بدأت الحكومة الكويتية عملياً في تفعيل إجراءات صدرت إلى الجهات المختصة في الدولة بحق أطراف تثير الريبة من خلال اللعب على وتر الطائفية والمذهبية مستغلين أي شرارة تنطلق من هنا أو هناك ويمكن معها الدخول لباب التحريض والفتنة، في دولة لطالما عرفت بتسامحها الطائفي والمذهبي طوال تاريخها، في وقت أكد فيه المسؤول الوزاري الأول في البلاد التي يغيب عنها أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباحلأجل اجتماعات الأمم المتحدة، أن حرية التعبير المكفولة في الكويت لن تتأثر بهذه الإجراءات.
قال الشيخ جابر المبارك الصباح الذي يمسك بزمام إدارة الحكومة الكويتية نيابة عن الشيخ ناصر المحمد الصباح بسبب سفر الأخير في مهمات رسمية عالية المستوى من أهمها لقاء عقده مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ومستشار الأمن القومي جيمس جونز، قال في جواب على سؤال وجهته له quot;إيلافquot; حول علاقة ماجرى في الكويت بأطراف خارجية quot;إن المسألة قيد التحقيق والمتابعة وقد بدأت بتصريحات صبيانية من شخص تافه مقيم في لندن بحق السيدة عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها، لكن هناك من أراد استغلالها بغرض غرس بذور الفتنة بين أهل البلد، وقد استنكر كبار علماء الشيعة ووجهائها في الكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين والعراق ولبنان مثل هذه الأقوال الصبيانيةquot;.
يأتي ذلك في وقت تؤكد فيه مصادر إيلاف بأن التحرك الحكومي سيكون على كل الأصعدة سعياً لردم القمقم الطائفي، ومن ذلك أنها ستجتمع بمسؤولي صحف الكويت ونخبة إعلامييها، ويتزامن ذلك مع إعلان وشيك لوزارة الداخلية للمسوغات القانونية وراء حظر الندوات quot;الطائفيةquot;، إضافة إلى جهود وخطط سريعة ستتبناها وزارة الإعلام الكويتية نحو الوقوف بحزم القانون ضد كل منافذ الفتنة.
وثنى الشيخ جابر وهو الممسك بكرسي وزارة الدفاع أيضاً، في حديثه لـquot;إيلافquot; على الأحداث المتسارعة قريباً من بلاده، خصوصاً ماجرى في البحرين حينما اعتقلت سلطات المنامة وأعلنت عن ضبط شبكات تخريبية تنطلق من القمقم الطائفي بعد سلسلة اعتداءات منذ منتصف الشهر الماضي، قائلاً quot;هناك جهات من مصلحتها التأجيج، ومن مصلحتها أن لا تستقر الأمور في دول الخليجquot; وأضاف quot;أنظر مثلاً لما تعرضت له مملكة البحرين الشقيقة قبل أيام، وما تعرضت له المملكة العربية السعودية من أعمال إرهابيةquot;.
وبين الشيخ جابرأن التنسيق حول رصد مثل هذه الشبكات أو الأفراد مع دول الخليج العربي على quot;أعلى مستوىquot;، مضيفاً بأن quot;أمننا في الخليج واحد وما يحدث في أي بلد يعنينا جميعاً، والخطر علينا واحد ولا يتجزأ، ونحن على أعلى درجات التنسيق والمتابعة مع الدول الخليجية الشقيقةquot;.
وتتجاذب الكويت منذ فترة ليست بالقصيرة عدة موجات طائفيةومذهبية تولت كبرها عناصر عرفت بلعبها على أحد الوترين مستغلين الحرية السياسية والفكرية في أكثر دول الخليج ديموقراطية وحرية وطرحاً للآراء والعمل بها، ولكن الحكومة بدأت فعلاً في شغل الفراغات التي من الممكن أن ينفذ منها أولئك، وكان آخرها أن منعت ندوة كان مقرراً عقدها في الجهراء.
وقال الشيخ جابر في هذا السياق quot;quot; نحن لن نمس الحريات العامة التي كفلها الدستور وحددتها القوانين، هناك فرق بين حرية التعبير وحرية إشعال الفتنة الطائفية، نحن مسؤولون عن حماية الوطن ووحدة أهله وسلامة نسيجه الإجتماعي وأؤكد لك بأننا لن نمنع أي ندوة او تجمع يتعلق بقضايا الساحة السياسية أو الإقتصادية محلياً لكننا حازمون فيما يتعلق بإثارة الفتنةquot;. وختم الشيخ جابر تصريحه بأن الحكومة ستتصدى بحزم لكل مثيري الفتنة الطائفية وأنها quot;على وفاق مع السلطة التشريعية في ضرورة درء هذا الخطرquot;.
وكان التوتر الطائفي quot;الكامنquot; الذي لا يكاد يخرج عن مواقف أو تعليقاً على عبارات وفتاوى هنا وهناك في غالب دول الخليج، ظهر جلياً للسطح بعد أن خرج الكويتي ياسر الحبيب خلال ندوة في لندن التي يقيم فيها، وكال شتائم وسباباً لزوجات الرسول عائشة بنت أبي بكر و حفصة بنت عمر، وقال عن عائشة إنها تعيش الآن في النار وأنها معلقة من قدميها، وهو الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة كان غالبها يتفق على أن ماتفوه به الحبيب لا يمثل رؤية الطائفة الشيعية التي ينتمي لها الحبيب، وفند الكثير من علماء الشيعة في بلدان خليجية وعربية قول الحبيب واعتبره بعضهم ذا أجندة مشبوهة.
إلا أن أطرافاً أخرى سعت في الاتجاه المعاكس وراحت تحمل بعض الحكومات المسؤولية وبخاصة الحكومة الكويتية، وطالب برلمانيون كويتيون وبعض الإسلاميين بنزع جنسية الحبيب، إلا أن الكويت تمسكت بموقفها المعتدل بين الطرفين مؤكدة أن الفتنة موؤودة، وأنها لن تسمح بالمزايدة على دستورها وقوانينها في وقت رفضت فيه بشدة الإساءة لأي رمز إسلامي من أي طرف كان.
وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي في تصريحات صحفية حول الموضوع بأن ذلك أمر غير مقبول quot;داعيا في الوقت نفسه إلى أخذ الحذر quot;من الفتنة وممن يرغب في الاساءة الى الوحدة الوطنية وصب الزيت على النارquot;.
lrm;وأوضح الخرافي أن قضية الإساءة إلى الرموز الدينية quot;تعالج من خلال الاجراءات القانونية المتاحة وعلينا أن نحرص على الالتزام بالقانون وعدم الخروج عن متطلباته واجراءاتهquot;. lrm;وأضاف رئيس مجلس الأمة أنه quot;إذا كان هناك من أساء فيجب اتخاذ الاجراءات القانونية في حقه حتى لا تتكرر هذه الاساءةquot;.
التعليقات