جنود أميركيون يلعبون البوكر في إحدى قواعدهم قرب بغداد استعداداً للرحيل

فيما أعلن اليوم عن مباحثات رباعيّة عراقيّة سعوديّة تركيّة إيرانيّة تحتضنها بغداد قريباً لبحث مشاكل المنطقة، فقد أكّد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أن من يوفرون الملاذات الآمنة والأسلحة للإرهابيين quot;موجودون بينناquot; وأشار إلى أن المسلحين كانوا يأتون من دول عربية لكنهم الآن من الشباب العراقي لكنه انتقد الاعتقالات بالجملة التي تنفذ بعد كلّ تفجير.


أكّد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وهو رئيس حركة تجديد ضمن القائمة العراقية أن الأمن مسؤولية الجميع وأنه عندما ينتقد إدارة الملف الأمني فإنه ينتقد نفسه في الوقت ذاته أيضاً متسائلاً quot;من يقدم الملاذات الآمنة للمجرمين والقتلة؟.. هم موجودون بيننا.. ومن الذي وفر لهم هذه المحاضن والملاذات الآمنة للتحرك؟ ومن وفر لهم المتفجرات؟quot;.

وأضاف خلال كلمة له في المنتدى السياسي الرابع للحركة quot;في السابق كان المسلحون عربا يأتون عن طريق هذه الدولة أو تلك لكن اليوم هم شبابنا ويجب على الآباء أن يتابعوا أبناءهم وأن لا يتركوهم عرضة للانجراف مع التيارات المشبوهة وهذه مسؤولية مشتركة بين الآباء وبين الجهات الرسمية التي عليها أن تستوعب الطاقات الشبابية وتوجيهها نحو الوجهة الصحيحةquot;.

وشدد على انه quot;لا حياة للعراق في ظل العنف والإرهاب لذلك ينبغي أن تتوقف دورة العنف والإرهاب في العراق وquot;أن ننصرف إلى التنمية والإعمار وأن تكون لنا ولأجيالنا القادمة حياة أفضل أما الإرهابي الذي أتى عن طريق العقيدة والإسلام فهذا ليس هو الدين.. ليس في الإسلام الا السلام والمودة وقبول الآخر والتعايش الأخوي هذا هو الدين الذي عرفناهquot;.

وأشار الى أن التعامل مع الهجمات والاعتداءات بأقصى درجات الحزم أمر مطلوب بحزم لكن هذا الحزم يجب ان يكون مقرونا بالمسؤولية والموضوعية وليس المقرون بالانتقام الجماعيquot;.

وأضاف أن التفجيرات التي شهدتها مدينة الصدر والهجمات التي سبقت ذلك على مراكز الشرطة قبل ايام تستدعي فعلا تحرك الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة والقبض على الجناة الحقيقيين وتقديمهم للعدالة. هذا كله صحيح لكن لا ينبغي أن تكون ردة الفعل عاطفية فيتم إلقاء القبض على البريء وغير البريء ولا نراعي في هذه المسألة حرمة الإنسان العراقي وحياته وحريته التي كفلها الدستور في الباب الثاني منه هذا غير مقبول وغير معقولquot;.

وقال الهاشميquot;وصلتني معلومات تشير إلى أن هناك اعتقالات بالجملة حصلت في عدد من مناطق بغداد منها منطقة الكيارة وهذا الكلام غير مقبول وغير معقول.. لذلك فإن ردة الفعل ستكون سلبية عندما نعمل بهذه الطريقة في معالجة كل خرق امني يحصل فنحن بشكل غير مباشر نعمل على مفاقمة الوضع الأمنيquot;.

واكد ان quot;التحرك بحزم مطلوب لكن ينبغي أن يكون بناء على معلومات حقيقية وموثقة لا أن نتعامل مع كل من يلقى القبض عليه باعتباره مجرما وإرهابياً قبل تقديمه للقضاء فهذا لا يجوز لان تدمير الشخصية العراقية جزء من الخلل الذي نواجهه اليوم وتبقى القاعدة القانونية ان المتهم بريء حتى تثبت إدانته ويعامل بمنتهى الاحترام والتقدير وإن ثبت انه متورط بأعمال مخالفة للقانون فإن قانونا لا يرحم وهذا يكفيquot;.

وجاء انتقاد الهاشمي للاعتقالات العشوائية اثر اعلان السلطات العراقية الخميس اعتقال 306 أشخاص في اطار حملة مداهمات على خلفية تفجيرات في بغداد التي اودت بحياة 23 شخصا واصابة العشرات بجروح مختلفة اضافة الى العثور على كميات من الاعتدة والاسلحة ومواد شديدة الانفجار خلال عمليات التفتيش.

وتشهد العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الأخرى منذ شهر آذار (مارس) الماضي تصعيداً بأعمال العنف التي أودت بحياة العشرات بينهم عدد من الضباط ومسؤولون حكوميون في وقت تعيش فيه البلاد خلافات سياسية وعدم الاتفاق على أسماء الوزراء الذين سيتولون إدارة الحقائب الأمنية حتى الآن.

وتتصاعد التفجيرات التي تشهدها بغداد ومحافظات اخرى خارجها قبل أسابيع من اعتزام القوات الأميركية الانسحاب من العراق وظهور خلاف بين النخبة السياسية العراقية وواشنطن بشأن ما إذا كان يمكن لجنود أميركيين البقاء كمدربين.. فبغداد ترفض منح أي حصانة قانونية للقوات الأميركية بينما تقول واشنطن إن هذا يعني عدم التوصل إلى اتفاق.

وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الأسبوع الماضي إن قوات أميركية ستبقى في إطار بعثة صغيرة تابعة لحلف شمال الأطلسي أو كجزء من برنامج تدريب عسكري قائم فعلا تابع للسفارة الأميركية من شأنه منح القوات الأميركية حماية قانونية واشار الى أن العراق يحتاج لحوالي 3400 جندي وهو العدد الذي اقترحته الولايات المتحدة.

وأعطى القادة السياسيون العراقيون الضوء الأخضر للمالكي للتفاوض لكن دون حصانة وهي قضية حساسة كانت ستتطلب مساومات صعبة داخل حكومته الهشة وهزيمة محتملة في البرلمان. وبعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب التي قادتها الولايات المتحدة والتي أطاحت بالرئيس العراقي السابق صدام حسين يوجد 41 ألف جندي اميركي في العراق أغلبهم من القوات التي تقدم المشورة للقوات العراقية منذ إنتهاء العمليات القتالية في العام الماضي.

وتمثل الحصانة للقوات الأميركية قضية حساسة لكثير من العراقيين الذين يتذكرون الانتهاكات التي ارتكبها جنود ومتعاقدون أميركيون خلال أسوأ سنوات الحرب لكن جنودا أميركيين في دول أخرى تكفلهم الحماية القانونية نفسها التي تريدها واشنطن في العراق.

مباحثات رباعية عراقية سعودية إيرانية تركية في بغداد

إلى ذلك، أعلن في بغداد اليوم عن مباحثات رباعية عراقية سعودية تركية إيرانية قريبة تحتضنها بغداد لبحث مشاكل المنطقة. وقال المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية عباس العامري إن رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي الذي يزور العاصمة السويسرية لحضور مؤتمر البرلمانات العالمية عقد اجتماعاً اليوم مع رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني حيث اتفقا على عقد حوار رباعي في بغداد بين قوى المنطقة المتمثلة بالعراق وإيران والسعودية وتركيا.

وأضاف العامري أن النجيفي هو صاحب المبادرة مشيراً الى انه في خطوة عملية أولى سيجري اتصالات مع مجلس الشورى السعودي ورئيس البرلمان التركي الجديد متوقعاً أن quot;يتم طرح المشاكل التي تشهدها المنطقة ووضع استراتيجية لحلها خلال هذا الاجتماع الرباعي كما نقلت عنه quot;السومرية نيوزquot;.

وأوضح أن النجيفي طرح استضافة العراق للقاء بين رئاسات برلمانات الدول الأربع لتستمر استضافتها بشكل دوري في الدول الثلاث بهدف معالجة القضايا الطارئة. واشار الى ان هذه المبادرة هي بداية لتشكيل اتحاد يضم القوى المؤثرة لتكون مركزاً لبحث المستجدات كافة ليس على صعيد المشاكل وما يستجد منها إنما على صعيد تطوير العلاقات والتعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين دول المنطقة.

ونقل العامري عن رئيس مجلس النواب العراقي قوله إن quot;العراق بات يدرك اليوم أنه يملك القدرة على إدارة الأزمات الخانقة من خلال الحوار وليس التشنج والتصعيد في المواقفquot;. وكان النجيفي اعلن في العشرين من الشهر الماضي في تصريح صحافي تسلمته quot;ايلافquot; انه سيبدأ جولة خارجية تشمل الكويت والسعودية وإيران وتركيا لتعزيز العلاقات.

وأوضح انه يرمي من اطلاق هذه المبادرة إلى تفعيل سبل تعزيز العلاقة مع دول الجوار عبر حل المشاكل التي تواجه العراق مع هذه الدول خصوصاً ان مسببات تلك المشاكل ذات اهمية كبيرة تنعكس سلبياً على الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي للعراق مثل مشاكل ترسيم الحدود والمياه والثروات على الحدود المشتركة والقصف اليومي من قبل القوات الإيرانية والتركية وموضوع ميناء مبارك الكويتي.

وحذر من ان المخاطر والتحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها العراق تشتد هذه الايام وتزداد ضراوتها من الخارج والداخل معًا. واضاف ان التحديات الخارجية التي تواجه العراق تتمثل في:علاقة العراق مع الدول الجارة والتراكمات الحدودية مع تركيا وإيران والكويت... والفراغ الأمني والعسكري بعد انسحاب القوات الاميركية في نهاية عام 2011 وتداعياتها لملء الفراغ... والانتفاضات الشعبية (الربيع العربي) حيث بدأ العالم العربي في الأشهر الاخيرة يشهد بدايات تفكك بنية النظم السلطوية بفعل انتفاضات شعبية تدعو الى اطلاق الحريات الاساسية وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وإنهاء السلطة الفردية وعلى اثر ذلك سوف تشهد المنطقة، ومنها العراق خللاً كبيرًا في منظومته الأمنية لموقعه الجيوسياسي المهم وتصدعًا في نسيجه الاجتماعي وتكوينه الثقافي.

وتعاني علاقات العراق تأزمًا مع الكويت على ضوء إصرار هذه الأخيرة على إنشاء ميناء مبارك والذي تقول السلطات العراقية إنه سيخنق موانئها الجنوبية ويسبب أضرارًا كبيرة لاقتصادها. اما العلاقات العراقية مع إيران وتركيا فتشهد توترًا خطرًا على ضوء استمرار مدفعية وطيران هذين البلدين بقصف مناطق العراق الشمالية بذريعة ضرب قواعد لمتمردين أكراد مناهضين لنظامي البلدين... اضافة الى قطع طهران وانقرة لمياه روافد تنبع منهما وتصبّ في الاراضي العراقية. وكان النجيفي بدأ بالتمهيد لمبادرته بزيارة الى طهران نهاية الشهر الماضي حيث بحث مع المسؤولين الإيرانيين العديد من القضايا بينها أزمة المياه والقصف الإيراني للحدود العراقية.