يقولرون ريغانأبن الرئيس الأميركي السابق، إن ابيه كان يعاني من بداية مرض الزهايمر في المرحلة الأخيرة من ولايته الثانية، مشيراًإلى أنه لاحظ أن والده كان يلجأ لاستخدام بطاقات مدونة تعينه على تذكر الأشياء وهو يتحدث بالهاتف في المكتب البيضاوي.


رون ريغان يلقي كلمته خلال مراسم تشييع والده

كشف رون ريغان، ابن الرئيس الأميركي السابق رونالد، النقاب عن أن أباه كان يعاني من المراحل الأولى لمرض الزهايمر عندما كان في البيت الأبيض، وذلك في كتاب جديد سينشره متزامنا مع الذكرى المائة لميلاد والده في 6 فبراير / شباط 1911.

وهذه هي المرة الأولى التي يقر فيها قريب للرئيس السابق بهذا الأمر. لكن رون بدأ بهذا معركة كلامية مع أخيه الأكبر غير الشقيق مايكل. ويذكر أن كلا منهما سيصدر كتابا بالمناسبة المئوية لميلاد حاكم كاليفورنيا الثالث والثلاثين والرئيس الأميركي الأربعين الذي يعتبره مواطنوه laquo;الأنجح في سلسلة رؤساء الولايات المتحدةraquo;.

وكان المراقبون قد قالوا إن ريغان laquo;لم يكن في كامل الإدراك للأشياء من حولهraquo; خلال المراحل الأخيرة من ولايته الثانية وأظهر هذا بجلاء خاصة خلال تعامله مع فضيحة laquo;إيران - كونتراraquo;. وقد ألقى بعض الأطباء باللائمة على إصابته بالزهايمر الذي عُلم لاحقا أنه أحكم قبضته عليه في السنوات الأخيرة قبل وفاته في العام 2004 عن 93 عاما رغم أنه لم يُشخص به الا في 1994 بعد خمس سنوات من مغادرته البيت الأبيض.

رونالد ريغان

ويقول رون الابن في كتابه إن القلق بدأ يستبد به على صحة والده منذ منتصف الثمانينات. ونقلت laquo;ديلي تليغرافraquo; البريطانية قوله لتلفزيون laquo;ايه بي سيraquo; الأميركي: laquo;كان شيء ما في غير مكانه الصحيح، لكنني لم استطع وقتها وضع اصبعي عليه بالضبطraquo;. وأضاف أنه لاحظ أن أباه كان laquo;تائها بعض الشيءraquo; في حملة 1984 الرئاسية ضد مرشح الديمقراطيين وولتر مونديل، ومجددا في 1986 عندما عجز عن تذكر أسماء أودية كاليفورنيا الضيقة والطائرة تحلّق به فوقها.

ومضى رون قائلا إنه لاحظ أن والده كان يلجأ لاستخدام بطاقات مدونة تعينه على تذكر الأشياء وهو يتحدث بالهاتف في المكتب البيضاوي. وكانت هذه هي الفترة التي وقع خلالها في أحد أكثر أخطائه شهرة عندما خاطب في حفل متلفز بالبيت الأبيض الأميرة دايانا باسم laquo;الأمير ديفيدraquo;.

ويكتب رون في كتابه أن الأطباء يعلمون الآن أن مرض الزهايمر يمكن ان يُظهر أعراضه قبل وقت طويل من تمكنه من الإنسان. ويقول: laquo;بالتالي فإن السؤال عما إن كان والدي عانى من أعراض المرض في ذلك الوقت يجيب على نفسه بنفسهraquo;.

ويمضي رون (52 عاما) قائلا إن والده كان سيتنحى عن منصبه لو أنه علم بإصابته وقتها. لكنه يمضي الى القول إن أعراضه لم تكن قاسية ويجب ألا تلقي بظلال سلبية على فترة رئاسته. ويضيف قوله: laquo;هذا ينطبق على ابراهام لينكون الذي كان يعاني من الاكتئاب وفرانكلين روزافلت الذي أصيب بشلل الأطفال وجون كنيدي الذي كان مصابا بمرض أديسون، لكن رئاساتهم لا تذكر بهذه وإنما بإنجازاتهم العظيمة بالرغم منهاraquo;.

لكن كل هذا أثار حنق مايكل ريغان، الذي قال في سلسلة من الرسائل على موقع laquo;تويترraquo;، إن أباه لم يكن مصابا بالزهايمر في الثمانينات واتهم أخاه بأنه laquo;يبيع والده سعيا وراء بيعه كتابه عنهraquo;. ومضى قائلا: laquo;هذه طريقة غريبة لتمنيه عيد ميلاد سعيدا لأبيه. رون كان مصدر حرج لأبي في حياته وهو الآن مصدر حرج لأرملتهraquo;. ويذكر أن رونالد ريغان تبنى مايكل (65 عاما) خلال زواجه الأول.

ومن جهتها أصدرت laquo;مؤسسة رونالد ريغان الرئاسيةraquo;، التي تتمتع بوشائج قوية مع السيدة الأولى السابقة نانسي ريغان، بيانا انتقدت فيه رون وإن كان بشكل أقل قسوة من مايكل، فقالت: laquo;نعتقد أن رون ألّف كتابا يتسم حرارة العاطفة إزاء أبيه. ولكن في ما يتعلق بموضوع الزهايمر فإن الأمر موثق من جانب أطباء الرئيس السابق واولئك الذي عملوا بشكل لصيق معه. وكلهم يتفقون على أن أعراض المرض لم تظهر عليه الا بعد وقت طويل من مغادرته المكتب الأبيضraquo;.