صنعاء: أكد وزير الدولة أمين العاصمة عبد الرحمن محمد الأكوع أن الخطوة الأولى التي يجب التركيز عليها للتخفيف من تنامي الأعباء والمشكلات المجتمعية حاضرا ومستقبلا، تنفيذ برامج تنظيم الأسرة والمباعدة بين المواليد ورفع مستوى التعليم والتدريب والتأهيل المجتمعي.

وقال الوزير الأكوع في كلمه له لدى افتتاحه أعمال المؤتمر السنوي الأول حول quot;قضايا الشباب والطفولةquot; تحت شعارquot; السلطات المحلية.. الأطفال والشباب وفرص حياة أفضل quot; الذي ينظمه على مدى يومين مبادرة حماية الأطفال اليافعين بأمانة العاصمة والمعهد العربي لإنماء المدن ومبادرة حماية الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: إن العامل السكاني المتنامي يمثل الهم الأكبر لأي مجتمع عموما وأي مدينة بصفة خاصة.

وأوضح أن النمو السكاني في المدن لا ينحصر على معدل الزيادة السكانية لقاطنيها، فالمدن والعواصم بالأخص تستقبل عدد كبير من المواطنين من الريف والحضر ما يشكل زيادة كبيرة في نسبة النمو السكاني بالمدنية.

وأضاف: معظم الوافدين إلى المدن من الفئات الأشد فقرا في المجتمع والذين يبحثون عن فرص عمل في ظل الأزمات الاقتصادية وشحه الإمكانيات وتناقص الموارد ما يضيف أعباء كبيرة على المدن ويؤثر سلبا على نوعية ومستوى الخدمات التي يجب أن تقدمها السلطة المحلية للمواطنين ويزيد حجم المخاطر الأمنية والاجتماعية والبيئية والتعليمية والصحية.

واعتبر الوزير الأكوع النمو السكاني المتسارع عقبة كأداء وتحدي كبير أمام عملية التنمية والعائق الأساسي لرفع مستوى رعاية النشء والشباب وتوفير متطلباتهما وتخفيف معاناتهما وتحقيق طموحاتهما.

ولفت أمين العاصمة إلى ما تعانيه العاصمة صنعاء من تزايد الهجرة الداخلية إليها من أرياف ومدن الجمهورية ما يفوق معاناة أي مدينة أخرى، وما تستقبله سنويا من وافدين يتجاوز أربعة إلى خمسة أصناف يفوق إمكانياتها وقدراتها المتاحة، مشيرا إلى أن المدارس في العاصمة لا تتجاوز عددها 260 دارسة تستوعب مع المدارس الخاصة نصف مليون طالبا وطالبة.

وأكد أمين العاصمة أهمية إدراك المجتمع والدولة من أن التغلب على كافة التحديات لن يتأتى دون تكامل وتكافل الجهود الرسمية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني ودون الاهتمام بالأولويات الملحة.

واستعرض الوزير الأكوع الأولويات التي يجب توفراها لإيجاد بيئة سليمة تتمثل في خلق فرص عمل للشباب وإشراكهم في عملية البناء والتنمية لما له من أثر كبير في رفع مستوى المعيشة للأسرة والمجتمع وانخفاض نسبة البطالة وحماية الشباب ووقايتهم من الانخراط في أعمال تهدد الأمن والسلم الاجتماعي وحمايتهم من الانحراف والتطرف والتعصبات الضيقة.

وأشار إلى ضرورة تحقيق السكينة العامة والاستقرار المعيشي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني وتغيير سلوكيات المجتمع الاستهلاكية إلى سلوكيات إنتاجية والحد من عمل الأطفال والتسرب المدرسي لما لها من تأثير سلبي على حياة ومستقبل الشباب وتحصيلهم العلمي.

وتطرق أمين العاصمة في كلمته إلى مخاطر الفقر الحضري كتحدِ يجب التنبه له وحجم المشكلة وتفاقمها في العاصمة صنعاء وما يتطلب من تكامل بين الأجهزة المختصة في الدولة لموضوع التشبيك تحديات وإمكانات، مؤكدا ضرورة تقييم الأداء بشكل دائم ومستمرة بما يعزز القدرات واستلهام الإيجابيات والتخلص من السلبيات.

وقال: إن شريحة الشباب تمثل نسبة كبيرة من عدد السكان في اليمن، وإن المجتمع اليمني في تركيبته السكانية العمرية مجتمع فتي، تتضاعف متطلباته واحتياجاته يوما بعد يوم مع تضاعف حجم مسؤولية المجتمع والدولة تجاه شريحة الشباب تربية وتعليما وتدريبا وتأهيلا وصحة.

من جانبه قال المدير التنفيذي لمبادرة حماية الأطفال والشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدكتور إبراهيم التركي في كلمة المعهد العربي لإنماء المدن التي القاها في افتتاح المؤتمر :quot;إن المعهد العربي لإنماء المدن الذي يعد الجهاز العلمي والفني لمنظمة المدن العربية يعمل ضمن أهدافه على الإسهام في تطوير وتنمية المدينة العربية ودعم جهود إدارة هذه المدن quot;.

وأوضح التركي أن المعهد بالتنسيق مع المدن يولي المزيد من الأهتمام بالقضايا الاجتماعية والإنسانية التي تعم شرائح المجتمع وفي مقدمتها شريحة الأطفال والشباب التي تمثل نصف الحاضر وكل المستقبل.

وأضاف أن المعهد قدم دراسة عن المدينة صديقة الأطفال ومستعد التعاون مع المدن لإنجاح المشروعات عبر تعزيز الشراكة الفاعلة وتمكامل الأدوار بين الحكومة المركزية والقطاع الخاص والسلطات المحلية والمنظمات المدنية.

وجرى في الجلسة الاولى من اعمال المؤتمر تقديم عدد من أوراق العمل وعرض دراسة فرص عمل وتوظيف الشباب للمدير التنفيذي لمبادرة حماية الأطفال والشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدكتور إبراهيم التركي .

كما جرى استعراض ورقة عمل حول الحد من الفقر الحضري قدمها أمين عام المنتدى الاجتماعي الديمقراطي عضو مجلس النداء العالمي لمكافحة الفقر في اليمن نبيل عبدالحافظ، وورقة مبادرة حماية الأطفال والشباب بأمانة العاصمة لمنسق مبادرة حماية الأطفال والشباب في اليمن نسيم المليكي.

وتناولت ورقة العمل التي قدمها مستشار مبادرة حماية الاطفال والشباب في الشرق الأوسط وشمال افريقيا الدكتور عثمان الحسن محمد نور مفهوم المدينة الصديقة للطفل .

فيما توزعت أوراق العمل المتفرقة حول فرص عمل وتوظيف الشباب قدمها مسؤول مؤسسة التدريب من أجل التوظيف معين الإرياني، وعمل الاطفال والحد من التسرب المدرسي قدمتها الاستشارية جميلة علي رجاء، والحد من الفقر الحضري لعضو مجلس ادارة النداء العالمي لمكافحة الفقر في اليمن نبيل عبدالحافظ، والتشبيك- تحديات وإمكانيات قدمتها الاستشارية سهى محمد سعيد.

وسيناقش المؤتمر الذي يشارك فيه ممثلين عن المدن العربية الصديقة للأطفال وممثلين عن السلطات المحلية في ثلاث عشرة محافظة من محافظات الجمهورية، عددا من أوراق العمل حول كيفية حماية الأطفال العاملين .