سكينة آشتياني مع ابنها

أعلنت الإيرانية سكينة آشتياني المحكوم عليها بالاعدام أنها قررت الإدعاء على صحافيين المانيين جاءا لمقابلة ابنها. وسمحت السلطات لآشتياني بإجازة خارج السجن لتناول العشاء مع أولادها وذلك بعد ساعات من مطالبة ابنها العفو عنها.


تبريز: أكدت سكينة محمدي آشتياني الإيرانية التي حكم عليها بالرجم بعد ادانتها بالزنى انها تريد الادعاء على صحافيين المانيين ارادا اجراء مقابلة صحافية مع ابنها ولا يزالان مسجونين في إيران.

وصرحت آشتياني (43 عاما) ومام وسائل اعلام اجنبية في تبريز شمال غرب إيران السبت quot;قلت لسجاد (ابنها) ان عليه تقديم شكوى ضد اللذين لوثا سمعتي وسمعة البلدquot;.

وقالت انها تنوي مقاضاة quot;الالمانيين ومحاميها السابق محمد مصطفائي ومينا احادي التي تترأس اللجنة الدولية لمكافحة الرجم (مقرها في مدينة كولونيا الالمانية) وعيسى طاهريquot; المتهم معها بقتل زوجها. وأضافت quot;لدي ما يكفي من الاسباب لمقاضاتهمquot; جميعا.

وقالت آشتياني للصحافيين انها لم تعذب في السجن وان quot;كل تلك مجرد شائعاتquot;. واضافت: quot;اي مقابلات ادليت بها هي طوعية، ولم يجبرني احد على شئquot;. وصرح مسؤول قضائي ايراني كبير اليوم الاحد ان عقوبة الرجم حتى الموت بحق آشتياني التي ادينت بالزنى، قد يتم الغاؤه.

وردا على سؤال عما اذا كان ممكنا الغاء الحكم بحق سكينة محمدي اشتياني، اجاب مالك اجدر شريفي رئيس الهيئة القضائية في شرق اذربيجان ان quot;كل شيء ممكنquot;. وقال شريفي ايضا ان بعض quot;الشكوكquot; لا تزال تحيط quot;بالادلةquot; التي جمعت في قضية اشتياني وهذا ما سبب تاخيرا في اتخاذ قرار نهائي بشان الحكم.

وكان كشف قضية آشتياني في تموز/يوليو من قبل منظمات للدفاع عن حقوق الانسان اثار جدلا واسعا في الغرب وحملة تعبئة طلبت خلالها دول عدة عدم تطبيق هذه العقوبة quot;الوحشيةquot;. وتحدثت آشتياني السبت امام وسائل اعلام اجنبية في مؤتمر صحافي قصير نظمته السلطة القضائية في احد مقارها في تبريز.

وقد ظهرات مع ابنها الذي تحدث الى الصحافيين بمفرده قبل حضورها وقال انه يعتبر ان والدته وعيسى طاهري quot;هما قاتلا والدهquot;. لكنه طلب تخفيف العقوبة التي صدرت على سكينة محمدي آشتياني. وسمحت السلطات الإيرانية السبت لآشتياني باجازة خارج السجن لتناول العشاء مع ابنتها وابنها وذلك بعد ساعات من مطالبة ابنها القضاء بالعفو عن امه.

وكان الصحافيان الالمانيان اللذان يعملان لصحيفة بيلد ام سونتاغ الالمانية التي تصدرها مجموعة اكسل شبرينغر، اعتقلا في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر في تبريز بينما كانا يجريان مقابلة مع نجل آشتياني ومحاميه جاويد هوتان كيان.

وقالت الإيرانية المسجونة منذ 2006 quot;جئت لاتحدث الى العالم امام الكاميرات بملىء ارادتيquot;. واضافت آشتياني بالفارسية مع لهجة آذرية خفيفة (اللغة التركية السائدة في شمال غرب إيران) quot;اريد ان اتكلم لان الكثيرين عملوا على استغلال هذه المسألة وقالوا انني تعرضت للتعذيب وهذا كذبquot;.

وتابعت quot;انسوا هذه القضية. لماذا تشهرون بي؟quot;. وتحدثت آشتياني اقل من عشر دقائق للصحافيين الذين لم يتمكنوا من طرح اسئلة عليها. وخلافا لابنها، لم تطلب اي عفو. وعبرت صحيفة بيلد ام سونتاغ عن استغرابها بعد التصريحات الاخيرة لمحمدي آشتياني والظروف التي جرت فيها.

وقال رئيس تحرير الصحيفة quot;من المستغرب ان تتمكن امرأة محكومة بالاعدام في إيران من مغادرة سجنها بضع ساعات لتعلن امام وسائل اعلام غربية انها تريد الادعاء على صحافيين يغطيان هذه القضيةquot;.

وحكم على سكينة محمدي آشتياني بالاعدام في 2006 لادانتها بالاشتراك مع عشيقها عيسى طاهري في قتل زوجها، وبالرجم لادانتها بالزنى. وخففت محكمة الاستئناف الحكم الاول الى السجن عشر سنوات في 2007، في حين تم تثبيت الحكم الثاني عام 2007 من قبل محكمة استئناف اخرى.

وعلق القضاء الإيراني في تموز/يوليو الماضي حكم الرجم بانتظار دراسة جديدة للملف. ومنذ تموز/يوليو، ظهرت محمدي آشتياني ثلاث مرات على التلفزيون، آخرها في كانون الاول/ديسمبر في برنامج quot;لاعادة تمثيل الجريمةquot; اعدته قناة برس تي في الإيرانية الناطقة بالانكليزية برس تي في.

وقد نقلت من سجنها حينذاك بعد موافقة القضاء الإيراني. اما ابنها سجاد قادر زاده فقد اكد السبت انه افرج عنه بكفالة في 12 كانون الاول/ديسمبر. وقال quot;اطلب من وسائل الاعلام الاجنبية الا تكتب عن هذه القضية. كنت اعتقد انني ساجد الحل عن طريق الجدل الذي اثرته لكن ذلك لم يؤد سوى الى تعقيد الامورquot;.

واضاف انه quot;سيقدم شكوىquot; ضد احادي ومصطفائي لاستخدامهما هذا الملف لغايات خاصة بهما، وضد هوتان كيان الذي نصحه quot;باثارة الجدلquot;. كما اكد انه سيلاحق عيسى طاهري. ويقول مسؤولون إيرانيون ان قضية آشتياني مسألة قضائية بحتة،. وتحولت القضية الى شأن عالمي ودعا ما يزيد على 80 من الفنانين العالميين والاكاديميين والسياسيين الى الافراج عنها.