السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير في صورة أرشيفية

أكّد مصدر خليجي وثيق الصلة بدوائر صنع القرار في مجلس التعاون، أن محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن يتحمّله رأس النظام المرشد الأعلى علي خامنئي، وأضاف المصدر في حديث لـquot;إيلافquot; أن ازدواجية مواقف أجنحة النظام الإيراني بعيدةعن أن تتحقق في حدث كهذا.


يوسف الهزاع من الرياض: قال مصدر خليجي إن دول الخليج والمملكة العربية السعودية خصوصاً لطالما اعتبرت أن علاقات الجوار يجب أن تطغى فوق كل ما دونها من منغصات قد تودي بمستقبل المنطقة.

واعتبر المصدر quot;أن محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير هي مسؤولية يتحملها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، وقال إن صراع الأجنحة في النظام الإيراني وتباين توجهاتها في بعض المواقف لا يمكن أن يتحقق في أمر كهذا أبداًquot;.

وأضاف quot;ربما سمعنا كثيراً من التصريحات ورأينا بعض المواقف الإيرانية التي كانت تلطفها المملكة وتعتبرها استفزازية، لكن هذا الحدث لا يمكن وصفه بأقلّ من أنّه عمل عدوانيquot;.

وأوضح المصدر quot;نحن لا نفترض الحرب كما يتردد حالياً في بعض التحليلات السياسية وفي وسائل إعلام عالمية، ورسالتنا دائما هي السلام، لكن دول الخليج وفي مقدمتها السعودية مجبرة على إعادة تقييم العلاقات مع إيرانquot;، وختم المصدر تصريحه لـquot;إيلافquot; quot;الجهود السعودية التي بذلتها وتبذلها نحو علاقات حسنة مع إيران لم تثمر عن شيء يعزز من الثقة بالمواقف الإيرانيةquot;.

واشنطن تحاول تعبئة العالم للضغط على طهران بعد المؤامرة ضد السعودية
توقعات بتصاعد حدة التوتر الإقليمي رغم تفادي مخطط إغتيال السفير السعودي
نجاح المؤامرة الإيرانية المفترضة كان سيفجّر نزاعاً في المنطقة
طهران تنفي علاقتها بالمخطط وتصفه بـlaquo;المؤامرة الشيطانيّةraquo;
إتهام إيرانيين اثنين بـquot;التآمرquot; لاغتيال السفير السعودي في واشنطن

ولم تصدر السعودية بياناً رسمياً حتى ساعة إعداد التقرير، إلا أن السفير السعودي السابق في واشنطن الأمير تركي الفيصل قال في تصريح بثته quot;رويترزquot; إن quot;هناك أدلة تدين إيران، ولا بد من أن هناك أحدا سيدفع الثمنquot;.

ووصفت إيران الاتهامات الأميركية لها بالتورّط في مخطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن بـquot;المؤامرة الشيطانيةquot;، وذلك في رسالة إلى الأمم المتحدة نشرت الثلاثاء.

وكتب السفير الإيراني في الأمم المتحدة محمد خزاعي في رسالة الى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون أن quot;إيران تدين بأشد وأقسى عبارات الإدانة هذا الاتهام المشين من قبل السلطات الأميركية، وتعتبره بمثابة مؤامرة شيطانية، تندرج تمامًا في سياق سياستها المعادية لإيرانquot;.

من ناحيته، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الاربعاء إن الاتهامات الاميركية quot;لعبة صبيانيةquot; لتحويل انتباه الرأي العام الأميركي. ونقلت وكالة الانباء الإيرانية مهر ووسائل إعلام أخرى عن لاريجاني قوله إن quot;الاميركيين أطلقوا افتراء غبيًا، ويريدون تحويل الانتباه بعيدًا عن مشاكلهم في المنطقةquot;.

واضاف لاريجاني quot;اطلقوا كثيرًا من الصخب بأنهم اعتقلوا أشخاصًا يريدون نسف السفارة السعودية (...) ولكنهم هم أنفسهم يدركون أنهم بدأوا لعبة أطفالquot;. وتابع quot;ربما يريدون افتعال أزمة ومشكلات بين بلدان المنطقةquot;، مؤكدًا quot;لدينا علاقات طبيعية مع السعوديين، وليس ما يدفع إيران إلى القيام بتلك الأفعال الصبيانية التي تحدثوا عنهاquot;.

وكان علي أكبر جوانفكر المستشار الإعلامي للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال في أول تعليق رسمي إيراني على الاتهامات الأميركية لطهران بالتورط في مخطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير quot;إنه سيناريو مفبرك لتحويل انتباه الرأي العام الأميركي عن المشاكل الداخلية في الولايات المتحدةquot;.

وكان وزير العدل الاميركي اريك هولدر أعلن الثلاثاء اتهام إيرانيين اثنين بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، في إطار quot;مؤامرة خططت لها، ونظمتها وأدارتهاquot; إيران.

وقال هولدر في مؤتمر صحافي إن منصور عرببسيار وغلام شاكوري متهمان بالمشاركة في هذه المؤامرة quot;بقيادة عناصر في الحكومة الإيرانيةquot;. وقالت وزارة العدل الأميركية في بيان إن الإيرانيين ملاحقان خصوصًا بتهمة quot;التآمر لقتل مسؤول أجنبيquot; وquot;استخدام سلاح دمار شامل (متفجرات)quot; وquot;التآمر بهدف ارتكاب عمل إرهابي دوليquot;.

و كشف هولدر، بحسب مكتب التحقيقات الفدرالي (أف.بي.آي) ومسؤولين في وزارة العدل الأميركية، أن الخطة تستهدف السفير السعودي بالاغتيال والقيام بتفجيرات في مقري السفارتين السعودية والإسرائيلية في الأرجنتين، وفق ملف التحقيقات الأولية الذي اشتمل على بعض التفاصيل على العملية التي أطلقت عليها السلطات الأميركية عملية quot;الحلف الأحمرquot;.

quot;الحلف الأحمرquot; بدأت في أيار/مايو الماضي حين اتصل الأميركي من أصل إيراني، منصور أرباب سيار (56)، بشخص أميركي يعمل مخبراً في جهاز مكافحة المخدرات الأميركي، طالباً المساعدة للتواصل مع مجموعة تهريب مخدرات مكسيكية بهدف اغتيال الجبير.

ووفقاً للتحقيقات فقد أبلغ المخبر مرجعيته و بدأت ملاحقة أربابسيار، فاعترف بعد اعتقاله أن مسؤولين إيرانيين، وبينهم قريب له يعمل ضابطاً في الجيش، هم على رأس خطة الاغتيال في واشنطن والتفجير بمساعدة قوة عمليات خاصة في الحرس الثوري الإيراني، وقد يكون أحد عناصر الخطة إيراني آخر ما زال هارباً، وكان شريكا اسمه علي غلام شكوري، الذي يعتقد أنه في إيران حالياً.

وشملت الدعوى، إلى جانب أربابسيار وشريكه الهارب، إيرانيين آخرين يعتقد أنهم من quot;فيلق القدسquot; ومتورطون معهما في مخطط الاغتيال، وهم: قاسم سليماني وحامد عبد اللاهي وعبد الرضا شهلاي ممن تم تجميد أرصدتهم في الولايات المتحدة مع أربابسيار، وشكوري.