يرى الكثير من العراقيين أن انسحاب القوات الأميركية من بلادهم قد لا يوقف العنف.
رحيل القوات الأميركية قد لا يوقف العنف في العراق |
بغداد: تزداد القناعة لدى العراقيين خصوصا بعد سلسلة الانفجارات التي ضربت مدينة الصدر مساء الخميس واودت بحياة 18 شخصا، ان انسحاب القوات الاميركية من العراق قد لا يوقف موجة العنف المتواصلة بسبب عدم قدرة قوات الامن على مواجهة الفلتان الامني المستشري.
وذكر مصدر في وزارة الداخلية ان quot;الحصيلة النهائية لضحايا الانفجارات التي وقعت مساء الخميس في مدينة الصدر، بلغت 18 قتيلا و43 جريحا بينهم عدد كبير من النساء والاطفالquot;.
واشار الى انفجار ثلاث عبوات ناسفة على التوالي في المنطقة المحيطة بسوق الحي الشعبي وسط مدينة الصدر، شرق بغداد.
وخيم الحزن على مدينة الصدر، ذات الغالبية الشيعية غرب بغداد، التي شيعت في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (اكرر الجمعة) ضحايا الانفجارات.
وقال عبد العزيز سلطان (36 عاما) احد العاملين في مكتب مسؤول في التيار الصدري quot;توجه الجميع وبينهم اخي، الى موقع الانفجار الاول لانقاذ الضحايا بعدها وقع انفجار ثان فقتل اخي عبد الرحمن (21 عاما)quot;.
واستذكر عبد العزيز بألم حديثه مع شقيقه عبد الرحمن الذي قضى وستة اخرين من نفس الحي الذي يعيش فيه اضافة لاصابة نحو عشرين اخرين جراء الانفجار.
ويرى عبد العزيز ان quot;قوات الامن غير قادرة على حماية الناس وعلى الجهات الحكومية ان تعمل بجدquot; اكثر لوقف موجة العنف.
واشار الى ان اطلاق تصريحات كثيرة، بعضها يقول ان اسباب الانفجار طائفية وبعضها الاخر يقول انها مفتعلة، كما سيقول اخرون انها جهات تسعى لابقاء القوات الاميركية في العراق، الا ان النتيجة تؤكد مواصلة اعمال العنف.
من جانبه، اكد الطبيب احمد مجيد من مستشفى الشهيد الصدر في مدينة الصدر، ان quot;المستشفى استقبل ثمانية قتلى واكثر من عشرين جريحا وانطلق الجميع لانقاذ الجرحىquot;.
وقال محمد نصار (16 عاما) وهو طالب في الصف الثاني متوسط، فقد ساقه اليسرى جراء الانفجار من على سريره في المستشفى quot;كنت اقف قرب موقع الانفجار الاول وحاولت الهرب الى البيت لكن انفجارا ثانيا وقع بعدها ووجدت نفسي على فراش المستشفى وقد بترت ساقيquot;.
وقال حيدر صباح (30 عاما) وهو يرقد في سريره في المستشفى، quot;اصبت بجروح في كتفي ورجلي اثر الانفجار الثاني الذي وقع لدى تجمع الناسquot;.
ويرى ثامر خالد (36 عاما) وهو عامل باجر يومي، فقد ابن عمه محمد (12 عاما)، ان quot;القوات الامنية قادرة على حفظ الامن لكن المشكلة بناquot; وتابع quot;لا نفعل شيئا لوقف العنف، الخلل بينناquot; في اشارة لعدم التعاون مع قوات الامن.
وتتزامن هذه الهجمات مع اقتراب موعد انسحاب القوات الاميركية المقرر نهاية كانون الاول/ديسمبر المقبل، وفقا للاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن.
وتعد اعمال العنف التي شهدتها العاصمة بغداد خلال اليومين الماضيين، الاكثر دموية منذ الاعتداء الذي استهدف مسجدا في 28 اب/اغسطس الماضي موقعا 28 قتيلا.
وردا على تكرار الهجمات قال احمد الصافي ممثل المرجع الكبير اية الله علي السيستاني في خطبة صلاة الجمعة في مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة، امام مئات المصلين quot;هناك عمليات ارهابية تزداد واغتيالات وايادي ذكية (...) وتحصد ارواحا كثيرة وعمليات ارهابية تدل على تدريب ودرجة عالية من الاستعداد لارباك الوضع الامنيquot;.
وخاطب المسؤولين قائلا quot;هل هناك استعداد بالمقابل عند الاجهزة الامنية ام لا ؟quot; وتابع quot;الى هنا نقول يكفي لا بد ان نصل لحلquot; لوقف العنف.
بدوره، دعا رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي الاجهزة الامنية الى quot;اخذ دورها الحقيقي والفاعل من اجل وضع حد لهذا المخطط الاجرامي البشع والذي يهدف الى زعزعة الامن وبث الرعب وتكريس الفكر الطائفي وتمزيق النسيج الاجتماعي العراقي.
ورغم انخفاض معدل الهجمات في عموم العراق، لكنها ما زالت مستمرة في عموم العراق.
وقتل خلال الاشهر التسعة الماضية من العام الحالي ما لا يقل عن 2045 شخصا واصيب نحو 3270 اخرين بجروح، جراء اعمال عنف في عموم البلاد، وفقا لمصادر رسمية.
التعليقات