فيينا: استمر الجدل بشان الحملة التي اطلقتها الاحزاب اليمينية المتطرفة ضد المسلمين في النمسا ولاسيما مسألة التركيز على بناء المآذن فوق المساجد. وفي اول رد فعل من حزب الشعب المحافظ الشريك في الائتلاف الحكومي اعلن نائب المستشار النمساوي يوزف برول تحفظه على بناء مسجد بمئذنة في عواصم الولايات النمساوية التسع تعليقا على رغبة السيد انس الشقفة رئيس الجالية الاسلامية الرسمية في البلاد.

ونقلت هيئة الاذاعة والتلفزيون النمساوي عن نائب المستشار النمساوي برول قوله بعد اجتماع مجلس الوزراء quot;ان بناء مآذن في عموم البلاد سيكون امرا بارزا اكثر من اللازمquot; داعيا الى ما وصفه بالمزيد من التسامح الديني في العالم الاسلامي. وقال quot;اعرف دولا مسلمة لا يمكن التفكير ببناء كنيسة او معبدquot; وتابع قائلا quot;اضم صوتي الى من يطالبون الاسلام بابداء التسامح ذاته الذي يطلب منا وبالتالي فان ذلك سيحل قضية المساجد بصورة تلقائيةquot;.

يذكر ان هناك نحو نصف مليون مسلم في النمسا من اجمالي عدد السكان البالغ 3ر8 مليون نسمة.

وكان رئيس الجالية المسلمة النمساوية انس الشقفه قد قال في حديث لوكالة الصحافة النمساوي انه يرغب في رؤية مسجد مع مئذنة في جميع مقاطعات النمسا التسع الامر الذي اثار حفيظة حزب الاحرار اليميني المتطرف الذي ذهب الى حد المطالبة بوقف الهجرة الاتية من الدول الاسلامية واجبار المهاجرين المسلمين على الامضاء على تعهد يتخلون فيه عن التعاليم الاسلامية ويحترمون القانون النمساوي فقط. وعلى صعيد متصل بالحملة اليمينية الشعواء ضد الاسلام والمسلمين اتهم عضو البرلمان المحلي لمدينة فيينا عمر الراوي الاحزاب اليمنية المتطرفة في النمسا بالتحريض ضد الاسلام ردا على مزاعم هذه الاحزاب بان المساجد تعد ارضا خصبة لما يصفوه بquot;الاسلام المتطرفquot;.

وطالب الراوي كلا من حزب الاحرار اليميني المتطرف وحزب التحالف من اجل مستقبل النمسا بالاعتذار للمسلمين معتبرا هذه التصريحات بانها اساءة متعمدة ضد اماكن عبادة المسلمين وخاصة في مثل هذا الشهر الكريم الذي يوفر فرصة طيبة للحوار والتعايش بدلا من اثارة الحقد والكراهية بين الطوائف المختلفة. وخلافا للحملة العنصرية التي اطلقتها الاحزاب اليمينية المتطرفة ضد المسلمين في النمسا اكدت الحكومة النمساوية ومستشارها الاشتراكي فرنر فايمان على تعزيز روابط المسلمين بالنمسا من خلال توجيه الدعوة لرؤساء الروابط والمسؤولين في الجاليات والمنظمات الاسلامية في النمسا اضافة الى وسائل الاعلام العربية والاسلامية والمحلية لحضور حفل افطار في مقر المستشارية في الثاني من شهر سبتمبر المقبل مثلما جرى العرف في السنوات الاخيرة.