أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي حرص الجيش على عدم التعدي على أحد والقيام بواجبه كاملاً في الداخل وعلى الحدود، مشيرًا الى انه مع الدولة القوية القادرة بمؤسساتها واداراتها من هنا التركيز على مناعة الجيش باعتبار انه يشكل العمود الفقري لها وفق معادلة quot;اذا قوي الجيش قويت الدولةquot;.

قال العماد قهوجي خلال لقائه وفد نقابة محرري الصحافة اللبنانية أمس ان المبدأ الذي تنتهجه المؤسسة العسكرية في التعاطي مع الوضع الراهن يقوم على عدم معالجة اي خلاف او موضوع متنازع عليه في الداخل من باب السياسة او الأخذ بعين الاعتبار ان هذا الفريق من 14 آذار وذاك من 8 آذار quot;لذلك نجحنا في جميع المهمات التي قمنا بها ودخلنا مناطق لم تطأها الدولة منذ سنوات على غرار ما حصل في منطقة الطفيل في البقاع، ولم تبق الا المخيمات بعيدة عن متناولنا لاسباب يعرفها الجميعquot;.

وروى العماد جان قهوجي حقيقة ما حصل في العديسة على الحدود مع اسرائيل واسباب الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش اللبناني والقوات الاسرائيلية وكادت تتسع الى ابعد من العديسة، فقال ان الاسرائيليين قاموا بعملية استفزازية واضحة عبر اقدامهم على اقتلاع شجرة داخل الخط الازرق الفاصل الذي وضعته الامم المتحدة وتحفظ عليه لبنان من دون الرجوع الى قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) وفقًا للاتفاق المعمول به بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي والقاضي بالا يقوم أي من الطرفين بعمل يقع ضمن هذا الخط المتنازع عليه من دون اخذ موافقة مسبقة عليه بالتفاهم مع quot;اليونيفيلquot;، الأمر الذي لم يحصل، حيث اصرت القوات الاسرائيلية على اقتلاع الشجرة فوراً رافضة افساح المجال امام قوات الطوارئ لمعالجة الموقف بالسرعة الممكنة.

وازاء هذا الاصرار المتعمد على ما يبدو بادر احد العسكريين اللبنانيين المتمركزين في مواجهة الموقع الاسرائيلي باطلاق رشقين ناريين تحذيريين في الهواء الا ان الأمر سرعان ما تطور الى اشتباكات بعد ان عمدت القوات الاسرائيلية الى توجيه نيران اسلحتها الخفيفة والثقيلة باتجاه مواقع ومراكز الجيش اللبناني المتمركزة في المنطقة.

واضح قائد الجيش اللبناني ان من اقدم على اطلاق رشقات التحذير لم يتصرف من عنده كما ذكر بعض وسائل الاعلام بل جاء ترجمة للتعليمات والتوجيهات التي يتلقاها من قيادته والقاضية بمواجهة العدو الاسرائيلي حين يستدعي الأمر ذلك، كما نفى العماد قهوجي ما تردد عن تلقي قيادة الجيش اللبناني طلبًا من الاسرائيليين باقصاء ومعاقبة العسكري المذكور الذي قام بواجبه دفاعًا عن أرضه ووطنه.

وحول ما أثير اخيرًا عن عزم الولايات المتحدة الاميركية وقف تسليحها للجيش اللبناني عقابًا له على ما فعله في العديسة ابلغ العماد قهوجي وفد نقابة المحررين ان لا صحة في ذلك موضحًا ان الوفد الاميركي الذي زاره يوم الاثنين الماضي برئاسة فريدريك هوف المساعد الخاص للمبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل اكد له مضي الادارة الاميركية في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع لبنان والمتعلقة بتزويد الجيش بالسلاح، متمنيًا في الوقت نفسه ان تنشط الديبلوماسية اللبنانية لمعالجة الاعتراضات الصادرة عن الكونغرس الاميركي بهذا الشأن.

وبكلمات واضحة وصريحة اعلن قائد الجيش اللبناني ان بامكان اي دولة الحصول على السلاح الذي تريده اذا ما توفر لديها المال اللازم لشرائه مشيرًا الى انه حتى الاميركيين الذين يمدون لبنان بالسلاح على استعداد ان يقدموا له المزيد ويوفروا له اسلحة متطورة شرط تأمين ثمنها فالمسألة برمتها خاضعة لمتطلبات السوق كما يقال.

وفي هذا الاطار كشف العماد قهوجي ان السفير الايراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي الذي زاره عقب مغادرة الوفد الاميركي له ابدى امامه استعداد بلاده لتزويد الجيش اللبناني بما يطلبه من سلاح وعتاد، معتبرًا quot;ان استشهاد اثنين من العسكريين اللبنانيين في حادث الاعتداء الذي شنه العدو الصهيوني على الارض اللبنانية يؤكد صمود ومقاومة الشباب الابطال من ابناء الجيش اللبناني بوجه اعتداءات هذا العدو وهو أمر يستحق كل الثناء والتقديرquot;.

واستغرب العماد جان قهوجي ما نشرته صحف لبنانية عن وجود خلاف بينه وبين وزير الدفاع الياس المر معلنًا ان العلاقة التي تربط بينه وبين المر لا يحدها الا ما حرمه الله. وللدلالة على صحة ما يقول قام قائد الجيش بالاتصال بالوزير المر وتحدث معه عبر مذياع الهاتف (سبيكر) على مسمع من وفد نقابة المحررين حيث قال الأخير لمحدثه quot;عندك خي صغير اسمه الياس المر. انا دفعت دمًا قبل اليوم وعلى استعداد ان ادفع دماً كل يوم فداء للجيش ولقيادة الجيشquot;.

وتوقف العماد قهوجي عند ما نشرته احدى الصحف اللبنانية اليوم لجهة قولها بانه عندما قررت مديرية المخابرات في الجيش توقيف العميل الاسرائيلي الفار العميد المتقاعد غسان الجد الذي اتى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على ذكره في مؤتمره الصحافي الأخير، ابلغ قائد الجيش وزير الدفاع الياس المر بالأمر فطلب الأخير التمهل لبعض الوقت. وفيما نفى قهوجي بشدة ما ورد في هذا الخبر تساءل اذا ما كان كاتبه quot;حاضرًا معنا من دون علمناquot;.

كذلك نفى العماد قهوجي ما قاله نصر الله، في معرض حديثه عن العملاء وقيام احدهم المدعو فيليبوس صادر برصد حركة قائد الجيش، عن امتلاكه يختًا موضحًا ان اليخت المذكور تمت مصادرته قبل سنوات اثناء قيامه بعملية تهريب مخدرات وقد نقل الى الميناء العسكري ووضع بتصرف قائد الجيش الذي لم تطأه قدماه يومًا، علمًا ان العميل صادر، وهو مهندس ميكانيك، صعد على متنه اكثر من مرة لاصلاح اعطال فيه. وعزا قائد الجيش الحركة النشطة في القبض على العملاء الى التطور الذي بلغته مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، والى المناخ السائد في البلاد حالياً بعد ان عاد الى طبيعته فيما كان قبل سنوات يرزح تحت وطأة الخلافات والانقسامات والاوضاع المضطربة التي تتيح معها لمن يتربص شراً بالوطن ان يلقى ارضية صالحة لذلك.

وناشد قهوجي وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة توخي الدقة عند تناولها مواضيع عسكرية وغيرها خصوصًا في ما يتعلق بموضوع العملاء مبديًا استياءه مما قرأه في شريط اخبار احدى المحطات التلفزيونية يتحدث عن توقيف عقيد ورقيب في الجيش مع ذكر الأحرف الاولى من اسميهما مشيرًا الى انه جرى الاتصال بالمسؤول عن هذه المحطة ومعاتبته على الخطأ الكبير الذي ارتكبه باذاعة معلومات مغلوطة لا تسيء الى الجيش فحسب بل الى الوطن بأكمله.