اعلنت في العراق نتائج الامتحانات الوزارية للدراسة الاعدادية في عموم البلاد حيث كشفت هذه النتائج عن تفوق واضح لبنات العراق في الفرعين العلمي والادبي فقد سيطرن تماما على المراتب العليا بأعلى الدرجات تصل الى تخوم المئة من مئة ، وهذا امر لافت للانتباه فتسيدت الطالبات ولم يستطع الطلاب من الوصول الى حالة التنافس هذه فأكتفوا بالتفرج والاستماع الى رنين الدرجات العالية وهو امر يدعو الى الاستغراب والاستفهام لاسيما ان الظروف التي باتت تعاني منها الطالبة في دراستها وفي رواحها وغدوها كثيرة ، ومن الطريف ان نسمع ان الطالبة الاولى على العراق للقسم العلمي والتي حصلت على معدل 99,83% ، اعترضت على على درجة مادة الكيمياء التي حصلت فيها على 99 لانها كانت تتوقع ان تحصل على درجة كاملة وهي النقطة الوحيدة التي فقدتها .

هذه الطالبة هي هدير سعد دانيال في محافظة نينوى والتي حصلت على معدل 99,83%، فيما كانت الثانية الطالبة دلال محمد خضر جرجيس وهي ايضا عن محافظة نينوى وحصلت على 99,57%، فيما حلت ثالثا الطالبة دانيا وسام عبد الحميد محمود ومن محافظة بابل وحصلت على 99,43% ، وهدير من سكنة ناحية برطلة التابعة لقضاء الحمدانية 25 كم شرق مدينة الموصل تنحدر من عائلة تمتهن الطب، فالأب طبيب والأم صيدلانية.

اما عن القسم الادبي فكانت الاولى سوزان صباح عبد الحسن وهي من بغداد وحصلت على معدل 95, 57%، بينما جاء عدنان حميد موسى حسين وهو ايضا من بغداد وحصل على معدل 94,71% في حين حل ثالثا براء قتيبة محمد من نينوى بمعدل 91,71%.
وأكدت ليلى حسن الامير ، المدرسة في احدى مدارس بغداد الثانوية: تفوق الطالبات ليس جديدا فهن على المدى السنوات الاخيرة يكسبن هذا التميز ودائما نسمع ونعرف ان الطالبات من مختلف محافظات العراق هن اللواتي يحصلن على المراكز الاولى في ترتيب النجاح الكبير ، واعتقد ان هذا نجاح للمرأة العراقية التي عانت ما عانت وهو تأكيد على ان الفتاة العراقية بأمكانها ان تكسب المستقبل بعقلها الذي لا يمكن ان تحيط به ظلمات ويبقى وهاجا .

واضافت : انا اشعر بالفرح لهذه النتائج وهي دلالة على ان بنات العراق لن تقف امامهن عوائق ولن يشعرن بالتهميش وهو رد على من يحاولون فعل ذلك ، فشكرا للناجحات المميزات على هذا االتفوق .
وكان نحو 263 الف طالب وطالبة لمرحلة الصف السادس الاعدادي بفرعيها العلمي والادبي قد توجهوا نهاية الشهر الماضي لاداء امتحانات البكالوريا بعموم المحافظات عدا اقليم كردستان.
وللبحث اكثر في هذه القضية اللافتة للانتباه كانت لquot;ايلافquot; استفسارات من الذين لهم مساس بالامر .

يقول الشاعر والاستاذ محمد علي الخفاجي الذي يعمل مدرسا في اعدادية كريلاء : هذا التفوق يحدث في كل سنة ، ففي كل سنة البنات يحصلن على هذا التميز ، ذلك لمشغولية الرجال في كثير من هموم الوقت من المعيشة من الفراغ من التفكير بالبطالة ، الطالبة في تصوري تلقي بمسؤوليتها على من يعيلها ، هي لا تفكر بالمعيشة ، لكن الشباب هم المهمومون بمشاغل الحياة ومشاغل المعيشة ، ربما هذه الاسباب ـ بالاضافة الى انه الاجواء الضاغطة على الرجل اكثر من المرأة ، تتدخل فيها حتى الكهرباء كمشكلة ويتدخل فيها الفراغ غير المحسوب ولذلك تكون البنات هن الافضل ، واكيد له علاقة بالذكاء وبتهيئة الاجواء لهذا الذكاء، ولا اجد في نتائج الاعدادية شيئا غريبا ففي كل سنة البنات يتفوقن لاسيما في محافظات الحلة وكربلاء وديالى والموصل والكرخ الثانية .

اما مزاحم حسين / الاستاذ في كلية الاداب / الجامعة المستنصرية فقال : دائما البنات يأخذن حظهن من القراءة اكثر من الشباب ، لان الشباب كما تعلم المساحة الموجودة لهم اكثر من البنات حيث لهم فسحة الحرية اكبر ويسهرون خارج البيت ، اضف الى ذلك بطولة كأس العالم بكرة القدم التي تزامنت مع الامتحانات ، وكما تعرف ان المتابعة من قبل الفتيان اكثر من الفتيات ، فلذلك هذا سيكون حائلا دون ان يقرأ الطلبة او يلتزموا بشدة في هذا المجال ، ولربما هناك عوامل اخرى تذهب الى العامل النفساني الموجود ، فكثير من الطلبة لديهم احباط داخلي ، من ان وان يكن سأنتهي من الدراسة، وان اسمها شهادة والسلام .

واضاف : الفتاة .. على الرغم من ان امنيتها ومستقبلها هو الزواج ولكنها تسعى الى التفوق ، ثم ان المرأة دائما العبء عليها من ناحية العمل يكون اقل لان الرجل مطالب بمستقبل ما ، لذلك الوقت الذي تأخذه الدراسة تجعل من الفتى الطالب يفكر انه مدة طويلة وربما لا يستطيع ان يصبر كثيرا لتحقيقيها ، ولا اعتقد ان ثمة اختلاف بين عقل الرجل والمرأة والدراسات العلمية اثبتت ذلك ولكن تبقى المثابرة .
اما فاطمة علي المختصة في علم الاجتماع : البنات الشابات بشكل خاص او المرأة العراقية عموما لانها تشعر بضغوط من داخل البيئة وخارجها ايضا وهذا يكون دعما لها شخصيا اولا وفي المجتمع ثانيا حين تأخذ المرتبة الاولى لذلك هي تحرص على مكانتها وعلى وجودهاوهذا ايضا يثبت انها لاتقل ايضا عن الرجل او الشاب وتهتم كثيرا بهذه الامور ، وهذه ليست السنة الاولى التي تتفوق فيها البنات بل للسنوات الاخيرة وتتميز بها .
واضافت : المرأة تشعر انها مهمشة منذ صغرها في بيت اهلها الى ان تكبر تشعر بالتهميش من الاب ومن الاخ ومن الزوج فيما بعد ، فهذا يكون بمثابة دعم لها ان تدرس وتثبت وجودها ، وتهتم بدراستها وثقافتها وهذه نتائجها .