بيروت: بدأت حركة الاحتجاج المناهضة للرأسمالية في نيويورك في الشهر الماضي مع شعور غامض بالظلم إزاء اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في أميركا.

لكن في غضون ثلاثة أسابيع، تحولت هذه الحركة إلى محفز للشركات الوطنية الأوسع نطاقاً، فيما يستمد المتظاهرون إلهامهم من quot;الربيع العربيquot; ويكافحون من أجل تحديد أهدافهم التي تمتد إلى ما وراء المطالبة بوضع السلطة في يد الشعب.

وفي هذا السياق، أشارت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; إلى أن موجة من الاحتجاجات المماثلة بدأت بالظهور في بوسطن ولوس انجليس وشيكاغو، فيما يخطط المحتجون في واشنطن لتنظيم مسيرة حرية يوم الخميس من أجل quot;شجب النظم والمؤسسات التي تدعم الحرب التي لا نهاية لها وتزيد من جشع الشركات الذي بات من الصعب التحكم بهquot;.

وتحول مشهد الاحتجاجات في شارع وول ستريت المالي صباح يوم الاثنين، إلى مهرجان متحرك، حيث ارتدت النساء المتظاهرات باروكات ملونة وقاموا بحركات بهلوانية بواسطة الأحلقات البلاستيكية، فيما قام الرجال بطلاء وجههم بالأبيض ووضعوا صبغة حمراء على شفافهم، في رمز لما يعتبرونه quot;طبيعة الغول الرأسماليquot;.

وعلى الرغم من عدم وجود قائد وجدول أعمال للتحركات، يشير المحتجون إلى أنهم على وشك التعبير عن مطالبهم في ترجمة مفصلة لتتحول هذه المطالب إلى قضية وطنية دائمة.

ونقلت الصحيفة عن ارثر كول ريغز (23 عاما)، وهو ناشط سياسي من ماديسون بولاية ويسكنسن، قوله ان quot;الانتقادات ركزت على عدم وجود تماسك في رسالتنا ومطالبنا. لكن ما لا يفهمه النقاد هو قيمة تشكيل حركة ديمقراطية مباشرة لا تخضع لسيطرة النخبة السياسيةquot;.

وتنادى المتظاهرون إلى الشوارع بدعوات عبر المواقع الاجتماعية مثل فايسبوك وتويتر، آملين في أن تتمكن الاحتجاجات الجديدة في نيويورك من زرع بذور حركة وطنية دائمة.

ويعتبر المتظاهرون أن الرأسماليين والشركات المدعومة من قبل السياسيين الفاسدين هم السبب في ترجيح كفة الميزان في النظام الاقتصادي في صالح الأقوياء، وبالتالي إغراق الشعب في بحر من الديون. ورفع أحد المحتجين في شارع وول ستريت لافتة تؤكد هذا الأمر وتقول: quot; قرش القروض أكل عالميquot;.

وضربت الحركة الاحتجاجية على وتر حساس في بعض الأوساط الليبرالية في نيويورك، وجذبت مشاهير مثل الممثلة سوزان ساراندون وحاكم نيويورك السابق ديفيد باترسون، كما حصلت على تأييد الملياردير جورج سوروس، واحد من أكثر الرأسماليين نجاحاً في العالم، والذي قال ان المتظاهرين لديهم كل الحق في أن يغضبوا من النظام المالي الأميركي الذي يهدد مستقبلهم.

وعلى الرغم من أن الحركة الاحتجاجية في وول ستريت قد جذبت شريحة كبيرة من الناس، غير أنها لم تلق إعجاب الجميع.

فنقلت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; عن كريستوفر ديلمير (44 عاما)، الذي يعمل في تمديد الانابيب موقع مركز التجارة العالمي، قوله انه واجه صعوبة في معرفة ما سبب quot;الهرج والمرجquot; حول هذا الاحتجاج.

واضاف: quot;أنا لا أعرف ما سبب الاحتجاجquot;quot;، مشيراً إلى أن الجميع يتظاهرون لكن كلا منهم يريد شيئاً مختلفاً. وقال ديملير انه تحدث إلى واحد من المتظاهرين الذي اخبره انه استقال من وظيفته ليشارك في الاحتجاجات، فأجابه ديملير: quot; لديك وظيفة، واستقلت منها للإحتجاج على البطالةquot;؟

واشار ديملير إلى أنه لا يستطيع أن ينكر بأن الوضع الاقتصادي في حال يرثى له، لكنه يعتقد أن معظم المتظاهرين من الشباب يمكنهم العثور على عمل لو صمموا على ذلك. واضاف: quot;إذا كنت ترغب في العمل، فيمكنك العثور على وظيفة. أنا سافرت الى ديترويت ودنفر للحصول على العمل. لقد فعلت ما كان علي القيام بهquot;.