محمد صالح المسفر


فاجأ الشعب العربي في تونس كل اجهزة الرصد المخابراتي في داخل تونس وخارجها بعزمه وتصميمه لاجتثاث الطغاة وسندتهم من الفجار والفاسدين والظالمين.
شعب تونس العربي وصاحب عربة 'بائع البندورة' البوعزيزي اسقطوا احد اعظم واعتى الجبابرة من حكامنا العرب 'بن علي'. شعب تونس الثائر لم يقتل ولم يثأر من الظالمين حين وقعوا بين ايدي الشعب، شعب تونس لم يطالب بالاجتثاث لاعضاء الحكم المهزوم ولا بإبادتهم او عزلهم وانما طلبوا من كافة اركان النظام السابق ان يترجلوا عن كراسي الصدارة ويعودوا الى صفوف الشعب ليناضلوا معه من أجل بناء تونس واعادة وضعها على خارطه الديمقراطية الصادقة.
الشعب التونسي ضرب اروع الامثال بعزمه على التغيير السلمي، والجيش التونسي حتى الان ضرب اروع الامثال لجيوشنا العربية بأنه حارس وحام للشعب والوطن ولم يكن جيش تونس انتهازيا ليقفز الى سدة الحكم عن طريق استخدام القوة وفرض حذر التجول تحت ذرائع متعددة ولا تنقصه في مثل هذه الظروف، ولا استثني رجال الأمن التونسي الذين انضموا الى صفوف المواطنين لا ضدهم عندما رفض معظمهم التصدي بالقوة والعنف لثورة الشعب، اما اولئك الذين غرر بهم من رجال الامن وعصابات النظام المنهار وتصدوا بالعنف لثورة الشعب التونسي فانهم اليوم يتوارون عن الانظار ويعضون على اصابعهم ندما على ما فعلوا بمواطنيهم.
لأول مرة في التاريخ، في حدود معرفتي، يسقط 'بائع بندورة' متجول احد اعتى الطغاة في النظام العربي المعاصر 'بن علي' عندما اعيته الظروف لينال حقه اقدم على الاحتجاج الصارخ بحرق جسده النحيل امام الناس وهز وجدان الشعب العربي التونسي الغيور والمتضامن الامر الذي دفعهم للخروج الى الشارع معبرين عن غضبهم للحال الذي وصلوا اليه الامر الذي ادى الى هروب الظالم 'بن علي' الى خارج الحدود، لكن بقي بعض من زبانيته يحاولون الالتفاف على ثورة الشعب وانجازاته العظيمة في اسقاط رمز الطغيان.
ظاهرة البوعزيزي اخذت تتكرر في اماكن اخرى من وطننا الكبير من تونس الى الجزائر وموريتانيا مرورا بمصر واليمن فلعل شعوب تلك الدول تحاكي ظاهرة غضبة الشعب التونسي ضد الظلم بمسيرات شعبية في الجزائر العزيزة تطالب القيادة السياسية بالاصلاح وتوفير حياة كريمة للشعب، وبكل اسف تتصدى قوى الامن بكل وسائل العنف لافراد الشعب الذين يتظاهرون من اجل ان تسمع الحكومة صوتهم بأنهم يبحثون عن فرص عمل والحد من تصاعد الاسعار وقمع الفساد. في صنعاء غضب جماهيري واسع يمتد من شمال اليمن الى جنوبه يطالب بالعدل والمساواة ومنع الاثراء غير المشروع على حساب الشعب، والمشاركة السياسية ومنع الفساد والمفسدين من التوسع في قهر الشعب، وخلق فرص عمل شريفة يحفظ للمواطن كرامته.
كنا نتوقع ان الامن في خدمة الشعب وحمايته ولكن الامن في اليمن وبعض الدول العربية من اجل القمع والقتل وغرس الرعب في قلوب المواطنين لارضاء الحاكم وزبانيته.
اذكر بان الحاكم الظالم عند 'اللحظة' سيهرب الى خارج الحدود، وبعض من حماته قد يتمكنون من اللحاق به. اما انتم يا رجال الامن حماة الظالمين فلا مفر لكم، والشعب لن ينسى ما لقيه على ايديكم من ضرب واهانة واذلال وقهر فتريثوا قبل ان تمتد ايديكم لتلحقوا الاذى بمواطنيكم، وخذوا العبرة من كتائب امن شاه ايران وما لحق بهم بعد رحيله عنهم، وتذكروا كتائب امن زين العابدين وهم يهربون من غضب الشعب التونسي عبر المنافذ البرية والبحرية وهم في خوف رهيب.
لا جدال بان هناك جهودا تبذل في الداخل ومن الخارج على افشال ثورة الشعب التونسي العظيم كي لا تكون نموذجا يتبع في اقطار عربية كثيرة، ويؤلمنا جميعا موقف الرئيس اليمني عندما قال في وسائل الاعلام بان اليمن ليس تونس في اشارة الى الحراك الشعبي الذي يتزايد فعله في اليمن يوما بعد يوم مطالبا بالاصلاح والعدالة والمساواة، ونشير الى ما قاله وزير خارجية مصر السيد ابو الغيط عن الثورة التونسية يوحي بأنها زلزلت الارض التي يسير عليها، وما تناقلته وسائل الاعلام عن ما صرح به الاخ القائد معمر القذافي اقوال تبعث بالخوف على الثورة التونسية. إن اصرار السيد الغنوشي الوزير الأول في تونس على عدم الاستجابة لارادة الشعب التونسي في حل الوزارة التي شكلها والاتيان بحكومة خالية من الذين استوزرهم 'بن علي' الهارب كي يطمئن المواطن التونسي على انجازاته ضد عهد الظلم والفساد يبعث بالقلق على الثورة الشعبية التونسية.
اخر الدعاء: اللهم احم الثورة التونسية من اعدائها في الداخل والخارج.