... ونوبل للسلام تذهب إلى؟
اليمنية توكل كرمان

أعلنت لجنة جائزة نوبل فوز الناشطة اليمنية في حركة الربيع العربي توكل كرمان ورئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف وquot;المناضلة من اجل السلامquot; الليبيرية ليما غبويي بجائزة نوبل للسلام للعام 2011.


أوسلو: أعلنت لجنة جائزة نوبل فوز الناشطة اليمنية في حركة الربيع العربي توكل كرمان ورئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف وquot;المناضلة من اجل السلامquot; الليبيرية ليما غبويي بجائزة نوبل للسلام للعام 2011.

وقال رئيس لجنة الجائزة في اوسلو ان النساء الثلاث كوفئن على quot;نضالهن السلمي من اجل ضمان الامن للنساء وحقوقهنquot;.

وكان من المرجح ان يكون ناشطون من شمال افريقيا حرّكوا من على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الثورات، الاوفر حظا للفوز بجائزة نوبل السلام لعام 2011 التي ستعلن الجمعة في أوسلو.

وأضاف ثوربورن ياغلاند quot;لا يمكننا تحقيق الديمقراطية والسلام الدائم في العالم إلا إذا حصلت النساء على الفرص نفسها التي يحصل عليها الرجال للتأثير على التطورات على جميع مستويات المجتمعquot;.

وأهدت الناشطة اليمنية كرمان جائزة نوبل للسلام الى نشطاء الربيع العربي والمرابطين في ساحات اليمن.

وقالت توكل كرمان المولودة في 1972 quot;انا سعيدة جدا، هذا تكريم لكل العرب والمسلمين والنساءquot;. واضافت انها تهدي الجائزة الى quot;كل نشطاء الربيع العربيquot;، مؤكدة أن الجائزة يفترض ان تمنح quot;الى الشعب اليمني المرابط في الساحاتquot;.

وأكدت كرمان ان الجائزة تشكل انتصارا للثورة اليمنية. وقالت توكل كرمان المولودة في 1979 في تعز، لوكالة الأنباء الفرنسية من ساحة التغيير حيث يعتصم المتظاهرون ان quot;هذه الجائزة انتصار للثورة اليمنية ولسلمية هذه الثورةquot; التي انطلقت في مطلع 2011 للمطالبة بالإصلاحات وبتنحي الرئيس علي عبدالله صالح. واضافت quot;انها اعتراف من المجتمع الدولي بهذه الثورة وحتمية انتصارهاquot;.

رئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف

وقال الناشط المصري وائل غنيم، الذي كانت التكهنات تشير الى احتمال فوزه بجائزة نوبل للسلام هذا العام تقديرا لدوره في الثورة المصرية، انه quot;فخورquot; بفوز اليمنية توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام. وقال غنيم في تعليق مقتضب على شبكة تويتر quot;مبروك لتوكل كرمان فوزها المستحق بنوبل، كعربي فخور بفوزهاquot;.

واضاف quot;جائزتنا الكبرى جميعا ان تكون دولنا اكثر ديمقراطية واحتراما لحقوق الانسانquot;.

وكان اختيار الفائز بهذه الجائزة التي تعتبر الارقى بين جوائز نوبل طرح هذه السنة معضلة حقيقية على لجنة نوبل النروجية مع تسجيل مستوى قياسي من الترشيحات بلغ 241 منظمة وفردا في قائمة تبقى طي السرية الكاملة، ما يعقد لعبة التوقعات.

واعلنت شبكة تي في 2 النروجية مساء الخميس ان أيلن سيرليف (72 عاما) وهي اول امراة تنتخب رئيسة في القارة الافريقية عام 2005، هي quot;المرشحة الاكثر ترجيحاquot;، علما ان توقعات هذه الشبكة التلفزيونية تحققت في السنتين الماضيتين بالنسبة لباراك اوباما (2009) وليو تشياوبو (2010).

وعملت quot;المرأة الحديدquot; هذه بعد وصولها الى السلطة عام 2005 على اعادة بناء بلادها بعد 14 عاما من الحروب الاهلية التي دمرت ليبيريا وخلفت 250 الف قتيل. وتمنح جائزة نوبل للسلام قبل اربعة ايام من انتخابات رئاسية تخوضها للفوز بولاية ثانية.

أما معظم الخبراء فاعتبروا ان وجوه quot;الربيع العربيquot; هي الابرز لهذا الموسم من جوائز نوبل، ويذكرون من بينهم ناشطين على الانترنت مثل المدونة التونسية لينا بن مهنا التي نشرت على الشبكة تسلسل أحداث quot;ثورة الياسمينquot;، والمصرية اسراء عبد الفتاح التي ألهمت حركة السادس من ابريل، ومواطنها وائل غنيم مهندس quot;الثورة على فايسبوكquot;.

غير ان رئيس لجنة نوبل بدا وكأنه يوجه الانظار في اتجاه آخر. وقال مساء الخميس متحدثا لشبكة ان ار كاي ان الفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2011 سيكون شخصا quot;جامعاquot; ولن يكون ينتمي بالضرورة الى quot;الربيع العربيquot;.

الليبيرية ليما غبويي

وعمد ياغلاند المعروف بانتمائه الاوروبي الراسخ وهو الامين العام لمجلس اوروبا الى زيادة الغموض المحيط بالترشيحات والتكهنات بقوله لصحيفة في جي، ان quot;الفائز هذه السنة ناشط في مجال كان مهما بالنسبة لي طوال حياتيquot;. وهي تصريحات اعتبر البعض انها تشير الى الاتحاد الاوروبي الذي يواجه حاليا مأزقا صعبا، والنروج ليست من اعضائه.

وقال ياغلاند في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية الاسبوع الماضي quot;ايجاد فائز؟ يمكنني ان اقول ان الامر لم يكن صعبا هذه السنةquot;. واضاف quot;هناك بالتأكيد ميول مقلقة في العالم تذهب في الاتجاه المعاكس للسلام لكن هناك ايضا عدة اتجاهات ايجابيةquot;.

ومنذ توليه رئاسة لجنة نوبل، لم يتردد ياغلاند في إحداث مفاجآت من خلال منحه الرئيس باراك اوباما جائزة نوبل السلام لعام 2009 بعد اشهر قليلة على وصوله الى البيت الابيض ثم الى المنشق الصيني المسجون ليو شياوباو العام الماضي ما اثار سخط بكين.

وقال كريستيان بيرغ هاربفيكن مدير معهد الابحاث حول السلام في اوسلو إن quot;الربيع العربي الموضوع المفضل هذه السنةquot;. واضاف quot;قالت اللجنة الحالية بوضوح إنها تريد ان تتماشى الجائزة هذه السنة مع المستجدات الحالية وان يكون لها وقع على التطورات السياسيةquot;.

وأكد في وقت سابق ان الخيار قد يقع على المصرية اسراء عبد الفتاح وحركة السادس من نيسان/ابريل التي أسستها مع احمد ماهر في 2008 اولا على موقع فايسبوك، والتي تحولت الى تحالف سلمي معارض لنظام حسني مبارك الذي تنحى في شباط/فبراير.

ورأى اسلي سفن المؤرخ المتخصص في جوائز نوبل أنه يرجح أن تمنح الجائزة للينا بن مهني واسراء عبد الفتاح معا. وقال quot;للشابتين القضية ذاتها وهما مسلمتان معتدلتان وتستخدمان مواقع التواصل الاجتماعي لترسيخ الثورةquot;.

وخلال السنوات الـ110 لمنح جوائز نوبل، فازت 12 امرأة فقط بجائزة نوبل السلام آخرها في 2004 للكينية وانغاري ماثاي المعروفة بنضالها ضد نزع اشجار الغابات والتي توفيت الاحد عن 71 عاما. وان كانت اللجنة تنوي منح نوبل السلام لامرأة، فقد تختار ايضا الناشطتين في مجال حقوق الانسان الافغانية لاسيما سمر او الروسية سفيتلانا غانوشكينا.

وقال بيورن انغسلاند رئيس لجنة هلسنكي النروجية ان منح نوبل السلام لغانوشكينا ومنظمة ميموريال غير الحكومية التي تتعاون معها quot;ستكون جائزة مستحقة وسيعطي ذلك دفعا للمدافعين عن حقوق الانسان الذين يخضعون حاليا لضغوط روسياquot;.

من جهة أخرى أشارت مصادر قريبة من لجنة الجائزة إلى أنها قد لا تُمنح إلى فرد وإنما إلى quot;رسالة اجتماعيةquot;. وأثارت هذه التلميحات تكهنات بمنح جائزة نوبل للسلام الى تويتر أو فايسبوك اللذين كانا أداة شديدة الفاعلية بيد الناشطين في تعبئة المعارضة وتخطيط الاحتجاجات وتوثيق الاعتدادات على المتظاهرين.

وبين الاسماء الاخرى المطروحة الاتحاد الاوروبي والناشطة السلمية الليبيرية ليما غبوي والمنشق الكوبي اوسفالدو بايا سارديناس والمستشار الالماني السابق هلموت كول. وسيكشف هذا اللغز الجمعة في معهد نوبل في الساعة 11:00 (9:00 تغ).

بان كي مون: لا يمكن أن يكون هناك خيار افضل

أشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة بالفائزات الثلاث بجائزة نول للسلام، الليبيريتان الين جونسون وليما غبويي واليمنية توكل كرمان، معتبرا انه quot;لا يمكن ان يكون هناك خيار افضلquot;.

وقال كما نقلت عنه المتحدثة باسمه مارتين نسيركي quot;انه رمز لقدرة النساء. وهو يعكس في المقام الاول الدور الحيوي الذي تقوم به المرأة في تقدم السلام والامن وحقوق الانسانquot;.

توكل كرمان شاركت في إطلاق الانتفاضة الشعبية في اليمن

واليمنية توكل كرمان، وهي أول امرأة عربية تفوز بجائزة نوبل للسلام، ناشطة سياسية قامت بدور كبير في تحفيز الانتفاضة الشعبية التي تهز اليمن منذ كانون الثاني/يناير الماضي مع بداية تحرك quot;الربيع العربيquot;.

ومنذ اذار/مارس الماضي نصبت هذه الصحافية الشابة التي تبلغ الثانية والثلاثين من العمر خيمة في ساحة التغيير، مركز حركة الاحتجاج في صنعاء، حيث تقيم مع زوجها هربا من ضغوط رجال نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي جاؤوا اكثر من مرة الى منزلها لإخافتها ومحاولة ردعها.

فهذه الساحة التي يعتصم فيها الاف الشباب تخضع منذ اذار/مارس الماضي لحماية العسكريين المنشقين عن الجيش اليمني.

قامت توكل المدافعة منذ سنوات عن حرية التعبير وعن حقوق النساء بدور أساسي في اندلاع حركة الاحتجاج الشعبي في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي في اليمن هذا البلد العربي المحافظ الذي تندر فيه مشاركة المرأة في الحياة السياسية.

فقد دعت توكل عبر الرسائل النصية الهاتفية الطلاب الى التظاهر تضامنا مع انتفاضتي تونس ومصر وتصدرت مسيرات التضامن التي قمعتها قوات النظام بعنف.

لكن هذه التظاهرات سرعان ما امتدت الى باقي مدن البلاد لتتحول الى انتفاضة شعبية بعد ان انضمت اليها احزاب سياسية وقبائل وجزء من الجيش.

واعتقلت توكل كرمان لفترة قصيرة في اخر كانون الثاني/يناير بسبب دورها في الدعوة الى التظاهرات.

وهذه المرأة الشابة الضعيفة البنية والام لثلاثة ابناء عضو في مجلس شورى حزب الاصلاح الاسلامي المعارض حيث تعرف بتصديها للتيار السلفي داخل هذا الحزب.

ولدت توكل عام 1979 في قرية مخلاف في محافظة تعز (جنوب شرق صنعاء) التي أعطت اليمن الكثير من المثقفين والناشطين السياسيين.

كان والدها عبد السلام كرمان، المعارض لنشاطها السياسي، يعتبرها المتمردة الوحيدة من بين كل ابنائه الكثيرين لكنها استطاعت في النهاية ان تقنعه بقضيتها وبالانضمام الى الثورة.

في البداية كانت توكل ترتدي النقاب شأنها شأن معظم نساء بلدها لكنها خلعته بعد ذلك واكتفت بارتداء الحجاب.

واثر اعلان فوزها بالجائزة قال والد توكل لوكالة فرانس برس quot;لقد أحسنت عملا واتمنى ان تكون هذه الجائزة فاتحة مرحلة جديدة في نضالهاquot;.

اسست توكل كرمان عام 2005 منظمة quot;صحافيات بلا قيودquot;. وهي حاصلة على ليسانس العلوم السياسية من جامعة صنعاء وتعد حاليا لرسالة الماجستير.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس من خيمتها في ساحة التغيير قالت توكل كرمان ان quot;هذه الجائزة انتصار للثورة اليمنية ولسلمية هذه الثورةquot; التي انطلقت في مطلع 2011.

واضافت quot;انها اعتراف من المجتمع الدولي بهذه الثورة وحتمية انتصارهاquot;.

وكانت توكل قالت في تصريح لقناة العربية الفضائية quot;انا سعيدة جدا، هذا التكريم هو لكل العرب والمسلمين والنساءquot;. واضافت انها تهدي الجائزة الى quot;كل نشطاء الربيع العربيquot;، مؤكدة ان الجائزة يفترض ان تمنح quot;الى الشعب اليمني المرابط في الساحاتquot;.

واضافت quot;لم اكن اتوقع ولم اكن اعلم بترشيحيquot;.

ايلين جونسون تسعى لولاية رئاسية ثانية في ليبيريا

تتعرض الين جونسون سيرليف والتي حازت الجمعة جائزة نوبل للسلام مكافأة على جهودها لإعمار بلادها بعد حروب اهلية استمرت 14 عاما، لانتقادات في بلادها.

والين سيرليف هي اول رئيسة دولة في افريقيا وتسعى للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة الثلاثاء.

وكانت سيرليف (72 عاما) دخلت التاريخ عندما اصبحت في العام 2005 اول امرأة تنتخب رئيسة لبلد افريقي يضم اربعة ملايين نسمة خلفت حروبا اهلية بين عامي 1989 و2003 فيه جروح كبيرة واوقعت نحو 250 الف قتيل ودمرت بنيته التحتية واقتصاده.

وحازت سيرليف الجمعة مع مواطنتها ليما غبويي واليمنية توكل كرمان جائزة نوبل للسلام 2011. واتت الجائزة مكافأة على quot;نضالهن السلمي من اجل ضمان الامن للنساء وحصولهن على حقوقهن للمشاركة الكاملة في عملية بناء السلامquot;.

وما ان تولت منصبها رسميا بدأت سيرليف التي لها اربعة ابناء وثمانية احفاد، عملية لاستمالة المؤسسات المالية الدولية التي تعرفها جيدا فهي خبيرة اقتصاد خريجة جامعة هارفرد عملت في الامم المتحدة والبنك الدولي.

تولت وزارة المال في عهدي الرئيس وليام توبمان ووليام تولبرت في ستينات وثمانينات القرن الماضي وهدفها هو شطب ديون البلاد وجذب المستثمرين لاعادة بنائه الامر الذي حققته جزئيا.

ولطالما كانت مكافحة الفساد وإدخال اصلاحات مؤسساتية عميقة في صلب برنامجها السياسي في اقدم جمهورية في افريقيا جنوب الصحراء اسسها زنوج اعتقوا وعادوا من الولايات المتحدة العام 1822.

هذا النضال الذي من خلاله لقبت ب quot;السيدة الحديدquot;، كلفها دخول السجن مرتين في ثمانينات القرن الماضي في عهد الرئيس سامويل دو.

الا ان المهمة امامها شاقة بسبب فضائح الفساد التي تنخر ليبيريا يضاف اليها الانقسامات العميقة الموروثة عن الحرب الاهلية التي ادت بين عامي 1989 و2003 الى سقوط نحو 250 الف قتيل.

جائزة نوبل التي حازتها الجمعة تؤكد الهالة الكبيرة التي تتمتع بها هذه المرأة التي لا تزال ترتدي اللباس الافريقي التقليدي، في الخارج. وتشكل كذلك دفعا قويا لها قبل الانتخابات الرئاسية المقررة الثلاثاء المقبل حيث هي مرشحة لخلافة نفسها.

اما في بلادها فيؤخذ عليها انها لم تف بوعودها على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي وخصوصا انها لم تنخرط كثيرا في إحلال المصالحة الوطنية.

فلقد تجاهلت حتى الان تقريرا للجنة الحقيقة والمصالحة يعود الى العام 2009 ورد فيه اسمها من بين الاشخاص الذين ينبغي الا يتولوا اي منصب رسمي خلال 30 عاما لانها من الذين دعموا زعيم الحرب السابق تشارلز تايلور الذي ترأس البلاد بين عامي 1997 و2003.

واقرت سيرليف انها دعمت في البداية تمرد تايلور ضد نظام سامويل دو في العام 1989 الذي أغرق البلاد في اول حرب اهلية الا انها اصبحت بعد ذلك وعلى ضوء جرائم تايلور، أحد ألدّ أعدائه.

وأعلنت بعيد صدور التقرير أنها ستترشح لولاية ثانية بعدما كانت أكدت أنها لن تقدم على هكذا خطوة.

ولتبرير هذا التحول اكدت أنها ترغب في مواصلة خطة الاعمار لان امام بلادها quot;طريقا طويلاquot; مع انها قالت انها quot;نجحت في تحسين الكثير من البنى التحتيةquot;.

فقد رمّم نصف الطرقات المحيطة بمونروفيا وعادت المياه الجارية الى العاصمة فيما عاد التيار الكهربائي الى احياء عدة منها. الا ان البطالة تطال 80 % من السكان الذين يعيش جزء كبير منهم في فقر مدقع.

وقالت لانسانا غبيري المحللة المتخصصة بشؤون افريقيا الغربية والتي عرفت ايلين جونسون سيرليف خلال منفاها في ابيدجان quot;المشكلة التي يجب أن تواجههاquot; هي المصالحة خصوصا بين الذين لم يغادروا يوما القارة وquot;النخبةquot; سليلة quot;الزنوجquot; الذين عادوا لتأسيس ليبيريا.

وختمت تقول quot;يبدو أنها لا تتمتع بالشعبية في بلادها. إعادة انتخابها التي أتمناها، ليست مضمونةquot;.

غبويي داعية سلام ليبيرية وقفت في وجه الحرب في بلادها

lrm;الليبيرية ليما غبويي التي حازت الجمعة جائزة نوبل للسلام 2011 هي ناشطة من دعاة السلام ساهمت في وضع حد للحرب الاهلية التي مزّقت بلادها حتى العام 2003.

وقد لقبت هذه المرأة القصيرة القامة اسم quot;ريدquot; (الصهباء) بسبب لون بشرتها الفاتح على ما قالت في كتاب سيرة ذاتية أصدرته في ايلول/سبتمبر.

الا ان هذه المرأة الاربعينية التي تنتمي الى اتنية كبيليه حازت لقبا آخر منذ سطرت انجازات في حركات المقاومة السلمية، وهو quot;المحاربة من اجل السلامquot;.

في مواجهة شرور الحروب لجأت ليما غبويي الى الصلاة. وحثت نساء بلادها على ان يفعلوا مثلها، وهذا ما قمن به من دون اي تمييز بين الديانات وهن يرتدين الابيض.

وراحت هذه الحركة تتسع خلال النزاع وصولا الى الاضراب عن ممارسة الجنس، ما حمل نظام الرئيس تشارلز تايلور الى ضمها الى مفاوضات السلام.

ويقول ناتان جايكوبز الموظف الرسمي البالغ 45 عاما ان ليما غبويي quot;ليست شجاعة فحسب بل اكثر منذ ذلك بكثير. فقد واجهت +عاصفة+ تشارلز تايلور وارغمته على ان يسلك طريق السلام في حين اننا نحن الرجال في غالبيتنا، كنا نهرب لنكون بامانquot;.

فبعدما تمرد على نظام الرئيس الليبيري سامويل دو في كانون الاول/ديسمبر 1989، استولى تشارلز تايلور في غضون اشهر قليلة على غالبية انحاء البلاد وانتخب رئيسا العام 1997.

لكنه واجه بدوره تمردا مسلحا واضطر الى مغادرة الحكم والبلاد في 2003 بضغط من المتمردين والمجتمع الدولي.

بصفتها عاملة اجتماعية قابلت ليما غبويي يوميا خلال الحرب أطفالا جندوا بالقوة فأدركت ان quot;الطريقة الوحيدة لتغيير مجرى الامور تكمن بأن ننتفض نحن النساء وامهات هؤلاء الاطفال وان نسلك الطريق الصحيحquot;. غبويي لديها ستة اطفال وتقيم منذ العام 2005 في غانا.

وتوضح في فيلم وثائقي حول نضال quot;ليبيريات من اجل السلامquot;، quot;ما من شيء يبرر ما قاموا به حيال اطفال ليبيرياquot; من حقنهم بالمخدرات وتسليحهم وتحويلهم الى آلة للقتل.

وكتبت في سيرتها الذاتية ان نضال quot;الليبيريات من اجل السلامquot;، quot;ليست قصة حرب تقليدية. بل انهن شكلن جيشا ضم نساء ارتدين الابيض ووقفن عندما لم يكن احد يجرؤ على ذلك، من دون خوف لان افظع الامور التي يمكن ان يتصورها المرء كانت قد حصلت لناquot;.

واضافت quot;بهذه الطريقة استمدينا القوة المعنوية والمثابرة والشجاعة لنرفع صوتنا عاليا ضد الحرب واعادة التعقل الى بلادناquot;.

ليما غبويي التي اسست او ادارت عدة منظمات نسائية كانت عضوا في لجنة الحقيقة والمصالحة. واتى مسارها الحافل هذا خلافا للتوقعات اذ انها كانت طفلة ضعيفة البنية لا تقاوم الامراض فاصيبت بالحصبة والملاريا والكوليرا وغالبا ما كانت تتمنى quot;ان ينعم عليها الله بالصحةquot; في اعياد نهاية السنة.