السعودية أرسلت أكثر من 120 ألف طالب ضمن مشروع الابتعاث إلى دول مختلفة

يعاني الطلاب السعوديون المبتعثون في ألمانيا الأمرّين من ملحقية بلادهم بسبب ما يقولون إنه إهمال وعدم تواصل معهم وتأخير في صرف مكافآتهم، بينما لم تجد رسائلهم العديدة ومطالبهم إلى الملحق الثقافي آذان صاغية، مما يضطرهم إلى اللجوء إلى الصحف لعل معاناتهم تصل إلى المسؤولين.


الرياض: يشكو الطلاب السعوديون في دول الإبتعاث من ملحقيات بلادهم الثقافية، التي لا تخلو من إهمال الطلاب والتضييق عليهم، رغم أنها الملاذ الوحيد لهم وللمسؤولين عنهم في تلك الدول.

وبعد مشكلة منع الملحقية الثقافية في بريطانيا وإيرلندا للانتخابات في الأندية الطلابية السعودية، ثم معاناة طلاب أميركا مع ملحقية بلادهم، التي لم تحل مشكلاتها معهم حتى الآن، رغم الحملة التي دشّنوها لتغيير المواقع، ظهرت إلى السطح الآن معاناة المبتعثين في ألمانيا.

ويشكو الطلاب السعوديون في ألمانيا من إهمال الملحقية لهم، وعدم سعيها إلى التعاون معهم. وفي حديث quot;لإيلافquot; مع ممثل الطلاب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، قال: quot;لا يتجاوب معنا الملحق الثقافي، وإن تجاوبيكون بالرد على الاتصالات، وليس بحلول عملية على أرض الواقعquot;.

وأكد أنه لا يوجد لديهم تأمين طبي، على غرار باقي دول الإبتعاث، في الوقت الذي تواصلت فيه quot;إيلافquot; مع الملحقية حول شكوى الطلاب، ولم تعلق لا بالنفي أو الإيجاب.

وأشار الطالب إلى أن بدل السكن لا يكفي لاستئجار سكن مع تأثيثه أثاثًا بسيطًا جدًا لعائلة مكوّنة من أب وأم وطفلين، موضحًا أنه يحتاج7500 يورو على الأقل، تتوزع بين750 لإيجار أول شهر، و1500عمولة مكتب العقار،و1500 تأمين، و4000 أثاث.

وتابع: quot;هذا غيض من فيض، فلا يوجد من يحمينا هنا من القوانين الألمانية ولا ممثلين ولا أندية طلابية ولا أي اهتمام، مع أن الملحقية تقوم بخدمة أكثر من دولةquot;.

وعن مسؤولية المشرفين تجاههم، حيث من المعروف أن يكون لدى كل مجموعة من الطلاب مشرف أو مشرفة عليهم، قال: quot;نحن لا نعرفهم أساساً، وقد عرفنا بالصدفة أنهم تغيروا نظراً إلى تأخر بعض المعاملات، وعند السؤال علمنا أن هناك تغييرات في المهامquot;.

وأضاف إن الملحقية لا تحاول حلّ المشكلات، التي تواجههم في التأشيرة أو الانتقال من معهد إلى آخر وغيرها من المشكلات، وأنهم يطلبون منهم أن يحلوها بأنفسهم بالتواصل شخصيًا مع حكومة الولاية أو يتجاهلون وجود المشكلة، ويكون ردهم دائمًا quot;لم يصلنا شيءquot;.

وبخصوص بعض العوائق التي يواجهونها في ألمانيا مضى يقول: quot;في ولاية بادن فوتينبيرج تم تغيير قانون إصدار رخصة مزاولة المهنة أكثر من3 مرات في خلال4 شهور فقط وتعقيدها، وقد ظننا أنه تغيير عام في القوانين، ولكن اكتشفنا أنه خاص بالسعوديين فقط.

أما الأجانب من الجنسيات الأخرى، ومنها عربية، فلا يتم تعقيد أوراقهم، ويتم إصدار الرخصلهمبسرعة، وعندما طلبنا من الملحقية التدخل تعلّلت الموظفة المسؤولة بأننا لا نستطيع التحكم في قوانين البلد، والملحق اعتذر بعدم التدخلبسبب غياباتفاقيات مع الحكومة في الولاية!quot;.

في صورة أخرى من أوجه معاناة الطلاب، يلفت أحدهم إلى أنهم لا يحصلون على رواتب من المستشفيات، حيث تشترط المستشفيات دفع رواتب لكل الأطباء، في حين يأخذ الطلاب في باقي دول الإبتعاث رواتب، وتدفع ملحقية بلادهم للمستشفى، quot;وبهذا عند إبرام العقد مع المستشفى يكون هناك راتب معين في خانة الراتب الشهري، وهذا النظام غير متبع في ألمانياquot;.

ويضيف: quot;حتى إن اشترطت المستشفى صرف راتب للمبتعث على غرار باقي الدول ، ترفض الملحقية، وتصرّ على إيجاد قبول ثان في مكان آخر، وهذا من أكثر الأشياء التي نعانيها، حيث إننا عندما نوقع العقود مع المستشفيات في ألمانيا، يكتب في خانة الراتب الشهري (صفر)، وطبعًا بهذا الراتب لا يوجد أي شركة تسمح بالتقسيط، ولا يمكننا أن نشتري سيارة أو أثاث منزل أو أي شيء بالتقسيط، وحتى عندما نريهم ورقة الضمان المالي المكتوب في داخلها الراتب، لا ينظرون إلى طلباتنا، ويتحججون بأن الملحقية ليست جهة عمل يمكن الرجوع إليها والاعتماد عليها، وهذا من أبسط حقوقهمquot;.

رغم كل تلك المعاناة، تم تأجيل الاجتماع السنوي المقرر لمقابلة الملحق والسفير، بسبب قلة التجاوب وقلة العدد، وفق ما يؤكد الطلاب، وبعدها حددوا موعدًا للاجتماع، تلاه إلغاء آخر، قبل أن يتم إلى أجل غير مسمى quot;بحجة كثرة الأعداد المسجلةquot;.

وكان الطلاب أرسلوا بريدًا إلكترونيًا للملحق الثقافي، يشكون فيه مما يعانونه من عدم وجود أندية طلابية تخدم المبتعثين، وعدم وجود جهة دفاعية فاعلة تدافع عن حقوقهم تجاه القرارات الألمانية كباقي دول الإبتعاث، وكما هو حاصل مع ملحقيات دول أخرى في ألمانيا، وعدم وجود اهتمام بالمستجد وعدم دعمه ماديًا، كالاستقطاع من المكافأة الشهرية، وعدم وجود عقود واضحة مع المستشفيات للتدريب.

يجعل ما سبق quot;مسألة التعامل مع البلديات صعبة، ومع السكن معقدة، ومع البنوك مستحيلة، ناهيك عن عدم اعتراف الكثير من الجهات والمؤسسات بالضمان المالي والطبي الخاص بالملحقية السعودية، إضافة إلى صعوبة التواصل مع بعض المشرفينquot;.

ويرى الطلاب أن أفضل حلّ لمشكلاتهم هو تغيير الملحق الثقافي، وتعيين ملحق آخر يعرف الأنظمة، وإنشاء ناد للطلبة السعوديين، مع العلم أنه تعذر على الملحقية إنشاؤه، في وقت احتفل في أميركا بافتتاح النادي المائة للطلبة قبل فترة وجيزة، كما يطالبون بزيادة عدد المشرفين الدراسيين، ووجود خط ساخن بين المبتعثين والملحقية، إضافة إلى وجود محام خاص بالطلبة.