تؤثّر السياسة الداخلية في اسرائيل بشكل كبير في رسم مسار السياسة الخارجية للدولة العبرية.

القدس: تعكس الخلافات بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير خارجيته افيغدور ليبرمان والتي خرجت الى العلن اخيرا تأثير السياسة الداخلية في رسم مسار السياسة الخارجية للدولة العبرية.

وقال عالون ليال المدير السابق في وزارة الخارجية quot;سبق ان حصل ذلك لكن مخالفة رأي رئيس الوزراء (بنيامين نتانياهو) على هذا النحو في هذه الهيئة الدولية امر غير مسبوقquot; في اشارة الى خطاب ليبرمان الثلاثاء في الامم المتحدة الذي نأى نتانياهو بنفسه عنه.

واضاف quot;ما حصل يعتبر اهانة لرئيس الوزراء وايضا للدبلوماسيةquot;.

ودعا ليبرمان الى quot;اتفاق انتقالي على الاجل الطويلquot; مع الفلسطينيين معتبرا انه من غير الواقعي في الوقت الراهن تسوية النزاع نهائيا في حين ان هذا كان الهدف الذي اعلنه نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لدى اطلاق المفاوضات في الثاني من ايلول/سبتمبر.

ودعا الى تطوير فكرة quot;مبادلة الاراضي مع سكانهاquot; ما يسمح بوضع قسم من الاقلية العربية في اسرائيل تحت سلطة الفلسطينيين مقابل المستوطنات في الضفة الغربية وتخلى بذلك عن quot;مبدأ الارض مقابل السلامquot;، اساس عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية.

وقال الوف بن كاتب الافتتاحيات في صحيفة quot;هآرتسquot;، quot;في الاسابيع الماضية بذل نتانياهو جهودا حثيثة لاقناع قادة العالم بانه يريد حقا السلام مع الفلسطينيينquot;.

واضاف quot;وهنا يقول ليبرمان وزير خارجية اسرائيل لكل هؤلاء القادة ان كل ذلك غير صحيح وان نتانياهو يتظاهرquot; بانه يريد السلام.

ويقول يوسي فيرتر المحلل الاخر في الصحيفة ان ليبرمان زعيم حزب quot;اسرائيل بيتناquot; كان quot;يتوجه الى ناخبيه في اسرائيلquot;.

وتساءل quot;لكن منذ متى يذهب وزير للخارجية الى الامم المتحدة ليعرض +رأيه+ بدلا من سياسة حكومته؟quot; معتبرا انه quot;يثأرquot; من نتانياهو الذي استبعده من المفاوضات والعلاقات مع حلفاء اسرائيل الرئيسيين.

وذكر مكتب نتانياهو الثلاثاء quot;رئيس الوزراء هو من يهتم بالمفاوضات الدبلوماسية. والترتيبات المختلفة لارساء السلام ستحدد فقط حول طاولة المفاوضات وليس في اي مكان اخرquot;.

وبحسب عبارة وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر الشهيرة quot;ليس لاسرائيل سياسة خارجية فقط سياسة داخليةquot;.

واعربت الادارة الاميركية، التي حاولت عبثا ان تنتزع من نتانياهو الموافقة على تمديد تجميد الاستيطان، عن تفهمها للقيود التي تفرضها السياسة الداخلية بعد ان هدد الجناح المتشدد في الحكومة بالانسحاب منها في حال حصل ذلك.

لكن بن يرى ان الخلاف الاخير مع ليبرمان يشكل اختبارا لصدق رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي عليه الاختيار بين الحفاظ على تحالفه الحالي الرافض لاتفاق مع الفلسطينيين، وبين تشكيل حكومة جديدة مع حزب الوسط كاديما الذي تتزعمه تسيبي ليفني.

واضاف quot;اذا اراد نتانياهو التفاوض مع عباس عليه استبدال ليبرمان والمجىء بتسيبي ليفني واسرائيل بيتنا مقابل كاديما. ما من سبب لان تبقى (ليفني) في صفوف المعارضة الان بعد استئناف المفاوضات مع الفلسطينيينquot;.