أعادت حادثة انتحار نجل شاه إيران في مدينة بوسطن التذكير بمآس كثير حدثت بإيرانيين غادروا بلدهم قبل 30 عاما.


نعى مغتربون ايرانيون كثيرون منهم هاجروا بعد قيام الثورة الاسلامية ويتطلعون الى عودة الملكية في ايران ، وفاة نجل شاه ايران الأصغر علي رضا بهلوي منتحرا على ما يبدو.

واعاد موت علي رضا (44 عاما) بطلق ناري في منزله في مدينة بوسطن التذكير بمآسٍ شخصية ألمت بكثيرين هربوا من ايران قبل اكثر من 30 عاما.
في ايران نفسها نقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الرسمية خبرا مقتضبا كان الأكثر قراءة صباح الأربعاء. ونشر موقع قناة برس تي في التلفزيونية الحكومية الناطقة بالانكليزية تقريرا سرديا عن وفاة علي رضا بهلوي تحت عنوان quot;انتحار نجل دكتاتور ايران السابقquot;.

وكان موقع الشقيق الأكبر رضا بهلوي الذي ينشط حاليا في صفوف المعارضة في الخارج ، اعلن وفاة علي رضا قائلا انه انتحر يوم الثلاثاء quot;كمداquot;. وعلي رضا هو الثاني الذي يموت في المهجر من بين اربعة اطفال انجبهم الشاه الراحل محمد رضا بهلوي من الامبراطورة السابقة فرح بهلوي. وكانت شقيقته توفيت قبل عشر سنوات بعد تناولها جرعة قاتلة من المخدرات.
وقال رحيم شمس مولكارا الذي يمت بصلة قربى الى عائلة الشاه في اتصال هاتفي مع وكالة اسوشيتد برس ان انتحار علي رضا quot;يمثل قصة ملايين الايرانيين الذين غادروا وطنهم ويعيشون باحساس بالوحدة في كل مكان من العالم.... حيث كثيرا ما يُعاملون معاملة الغرباءquot;. واضاف ان هذا يصح بصفة خاصة على الجيل الأول من المغتربين الذين غادروا ايران مع مجيء نظام حكم الملالي في عام 1979 وما زالوا يعيشيون quot;بمشاعر الهجرquot;.

ولاحظ شمس مولكارا الذي يعيش في باريس ان علي رضا عاش بعيدا عن الأضواء بين افراد عائلة بهلوي وهو الوحيد منهم الذي اقام في بوسطن.

وانغمر علي رضا طيلة سنوات في العمل الأكاديمي ولا يبدو ان هناك صلة سياسية بوفاته.

وبعدما اصبحت المواقع الالكترونية والمنافذ الاعلامية الاجتماعية شريان الحياة بالنسبة للمعارضة الايرانية فانها تحولت ايضا الى المنابر الرئيسية لردود الأفعال على وفاة علي رضا.

وكانت المواد التي نُشرت على موقع رضا بهلوي بمثابة تجسيد لمشاعر الاحباط في صفوف المغتربين الايرانيين. والى جانب تقديم التعازي فان الكثير من الرسائل تحدثت بغضب عن احتفاظ النظام الثيوقراطي بسيطرة قوية على الحكم وكيف ان حلم المغتربين بالعودة ما زال حلما بعيدا. وابدت رسائل عديدة أخرى قلقها على الامبراطورة المخلوعة والدة علي رضا.

وكان شاه ايران توفي في مصر جراء اصابته بالسرطان بعد عام على مغادرته ايران مع اندلاع الثورة الاسلامية عام 1979. وسرعان ما اصبحت الدولة الاسلامية الجديدة عدوا لدودا للولايات المتحدة إثر قيام متشددين ساخطين على المساعدة الاميركية للشاه ، باقتحام مبنى سفارة الولايات المتحدة في طهران واحتجاز 52 من موظفيها 444 يوما.

ولد نجل الشاه الأصغر علي رضا في طهران ثم درس في نيويورك والقاهرة وغرب ولاية ماسيشوسيتس قبل الانتقال لنيل الشهادة الجامعية الأولية بدراسة الموسيقى في جامعة برنستون ثم الانتقال بعد التخرج الى فرع الدراسات الايرانية القديمة في جامعة كولومبيا ومواصلة الدراسات العليا في جامعة هارفرد. ولكنه عانى من الكآبة بعد وفاة شقيقته ليلى عام 2001 عن 31 عاما والعثور على جثتها في احد فنادق لندن حيث فارقت الحياة من جراء تناولها جرعة قاتلة من المخدرات.

وكتب رضا بهلوي على موقعه الالكتروني معلنا وفاة شقيقه: quot;مرة أخرى ننضم الى امهات وآباء وذوي الكثير من ضحايا هذه الأزمنة السوداء على بلدناquot;.
وقالت نازي افتخاري صديقة العائلة التي تعمل في مكتب رضا بهلوي في واشنطن ان كآبة علي رضا بهلوي تفاقمت بمرور الوقت مشيرة الى رحليه عن ايران واقامته في المهجر ووفاة والده ثم شقيقته التي كان قريبا منها. واضافت افتخاري هذه الوفيات كانت ضربة قاصمة بالنسبة له.