قتل متظاهر وشرطي خلال الاشتباكات التي وقعت مساء الأربعاء بين المتظاهرين وقوات الأمن وسط القاهرة. ومع تواصل احتجاجات الغضب لليوم الثاني على التوالي، اتهم الحزب الوطنيّ الحاكم جماعة الإخوان المسلمين بنشر الفوضى واستغلال حماس الشباب.
مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحافيين خلال اعتقاله من أمام مقر النقابة في القاهرة |
المزيد على إيلاف الولايات المتحدة تدعو الى quot;حرية التعبيرquot; والأمن يعتقل 500 شخص |
القاهرة: تواصلت لليوم الثاني التظاهرات الاحتجاجية التي تم الدعوة إليها عبر موقع فايسبوك من الحركات الشبابية، فيما قامت قوات الأمن بالتعامل بعنف وقوة مع المتظاهرين وتم اعتقال عدد من النشطاء والصحافيين من أمام مقر نقابة الصحافيين المصرية ومن شوارع القاهرة فيما أعلن الحزب الوطني عن استغلال جماعة الأخوان المحظورة لحماس الشباب، كما قتل متظاهر وشرطي خلال الاشتباكات التي وقعت مساء الأربعاء بين المتظاهرين وقوات الأمن في حي بولاق ابو العلا بوسط القاهرة.
بعنف غير مسبوق واعتداءات قوية على المتظاهرين الغاضبين المطابين بتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، قامت قوات الأمن باعتقال المئات من المواطنين قالت الداخلية أنهم 500 مواطن فيما يقدر شهود العيان العدد بأكثر من ذلك بكثير.
كما القي القبض على النشطاء الذين تواجدوا في منطقة وسط القاهرة وخلال خروجهم من محطات المترو وسيرهم في الشوارع وتم نقلهم إلى أماكن غير معلومة.
وقامت قوات الأمن بضرب المتظاهرين والصحافيين وتكسير الكاميرات للصحافيين والنشطاء كما تم حجب موقع فايسبوك لفترات وجيزة قبل أن يشهد بطء غير معتاد وسط تأكيدات حكومية بعدم وجود عمليات لحجب لمواقع الانترنت.
وقال الدكتور عبد الجليل مصطفي المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير لـquot;إيلافquot; إن التظاهرات مستمرة حتى يستجيب النظام إلي المطالب الشعبية مؤكدا أن القوى الوطنية تنسق من أجل إعادة التجمع مرة أخرى لجميع المتظاهرين لإيصال رسالة تأكيد للأمن بأن كل وسائل العنف لن تتمكن من إسكات صوت المصريين لأن حاجز الخوف انكسرquot;.
وأشار إلي أن هناك اجتماعا تنسيقيا تم صباح الأربعاء بمقر نقابة الصحافيين قبل وصول الأمن إلى النقابة ومحاصرتها لافتا إلى أن هناك اتفاقا على مواصلة الغضب بعد الاستجابة الشعبية الواسعة التي لاقتها التظاهرات معتبرا أن مطالب التغيير باتت قريبة.
وقال الكاتب الصحافي محمود خير الله والمتواجد في نقابة الصحافيين المحاصرة إنّquot; ما تشهده النقابة هو جزء مما يحدث من مصر من قمع للحريات وضرب الصحافيين الأمر الذي يدل على أن النظام فقد صوابه ليعيد تكرار تجربة تونس كما هي حيث يبادر بقمع الأصوات الحرة التي تطالب بتغييره أولا ويعتقلها ويمارس ضدها أبشع أنواع القمع مما يستفز جموع المواطنين العاديين ويدفعهم الى الخروج بقسوة الى الشوارع نهار الأربعاء وهي المقدمة الطبيعة لدخول عناصر من المواطنين للمشاركة في التظاهرات خلال الأيام القادمة مما سيؤدي بالحتم إلى تكرار سيناريو تونس حيث أصبح لدينا 5 قتلى حتى ألان وهناك ثأر بين قوات الشرطة والشعبquot;.
وأرجع خير الله ذلك إلى أن النظام يعتبر أن الملف الأمني هو السبيل الوحيد لمناقشة قضايا سياسية واجتماعية مثل التغيير السياسي والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر والبطالة وهي الطريقة نفسها التي اتبعها نظام بن علي وأدت إلى هروبه إلى جدة وهو ما ينتظره بفارغ الصبر جموع المصريين.
وحاول المتظاهرون الذين انطلقوا بالآلاف الوصول إلي ميدان التحرير الذي سيطر عليه المواطنون أمس لأكثر من 12 ساعة إلا أن القنابل المسيلة للدموع التي استخدمها الأمن نجحت في تفريق المتظاهرين مع وقوع عشرات المصابين من المحتجين وسط مخاوف من تزايد أعداد المصابين والقتلى بسبب عدم نقل المصابين إلى المستشفيات إذ تنقلهم سيارات الإسعاف الى أقسام الشرطة مما يجعلهم يهربون منها.
وتم إطلاق الرصاص الحي والمطاطي على المتظاهرين لتفرقهم وتشهد سماء منطقة وسط القاهرة دخانا كثيفا نتيجة القنابل المسيلة للدموع حيث حجبت الرؤية بشكل شبه كامل مما أدى إلى وقوع العديد من الاصطدامات بين السيارات التي تكدست في المنطقة.
وتشهد شوارع القاهرة مطاردات أشبه بحرب الشوارع التي دارت الليلة الماضية بين النشطاء والأمن حيث أصبح المتظاهرون عبارة عن مجموعات مكونة من المئات في أماكن مختلفة الأمر الذي جعل قوات الأمن تفقد السيطرة عليهم في بعض المناطق ، فيما يتوجه عشرات منهم في أحد التظاهرات نحو مبنى الإذاعة والتليفزيون.
وهاجمت المصفحات الأمنية الشباب وطاردتهم في الشوارع حيث أطلقت النيران والغازات المسيلة للدموع من أجل تفريقهم إلا أن عدد الشباب المشاركين في ازدياد حيث ينزل المواطنين من منازلهم للمشاركة والتفاعل على الرغم من التعامل العنيف لقوات الأمن مع السيدات والبنات والشباب دون تفريق.
كما اقتحم مئات المتظاهرين مساء الأربعاء مقر الحزب الوطني الحاكم في مدينة السويس على بعد 100 كيلومتر شرق القاهرة، وحطموا محتوياته بعد ان أشعلوا النيران في واجهاته، بحسب ما افاد شهود.
وتشهد السويس منذ عصر الأربعاء اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين أدت الى إصابة 70 شخصا هم 55 متظاهرا و15 شرطيا، بحسب مصادر طبيه.
وكان المتظاهرون اضرموا النار مع حلول المساء في مبني تابع للمجالس المحلية (البلدية) وفي احد اقسام الشرطة.
وبدأت الاشتباكات عصرا بين قرابة الفي متظاهر وقوات الامن امام مشرحة المدينة بسبب رفض قوات الامن تسليم جثمان متظاهر توفي صباح الاربعاء واصرارها على توقيع الكشف عليه من جانب الطب الشرعي.
وحاول المتظاهرون اقتحام المشرحة ولكن قوات الامن منعتهم وفرضت حصار امنيا عليها، وطاردت الشرطة المتظاهرين الذين انتقلوا الى وسط المدينة وبدأوا في مهاجمة قسم الشرطة بحي الأربعين بالحجارة والزجاجات الحارقة ثم هاجموا المبنى التابع للبلدية ومقر الحزب الوطني.
وحاصرت قوات الأمن نقابة الصحافيين ومنعتهم من الخروج من النقابة أو انضمام عدد جديد إليهم واستخدمت في ذلك العصي مما أدي إلى وقوع إصابات فيما تم إلقاء القبض علي نحو 9 صحافيين.
واصدرت نقابة الصحافيين بيانا حمل توقيع عدد كبير من كبار الصحافيين أكدوا فيه أنهم quot;يرفعون صوتهم عاليا بلا خوف إلى جانب أبناء شعبهم العظيم ، الذين خرجوا إلى الشوارع في مختلف المدن مطالبين بحياة كريمة و بالحرية وبالكرامة الوطنية وبإنهاء حكم الاستبداد والفسادquot;.
ودعا الصحافيون في بيانهم الذي وصل quot;إيلافquot; نسخة منه زملاءهم للانخراط في حركة الجماهير المستمرة من أجل التغيير السلمي والتي ترفع مطالب تنحى مبارك عن السلطة فورا، وإقالة وزارة نظيف كاملة، وتشكيل حكومة وطنية، وحل البرلمان المزور، و تشكيل جمعية تأسيسية لوضع دستور ديمقراطي، وإطلاق سراح المعتقلين والمسجونين السياسيين.
وأكد الصحافيون على أن هذه المطالب الوطنية العامة لإنهاء سيطرة أجهزة الأمن والحزب الحاكم على الصحافة، وإطلاق حرية إصدار الصحف، و محاسبة القيادات الصحافية المفسدة الفاسدة سدنة الدكتاتوية و مزيفي الحقائق من أعضاء عصابة سارقي الأموال العامة في هذا البلدquot; على حدّ تعبير البيان.
وقال البيان quot;إن الصحفيين المصريين الذين طالما تقدموا صفوف الكفاح الوطني من أجل الاستقلال والحرية ، لا يمكن ان يتخلفوا عن معركة شعبهم الآن . وهم في سبيل ذلك على الاستعداد لتقديم كل التضحيات من أجل فجر جديدquot;.
ويعول النشطاء السياسيون على تعاطف رجال الأمن معهم حيث أبدوا تعاطفا أمس بشكل ملحوظ في أعقاب عمليات فض الاعتصام في الساعات الأولى من صباح الأربعاء.
وقال عمرو اسماعيل أحد المواطنين المشاركين في التظاهرة أنه يشارك لأول مرة لأن ما شاهده في تونس أكد أنه لا يوجد أقوى من الشعب فمهما كانت التضحيات فإن النهاية هي التخلص من الخوف إلى الأبد لأن الخوف الذي يسطير على المصريين تملكهم الى درجة كبيرة .
وأعربت الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي عن إدانتها الشديدة لتجاوزات قوات الأمن واستخدامها القوة المفرطة لفض التجمعات السلمية، والتي شملت إطلاق الرصاص الحي والمطاطي واستخدام رشاشات المياه الكبريتية وخراطيم المياه والعصي الكهربائية والسيارات المدرعة مؤكدة على ضرورة احترام الحق في التجمع السلمي طبقا لقضاء المحكمة الدستورية.
وطالبت الجمعية في بيان لها قوات الأمن بضبط النفس واحترام حق المواطنون في التجمع السلمي وفقا للمواثيق الدولية والدستور، محذرة بشدة من تصاعد استخدام القوة المفرطة في مواجهة الاحتجاجات الشعبية.
بينما طالب مرصد المواطنة النائب العام بإجراء تحقيقات موسعة مع قيادات الشرطة المسئولة عن إطلاق الرصاص الحي و المطاطي و الرش علي المتظاهرين و الإفراط في استخدام العنف ضدهم و الاعتداء علي الصحافيين.
إلى ذلك، قال الحزب الوطني الحاكم في بيان نشره على موقعه الالكتروني انه يرفض اللجوء إلى العنف وتخريب الممتلكات والإخلال بأمن المجتمع كما يرفض دعوات التحريض والإثارة التي تقوم بها جماعة الإخوان المحظورة قانونا، وعدد من الأحزاب التي ليس لها وجود شعبي أو ثقل جماهيرى، وتهدف لاستغلال الشباب لتحقيق أجندات الفوضى التي رفضها الشعب.
وقال البيان أن حرص الحزب على عدم دعوة أعضائه وشبابه للنزول إلى الشارع، ويدعوهم إلى التحلي بسعة الصدر وقبول الآراء الأخرى المخالفة طالما أنها تتم في إطار شرعي وقانوني، مشيرا إلى أن الحزب بفكره الجديد حريص على استمرار التواصل والحوار مع كل شباب مصر مع تنوع أفكارهم ومواقفهم بما يحقق مستقبلا أفضل لهم وللوطن.
إشتباكات أمام وزارة الخارجية
ومساء الاربعاء، وقعت اشتباكات بين عشرات المتظاهرين وقوات الامن امام مداخل لوزارة الخارجية المصرية (وسط العاصمة) حيث كان المتظاهرون يحاولون اقتحام احدى بوابات المبنى.
وتمكن المتظاهرون من فتح احدى البوابات الجانبية للمبنى الذي يقع في منطقة بولاق ابو العلا بوسط القاهرة ثم اقتحموا غرفة الامن. وقامت الشرطة بابعادهم على الفور وتفريقهم مستخدمة القنابل المسيلة للدموع، بحسب المصدر نفسه.
التعليقات