قال الزعيم اليميني الهولندي المتطرف خيرت فيلدرز إن بناء مسجد في نيويورك بالقرب من مكانبرجي التجارة يعد خيانة لضحايا 11 أيلول / سبتبمر، وقال فيلدرز ان الولايات المتحدة هي مكان للتسامح لكن ليس مع من يشن الهجمات الانتحارية او يشجع عليها.


عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: ظهر الزعيم اليميني الهولندي المتطرف خيرت فيلدرز في تجمع احياء الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر حيث ألقى خطابًا ناريًا مناوئًا للاسلام والمسلمين معتبرًا الموافقة على بناء مسجد في المنطقة التي شهدت انهيار برجي التجارة بفعل هجمات انتحارية من قبل متطرفين مسلمين بمثابة خيانة لضحايا تلك الهجمات. وطالب الأميركيين بالتضييق على المسلمين.

وطلب فيلدرز في خطابه الذي استعد له منذ أيام المساعدة على ضمان بقاء نيويورك كقبلة للحرية في العالم والعمل لمنع تحولها لمكة جديدة . حسب وصفه.

ويعتبر زعيم حزب الحرية الهولندي خيرت فيلدرز مثيرا للجدل والصداع في هولندا بسبب تصريحاته ومعادات الواضحة ضد الاسلام والمسلمين ومطالباته المتكررة بطرد المسلمين من الاتحاد الاوربي وهولندا خاصة وكان آخرها مطالبته بما أسماها ضريبة الخرق البالية التي تحتم على المحجبات في هولندا دفع ضريبة مالية عن حجابهن في هولندا وهو مطلب نال سخرية أعضاء البرلمان الهولندي الذي فاز حزب فيلدرز فيه بـ 24 مقعدًا ليكون ثالث حزب من حيث عدد المقاعد في البرلمان المكون من 150 مقعدًا.

وأشار فيلدرز خلال خطابه الموجه لجموع من اليمين المحافظ من الأميركيين إلى ان الولايات المتحدة هي مكان للتسامح لكن ليس مع من يشن الهجمات الانتحارية او يشجع عليها.

وذكر فيلدز المستمعين لخطابه في نيويورك بفرح عدد من المسلمين في هولندا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر وقيام بعضهم بالرقص العلني في الشوارع تعبيرًا عن بهجتهم بتلك الهجمات.

وأشار فيلدرز الى منع بعض الدول الاسلامية بناء كنائس أو كنس يهودية على أراضيها.
وكان مجلس أحياء نيويورك قد صوت في شهر أيار/ مايو الماضي لمصلحة خطة لبناء مسجد ومركز ثقافي قرب موقع برجي مركز التجارة العالمي (غراوند زيرو) اللذين دمرتهما هجمات 11 أيلول|سبتمبر 2001، بواقع 29 صوتًا ضد صوت واحد معارض، فيما امتنع 10 أعضاء عن التصويت، على الرغم من احتجاجات صاخبة من المحافظين وعائلات ضحايا الهجمات.

ويقع المكان الذي سيشيّد فيه المسجد على بعد شارعين من موقع quot;غراند زيروquot;.
زعيمة حزب اليسار الاخضر في هولندا فيمكا هالسما علقت على خطاب فيلدرز من خلال صفحتها في موقع تويترز حيث وصفته بغير المعقول، مشيرة في الوقت نفسه الى عدم تشبيه الحرية والتسامح في الولايات المتحدة الأميركية بدول اسلامية وعربية.

ماكسيم فيرهاخن من الحزب الديمقراطي المسيحي في هولندا رأى أن خطاب فيلدرز يعبر عن رأيه الشخصي ولاعلاقة للحكومة الهولندية به. وأن مسألة بناء مسجد في نيويورك من عدمه امر خاص بالولايات المتحدة الأميركية وسكان مدينة نيويورك. ولادخل لهولندا بذلك.

وقد تلقى خيرت فيلدرز دعوة من باميلا غيلر لالقاء خطابه في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر وهي ناشطة سياسية تنتقد الإسلام بشدة في مدوناتها وعرفت على بسبب احتجاجها الكبير ضد بناء مسجد بالقرب من غراوند زيرو. وتعتبر واحدة من الأوفياء الذين يستطيع فيلدرز الاعتماد عليهم في نيويورك الذين يشير خصوم فيلدرز الى تلقيه الدعم المالي منها.

ويامل فيلدرز بعد الفوز الكبير الذي حققه في الانتخابات البرلمانية في هولندا العام 2010 بفوز حزبه بـ 24 مقعدًا أن يكون رئيس وزراء هولندا بعد الانتخابات المقبلة حيث صوت لحزبه في الانتخابات الأخيرة نحو مليون ونصف المليون.
ويتحاشى خصوم فيلدرز السياسيون خاصة في الحزب الليبرالي والحزب الديمقراطي المسيحي اطلاق تصريحات مثيرة لغضب فيلدرز أملاً في كسب دعم حزبه في تشكيل الحكومة الهولندية المتعثرة.

وينتظر فيلدرز مواجهة القضاء الذي استدعاه من قبل محكمة أمستردام، ووجهت له أربع تهم تتعلق بالإساءة إلى المسلمين، والمهاجرين، وممارسة التمييز، والحض على الكراهية. وعقدت عـٌدت جلسات في وقت مطلع هذا العام، وسوف تعقد جلسة للنظر في مضمون التهم في الرابع من أكتوبر المقبل. وفيما لو تمت إدانته قد يتعرض لعقوبة السجن لعامين.

وكان فيلدرز انتج فيلما في آذار عام 2008 أسماه quot;فتنةquot; تحدث فيه عن علاقة أو تأثير الإسلام والقرآن على الإرهاب. وجوبه برفض داخل وخارج هولندا. ويعيش السياسي الهولندي اليميني منذ عام 2004 في وضع أمني خاص ومحاط بحماية شخصية كبيرة وعادة مايغير مكان سكنه ولايظهر في المناسبات العامة داخل هولندا أو خارجها الا محاطا باجراءات أمنية مشددة.