الاستمرار في حملته تلك.

وكان القضاء الإيراني قد أدان أشتياني (43 عاما) بهذه التهمة في العام 2006 ونفّذ في حقها الحكم بـالجلد 99 مرة بعدما أدانها بإقامتها علاقة غير شرعية مع رجلين كل على حدة في أعقاب وفاة زوجها، ونفذ فيها هذا الحكم. وفي وقت لاحق من العام نفسه مثلت أمام القضاء للمرة الثانية بالتهمة نفسها وحكم عليها بالرجم حتى الموت.

وقالت صحيفة quot;غارديانquot; الخميس إن السلطات الإيرانية تحقق معها حاليا في سجنها في تبريز عن هويتي شخصين آخرين تقول إنهما كانا على اتصال بأسرتها. وهي تريد أيضا معرفة الكيفية التي تسربت بها صورتها الفوتوغرافية الى وسائل الإعلام وهوية الشخص الذي سربها. وقالت الصحيفة إن تلك الصورة quot;أصبحت رمزا عالميا وسط المدافعين عن حقوق الإنسان الذي يسعون إلى مكافحة عقوبة الرجم في إيرانquot;.

وقالت quot;غارديانquot; إنها التقت مصدرا مقربا من عائلة أشتياني فقال لها: quot;ظلت السلطات الإيرانية تمارس ضغوطا هائلة على سكينة منذ أن اجتذبت قضيتها اهتمام العالم. وقد طلبت اليها مؤخرا منع أبنائها من التصريح لوسائل الإعلام والتزامهم الصمت التام إزاء الأمر برمته وإلا ألقي عليهم القبض أيضا. لكن الضغوط الدولية هي الأمل الوحيد المتوفر لديها الآنquot;.

وتبعا للصحيفة فقد تلقى محامي أشتياني، الناشط في مجال حقوق الإنسان، محمد مصطفائي، خطابا من وكالة المخابرات الإيرانية يستدعيه لاجتماع في سجن ايفين في غضون اليومين المقبلين quot;لتوضيح بعض الأشياء العالقةquot;. ويذكر أن مصطفائي تبرع بالدفاع عن أشتياني بعد سماعه بقضيتها.
وقد أصدر هذا المحامي بيانا في الآونة الأخيرة جاء فيه أن أشتياني quot;برّئت من تهمة قتل زوجها، ولم يرد ذكر لإعدامها شنقا أثناء تلاوة حكم القاضي عليهاquot;. وذكر أن السلطات أخطرته بأن محكمة عليا ستعيد النظر في قضيتها في غضون 20 يوما، لكن مصيرها يظل مكتنفا بالكثير من الغموض. لكن quot;غارديانquot; تقول إن إيران فرضت حظرا على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في البلاد يمنعها من تناول القضية أو الإشارة الى التوجه نحو إعدامها شنقا.

ويذكر أن المدافعين عن اشتياني أقاموا موقعا على الإنترنت (freesakineh.org) جمعوا فيه أكثر من 120 ألف توقيع على التماس يطلب إطلاق سراح اشتياني. وبين الموقعين على الالتماس نجوم الفن وكبار الأدباء والكتاب ونشطاء حقوق الإنسان في العالم أمثال شيرين عبادي وبيرنار - اونري ليفي ومايكل دوغلاس وحنيف قريشي وبيتر غابرييل وإيان ماكيوان.

وتقول جماعة quot;التضامن الإيرانيةquot;، التي تشكلت مع اندلاع تظاهرات الاحتجاج على quot;تزويرquot; الانتخابات الأخيرة إن 15 إيرانيا على الأقل يقبعون في السجون الإيرانية الآن وينتظرون تنفيذ الحكم عليهم بالإعدام رجما. وستنظم هذه الجماعة تظاهرات احتجاج تضامنا مع أشتياني السبت المقبل.