يحاول تنظيم القاعدة تحسين صورته من خلال توزيع المساعدات على المنكوبين في الصومال.


القاعدة تنشط في المناطق المكنوبة وغير المستقرة

تنظيم القاعدة ليس معروفا بأعماله الخيرية، ولكنه في الصومال بدأ نشاطا جديدًا هو توزيع المساعدات الانسانية. ففي مشهد غريب وقف رجل ملثم وسط مخيم مزدحم بالجياع ليعلن انه جاء الى الصومال بالاصالة عن ايمن الظواهري زعيم القاعدة وان التنظيم يريد ان يساعد ضحايا المجاعة.

وقال الرجل الذي نفسه باسم عبد الله المهاجر quot;اننا نتابع وضعكم من يوم الى آخر ايها الأخوة والأخواتquot;.

وقال شهود وصور فوتوغرافية سجلت المشهد ان عبد الله المهاجر كان محاطا بمسلحين ملثمين يرتدون ملابس بيضاء كتلك التي يرتديها العاملون في منظمات الاغاثة. واشرف المهاجر على توزيع كميات من الحبوب في شوالات كتُبت عليها عبارة تقول quot;حملة القاعدة الخيرية باسم الشهيد اسامة بن لادن لاغاثة المتضررين بالجفافquot;.

واللافت ان عبد الله المهاجر ابيض البشرة مما كان يظهر من وراء كوفيته في بعض الأماكن وانه يتقن الانكليزية كأهلها ولكن بلكنة اميركية. ونقلت صحيفة وقال المهاجر quot;ان الأخوة في القاعدةquot; جاءوا بكميات من الحبوب والحليب المجفف والتمور لضحايا المجاعة وان الظواهري ارسله الى الصومال برسالة تحية وتعاطف.

واعلن المهاجر امام الصوماليين الذين تجمعوا حوله quot;انكم دائما في افكارنا وصلواتنا رغم آلاف الكيلومترات التي تفصل بينناquot;. وأكد شهود عيان ان هذا المشهدد تكرر أكثر من مرة.

والمعروف ان اشد المناطق تضررا بالمجاعة تقع في الغالب تحت سيطرة جماعة الشباب التي اعلنت مبياعة القاعدة ومنعت الموسيقى وكرة القدم وحمالات الصدر وحتى منظمات الاغاثة الغربية من العمل وقت الجفاف والمجاعة. وتتحصن الحكومة الانتقالية الصومالية في العاصمة مقديشو ذات المباني المخرمة بالرصاص ، والمطوقة بمقاتلي جماعة الشباب من كل الجهات تقريبا.

ويقع مخيم المنكوبين الذي تديره جماعة الشباب على اطراف مقديشو حيث تديره الجماعة كما يُدار السجن عمليا. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن شهود عيان ان عناصر دماعة الشباب كانوا يجبرون الناس على النزول من الحافلات ويقودونهم الى مخيمهم تحت تهديد السلاح. وان الصور التي هربتها منظمات انسانية تبين هياكل عظمية لأطفال تشققت بشرتهم وبانت اظلاعهم.

وطاف عبد الله المهاجر في المخيم مع قياديين من جماعة الشباب اثنى على quot;عملهم في ظروف بالغة الصعوبةquot;.

وأثار هذا النشاط الجديد تساؤلات عما آل اليه تنظيم القاعدة هذه الأيام. أهو فكرة يستطيع كل من يريد ان يدعي الانتماء اليها أم جماعة منظمة مركزيا ترسل مبعوثين في مهمات دعائية الى اماكن مثل الصومال وهل ان شخصية المهاجر الغامضة حقا تمثل القاعدة أم تدعي تمثيلها؟

لا ريب في ان تنظيم القاعدة ينشط في الصومال حيث فقد عددا من اكبر قيادييه مثل فضل عبد الله محمد وصالح علي صالح نبهان. وان بعض الاميركيين ذهبوا الى هناك للقتال مع جماعة الشباب مثل عمر حمامي الذي نشأ في الباما. ويؤكد مسؤولون صوماليون ان تنظيم القاعدة يعمل يدا بيد مع جماعة الشباب وان توزيع الأغذية عمل دعائي.

وقال وزير الاعلام الصومالي عبد القادر حسين محمد quot;انهم يريدون ان يستغلوا الجياع لتجنيد الأطفالquot;. واعرب عدة صوماليين من سكان مقديشو تحدثوا لصحيفة نيويورك تايمز عن استيائهم. وقال الطالب الجامعي عبد الله ياسين ان توزيع الأغذية quot;مهزلةquot; واضاف ان سياسة جماعة الشباب المستوحاة من ممارسات تنظيم القاعدة في منع منظمات الاغاثة الغربية وفرض نفسها على السكان هي التي سببت المجاعة اصلا.