اربيل: قدم عدد كبير من المثقفين والاكاديميين والبرلمانيين في كردستان العراق اليوم الاحد مشروع قانون لتحديد اقامة صلاة الجمعة في ثلاثة مساجد فقط في المدن الثلاث الكبرى بالاقليم لمنع نشر التطرف الديني بين المواطنين. ويطالب مشروع القانون الذي وقع عليه اكثر من 1300 مثقف وفنان واكاديمي واعضاء في البرلمان بquot;تحديد اقامة خطبة صلاة الجمعة في ثلاثة مساجد فقط في محافظات الاقليم الثلاث، اربيل والسليمانية ودهوكquot;.

وينص المشروع على quot;نقل الصلاة مباشرة الى المساجد الاخرى في مراكز المدن والقصبات والقرى والمنازل، على ان يكون الخطباء من ذوي الاطلاع المعمق والخبرة الجيدة بالدين الاسلاميquot;. واكد الموقعون ان هناك بعض خطباء الجمعة ينشرون افكار التطرف بين المواطنين وquot;للاسف هناك من يشجع خطباء الجمعة في التهجم على مكاسب اقليم كردستان العراق ويبثون السموم والحقد بين المواطنين من خلال هذه الخطب. وهذا اصبح مصدر لعدم الاستقرار ونشر التطرف والارهاب بين مكونات المجتمعquot;.

وشددوا على ضرورة ان تنشر خطب الجمعة quot;روح التسامح والتعايش بين المواطنين فالشعب الكردي بحاجة الى خطب الجمعة كضرورة روحية، وتوعية في الحياة. لكن، للاسف بدلا من تسليط الضوء في الخطب على التعايش السملي، هناك من يبرز الجانب الاخر، اي العنف والارهابquot;.

واشار الموقعون الى ان هدفهم من خلال مشروع القانون هو quot;خدمة الدين وحماية امن المجتمع ونعتقد انه يجب ايصال الدين بشكل مرتب وحضاري ودون مشاكل الى مكونات المجتمع كافةquot;. كما طالبوا بquot;تاسيس محكمة باسم +المحكمة الخاصة بالمطبوعات والاعمال الفنية+ لحسم الخلافات المتعلقة بالاعمال الفنية والادبية والثقافيةquot;.

وكانت محكمة جنح اربيل قضت الشهر الماضي بحبس الكاتب والشاعر الاستاذ الجامعي فرهاد بيربال ستة اشهر لنشره ترجمة كردية لكتاب quot;نزهة الالباب فيما لا يوجد في كتابquot; لمؤلفه التونسي شهاب الدين احمد التيفاشي (1184-1253 ميلادي).

ونشرت الترجمة في مجلة quot;ويرانquot; التي تصدر في اقليم كردستان، وفرضت المحكمة ايضا على المجلة غرامة مالية قدرها خمسة ملايين دينار (اربعة الاف دولار). كما شهدت مساجد اقليم كردستان العراق خلال الاسابيع المنصرمة هجوما عنيفا على البرلمان المحلي ووزارة الثقافة والرياضة والشباب في الحكومة المحلية لورود كلمة quot;جندرquot; في النظام الداخلي للوزارة.

فقد اعتبر بعض خطباء الجمعة والمتشددين انها تعني السماح بنشر الشذوذ واللواط في المجتمع الكردي المحافظ مؤكدين ان القصد منها السماح بزواج المثليين، وطالبوا بشطبها من قانون وزارة الرياضة والشباب، في حين تظاهر مدافعون عن حقوق المراة احتجاجا على ذلك.

ودفع الجدل الحاد والتظاهرات المعارضة لرجال الدين برئيس الاقليم مسعود بارزاني الى مطالبة برلمان كردستان بتوضيحات لكلمة quot;جندرquot;. كما قال رجل دين الف كتابا يتضمن انتقادات لاذعة لعدد من الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المراة انه لم يقصد الاساءة الى احد.

واوضح الملا فرمان خربيي، امام وخطيب جامع ماجداوا في اربيل، ان كتابه quot;الحقيقة الضائعةquot; quot;بحث اجتماعي كتبته بشكل اكاديمي وعلمي وفي ظل احترام القانون ولكن للاسف فسره البعض بشكل خاطئ، لم اصف في الكتاب احدا بالكافر او المرتدquot;.

وتؤكد التقارير ان العنف لا يزال مستشريا ضد المراة في اقليم كردستان رغم محاولات الحكومة المحلية القضاء على هذه الظاهرة من خلال حملات التوعية وتعديل وتشريع قوانين.