مزهر مجيد يتسلم جزءًا من رزم الرشوة الهائلة لتدبير هزيمة باكستان

مزهر مجيد يرتشي ويطمئن أن فريق بلاده للكريكيت سيخسر المباراة الدولية مع المنتخب الانكليزي.

ظلت باكستان تتصدر أخبار وسائل الإعلام الدولية منذ بدء كارثة الفيضانات التي أغرقت رقعة منها تُعادل مساحة انكترا وتأثر بها أكثر من 20 مليون شخص بشكل أو بآخر. لكن هذه الكارثة الملحمية الأبعاد نفسها انحسرت منذ صباح الأحد أمام أخرى تمس quot;شرفquot; البلاد هذه المرة. وتمثلت هذه في فضيحة كبرى تتعلق بالغش في لعبة الكريكيت التي تُعادل عند الباكستانيين كرة القدم عند الأرجنتينيين أو الإيطاليين مثلاً.

فقد فجرت صحيفة التابلويد الشعبية البريطانية quot;نيوز اوف ذي ويرلدquot;، وهي نسخة الأحد من quot;الصنquot;، فضيحة مدوية عندما صوّر صحافي لها شريط فيديو ظهر فيه مزهر مجيد، البريطاني - الباكستاني الذي يعمل وكيلاً رياضيًا وأيضًا في حقل العقارات، وهو يتسلم منه مبلغ 150 ألف جنيه (225 ألف دولار) ويحصيها، ويطمئن محدثه الى أن فريق بلاده القومي للكريكيت سيخسر المباراة الرابعة في سلسلة مبارياته الدولية مع المنتخب الانكليزي على ملاعب quot;لوردزquot; الشهيرة. وقال مجيد إن السبيل لهذه الخسارة هي ان اثنين من لاعبي المنتخب الضيف سيرتكبون أخطاء فادحة بتعمد أحدهم (محمد أمير) رمي الكرة خارج نطاق اللعب، وتعمد آخر (محمد آصف) إلقائها وقدمه داخل المنطقة المحرّمة. وهذا بالضبط ما حدث في المباراة وتبعًا لتوقيت مجيد، فخسرت باكستان المباراة على هذا النحو.

وفور بث quot;نيوز اوف ذي ويرلدquot; الشريط على موقعها الالكتروني وعلى فضائية quot;سكاي نيوزquot; الإخبارية (كلاهما مملوك لامبراطور الإعلام روبرت ميردوخ) تدخلت وحدة الاحتيال الخطر في سكوتلانديارد فاعتقلت مزهر مجيد وحققت مع أربعة من لاعبي المنتخب الباكستاني وصادرت جوازات سفرهم وهواتفهم الجوّالة إضافة الى وثائق وأموال وأشياء أخرى شوهدت وهي تخرج بها في أكياس عديدة من الفندق الذي ينزل فيه المنتخب وطاقم العاملين فيه. وذكرت الأنباء الواردة من باكستان أن الرئيس آصف زرداري طلب من سلطات الكريكيت في بلاده تقريرًا مفصَّلاً عن الفضيحة.

ومن جهتها أعلنت سلطات الكريكيت الدولية وأيضًا البريطانية والباكستانية إنها تنظر quot;بأسف وقلق الى مستقبل اللعبة والمضامين الخطرة التي تنطوي عليها التطورات الأخيرةquot;. وسرت في أوصال وسائل الإعلام البريطانية والبقاع التي تسود فيها الكريكيت، مثل شبه القارة الهندية واستراليا وجنوب أفريقيا على الأقل، حمى الخبر. فتصدرت تطوراته الأنباء التلفزيونية والإذاعية وأفردت الصحف لها مساحات كبيرة على صفحاتها الأولى والداخلية.

quot;نيوز أوف ذي ويرلدquot; تفجر الفضيحة على صفحتها الأولى

وعُلم صباح الاثنين أن الشرطة أفرجت عن مزهر مجيد بضمانة على أن يخضع لتحقيقات الشرطة مجددًا في وقت لاحق لم يعلن عنه. وعلم أيضًا أنها بصدد استجواب سبعة لاعبين باكستانيين بتهمة التآمر للاحتيال الخطر. ويذكر أن الإدانة بهذه التهمة تحمل عقوبة قصوى هي السجن عشر سنوات.

وكان مجيد قد أعلن في الشريط الذي صوّر سرا له إنه ظل يدير عصابة من سبعة لاعبين دوليين باكستانيين للتحايل - بالطلب - على دور المقامرة على مدى عامين ونصف العام. وأضاف قوله: quot;كدسنا أكواما هائلة من الأموال في تلك الفترةquot;. ومضى قائلا إن بمقدوره تدبير نتيجة أي مباراة دولية يشاء.

وفي تطور كبير آخر الاثنين، قالت وسائل الإعلام إن وحدة مكافحة الفساد في quot;مجلس الكريكيت الدوليquot;، التي تتخذ من دبي مقرًّا لها، أرسلت الى بريطانيا فريقًا من الباحثين سيتناولون بالفحص فيديوهات 82 مباراة دولية خاضها المنتخب الباكستاني في الفترة التي زعم فيها مزهر مجيد أنه دبر نتائج بعضها على الأقل. وسينسق الفريق عمله بشكل لصيق مع شرطة العاصمة البريطانية.

وفي مقال كتبه رامز رجاء، كابتن المنتخب الباكستاني سابقًا، في صحيفة quot;ديلي تليغرافquot; البريطانية الاثنين ورد ما يلي: quot;المواطنون الباكستانيون يعانون الأمرّين ممثلين في الأعمال الإرهابية الأصولية وكارثة الفيضانات الماحقة... وعليهم الآن المعاناة من هذه الفضيحة المدوية التي ألحقت أذيّة هائلة أخرى بهم بسبب الحب العظيم الذي يكنه أهلها للاعبي منتخبهم القوميquot;.

ومن المفارقات أن كابتن المنتخب الباكستاني الحالي، سلمان بات، كان قد صرح في أعقاب فوز باكستان بالمباراة الأولى في السلسلة بأن فريقه quot;يهدي الفوز الى سائر الباكستانيين خصوصًا أنهم في أشد الحاجة الآن لمن يعيد البسمة الى وجوههم ولو لبضع لحظاتquot;. وكان يشير بذلك الى كارثة الفيضانات التي تعصف ببلاده.