انتقد الرئيس النمساوي هاينز فيشر حزب الاحرار اليميني بسبب تطويره للعبة فيديو تشجع على هدم مآذن المساجد وقتل المؤذين وضعها في موقعه الالكتروني ضمن نشاطات حملته الانتخابية في ولاية quot;شتاير ماركquot; الجنوبية.
فيينا: وصف الرئيس النمساوي هاينز فيشر في مقابلة مع وكالة الصحافة النمساوية اليوم لعبة فيديو تشجع على هدم مآذن المساجد بانها عديمة الذوق مؤكدا ان اللجوء الى مثل هذه التصرفات في اطار الحملات الانتخابية quot;تظل غير مقبولة على الاطلاق و نستهجنها بشدةquot;.
وناشد الاطراف المرتبطين بهذه اللعبة عدم تجاوز الاخلاق والتصرفات التي تنص عليها القوانين الانتخابية والالتزام بالاطار المحدد لانتخابات البرلمان المحلي في الولاية المذكورة موضحا ان quot;قياس درجة نضج الديمقراطية يقاس ايضا بمدى الالتزام بحسن سير الانتخاباتquot;.
وحذر فيشر الاحزاب من مغبة استغباء الناخبين مشيرا الى ان الناخب النمساوي اذكى مما تعتقد الاحزاب السياسية ولن يقبل بان تلجا الاحزاب الى تعويض عجزها على تقديم المبررات المقنعة بالامعان في التهجمات اللفظية التي لا طائلة من ورائها.
وتتلخص هذه اللعبة التي اطلق عليها اسم quot;وداعا ايها المسجدquot; ان يقوم اللاعب باطلاق النار على المآذن والمؤذن باعتبار ان هذه الرموز الاسلامية باتت تثير الجدل والنقاش الحاد في النمسا لا سيما في ولاية quot;شتايرماركquot; التي تستعد لاجراء انتخابات محلية في ال26 من الشهر الجاري.
ومن جهة اخرى اعرب الرئيس النمساوي عن عدم ارتياحه لتصريحات رئيس الهيئة الاسلامية الرسمية في النمسا انس الشقفة الذي اختار وقتا غير مناسب للتعبير عن رغبته في بناء مساجد ذات مآذن في ولايات النمسا التسع على المدى البعيد.
واضاف فيشر قائلا quot;لو امعن رئيس الجالية الاسلامية في تصريحاته من جديد لادرك انه اختار وقتا غير مناسب لفتح نقاش حول هذا الموضوعquot; الا انه اكد في ذات الوقت ضرورة مناقشة موضوع المآذن بشكل موضوعي وهادئ في الوقت المناسب.
يذكر ان النائب العام في محافظة شتاير مارك امر بايقاف لعبة الفيديو وسحبها من شبكة موقع حزب الاحرار مطالبا برفع الحصانة البرلمانية عن رئيس فرع الحزب المذكور الذي كان من وراء تطوير اللعبة ليتسنى للقضاء التحقيق معه.
وابدت الاحزاب النمساوية امتعاضها من هذا التصرف مما جعل رئيس حزب الاحرار اليميني على النطاق الاتحادي هاينز كريستيان شتراخيه المنافس لرئيس بلدية فيينا الاشتراكي ميخائيل هويبل ينأى بحزبه عن هذه اللعبة ويحصر المسؤولية في رئيس فرع الحزب في ولاية quot;شتاير ماركquot; فقط.
ويعد الاسلام ثاني اكبر ديانة في العاصمة النمساوية فيينا بعد quot;الكاثوليكquot; اذ يقدر عدد المسلمين في النمسا وفقا لاحدث الاحصاءات الرسمية بنحو 500 الف مسلم أي بنسبة ستة في المئة من تعداد السكان البالغ ثمانية ملايين نسمة.quot;
التعليقات