شكل التوقيع على إتفاقية الغاء التأشيرات بين اليمن وتركيا ابرز نتائج زيارة الرئيس التركي عبدالله غول الى صنعاء، اذ تعد الاتفاقية أول اتفاقية توقع بين اليمن ودولة إسلامية منذ عقود عدة. وفيما يسجل توافق في الاراء بين البلدين إزاء القضايا الإقليمية والدولية الكبرى، كان التعاون الاقتصادي العنوان الاكبر للزيارة.


الرئيس اليمنيعلي عبدالله صالح مستقبلا نظيره التركي عبدالله غول

يختتم الرئيس التركي عبدالله غول زيارته لليمن اليوم بعد أن يفتتح النصب التذكاري للجنود الأتراك الذين قتلوا في اليمن إبان الدولة العثمانية، وهو النصب الذي قال غول عنه إنه quot;سيسهم في ترسيخ العلاقات المتميزة بيننا ويبقى رمزا خالدا لهذه الأخوةquot;.

ويعد أبرز ما ستحققه هذه الزيارة هو إلغاء التأشيرات بين البلدين وفقا لمصادر في وزارة الخارجية والتخطيط، إلى جانب عدة اتفاقيات ستوقع خلال هذه الزيارة التي بدت تحمل طابعا اقتصاديا أكثر منه سياسي.

وتشمل الاتفاقيات وفقا لمصدر رسمي يمني التعاون القنصلي وإلغاء التأشيرات بين البلدين، واتفاقية تبادل تسليم المجرمين والأشخاص المقيمين بصفة غير قانونية، ومذكرة تفاهم بين إدارة المناطق الصناعية بإتحاد الغرف التجارية التركية ووزارة الصناعة والتجارة اليمنية حول تطوير وتشغيل مشروع المجمع الصناعي.

ويرافق غول في زيارته نائب رئيس الوزراء بولنت أرينك ووزير الدفاع وجدي جونول ووزير الصحة رجب أكداج وعدد من نواب البرلمان والأكاديميين والصحافيين ورجال الأعمال.

وقال غول في كلمة ألقاها خلال مأدبة عشاء أقامها الرئيس صالح على شرفه quot;ستستمر جهودنا الرامية إلى دعم اليمن سواء على المستوى الثنائي أو في إطار مجموعة أصدقاء اليمن بالتعاون مع المجتمع الدوليquot;.

وأضاف: quot;بعد أن انتهينا من تهيئة المعهد المهني للصناعة اليمني ـ التركي فسنقوم بالإسهام في إقامة المنطقة الصناعية في الحديدة في وقت قريبquot;.

وأكد الرئيس غول أن منظمة التعاون والتنمية التركية ستكثف جهودها الرامية للإسهام في تنمية اليمن، كما ستقوم تركيا بمواصلة جهودها لتقديم العون في القطاعين العلمي والصحي بما يخدم متطلبات الشعب اليمني.

وأوضح أن تركيا واليمن يتشاطران نفس الرؤية في القضايا السياسية الدولية، فموقفهما إزاء القضايا الإقليمية والدولية متطابقة، مبينا أنه تم التركيز في المباحثات التي عقدت اليوم في صنعاء على النظرة المشتركة للبلدين في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.

وحول موضوع الإرهاب قال غول quot;باعتبارنا قد واجهنا الإرهاب بأبشع صوره، وفقدنا عشرات الآلاف من مواطنينا من جراء الإرهاب فإننا نتفهم التحدي الذي يواجهه اليمن في هذا الشأنquot;.

من جانبه قال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إنه تم التوقيع على خمس اتفاقيات للتعاون المشترك في مجالات متعددة اقتصادية وأمنية وتربوية وإعلامية بالإضافة إلى ما أبديناه جميعا من حرص على تفعيل الاتفاقات والبروتكولات الموقعة بين البلدين ومنها البروتكول الموقع بين هيئتي الأركان العامة اليمنية والتركية للتعاون في مجال الاستفادة من التاريخ العسكري والمتاحف العسكرية والإصدارات المرتبطة بالجانب المشرق والمتميز في علاقتنا المتواصلة والتي نحن حريصون دوما على الدفع بها نحو آفاق أوسع بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين اليمني والتركي.

علاقات اقتصادية مميزة

من جهة اخرى، تشير الإحصاءات الرسمية الى إن اليمن وتركيا وقعا على 38 محضرا واتّفاقية وبروتوكول وبرنامج تنفيذي ومذكّرة تفاهم منذ عام 1990 وحتى 2010، في مجالات التجارة والنفط والثقافة والصحة والنقل، تأكيداً على الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات الثنائية القائمة وتوسيع قاعدتها لتشمل العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وتقول وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية إن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد ارتفع quot;لصالح تركياquot; من 36 مليار و40 مليون ريال (168 مليون دولار) في عام 2007، إلى 44 مليار و835 مليون ريال في عام 2008، ليصل إلى 71 مليار و379 مليون ريال (333 مليون دولار) في عام 2009.

في هذا الاطار، يقول الصحافي المتخصص في الشؤون الاقتصادية عادل الصلوي لـ إيلاف إن quot;العلاقات بين اليمن وتركيا شهدت خطوات متسارعة و نتج عن آخر زيارة قام بها الرئيس اليمني لتركيا قبل عدة أشهر، توقيع 12 اتفاقية وبروتكول تعاون مشترك، والزيارة الحالية لغول ليست الأولى له ولكن زار اليمن أثناء توليه حقيبة الخارجية التركيةquot;.

ويضيف أن quot;الأهم في هذه الزيارات إنها ستفتح الباب أمام التبادل الاستثماري بين البلدين، فهناك توجهات تركية في العديد من القطاعات الاقتصادية خصوصا قطاع السياحة والقطاع الصناعيquot;.

ورأى أن من أهم المكاسب لزيارة غول إلى اليمن هي الاتفاقية الخاصة بإلغاء التأشيرات بين اليمن وتركيا وهذه الخطوة تعد المرة الأولى التي يتم فيها التوقيع بين اليمن ودولة إسلامية منذ عقود عدة، معتبرا أن هذا الأمر سيعزز التبادل التجاري والعلاقات بين رجال الأعمال وقد شهدت السنوات الأخيرة إنجاز قرابة 18 مشروعا في المجال السياحي، وهناك مشروع سياحي مشترك كبير سيقام في عدن برأسمال يمني -تركي مشترك.

وأشار إلى أن من أهم ما يركز عليه الأتراك حاليا القطاع السياحي والنقل والتبادل الاستثماري.