القدس: عززت عملية تبادل الاسرى التي انجزت مرحلتها الاولى الثلاثاء، بين اسرائيل وحركة حماس، الرصيد السياسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، حتى ان عددا من وجوه المعارضة والمعلقين السياسيين الذين ينتقدونه بانتظام وجهوا اليه الثناء الاربعاء.
وقال نحمان شاي النائب في حزب كاديما المعارض والمتحدث السابق باسم الجيش والمنتقد في العادة لنتانياهو الاربعاء quot;اثبت رئيس الوزراء مع قرار تبادل الاسرى صفاته القياديةquot;.

ومن ناحيتها قالت صحيفة هآرتس التي نشرت مقالا الاسبوع الماضي اثنت فيه على قيادة نتانياهو في افتتاحيتها ان quot;قبول رئيس الوزراء توقيع اتفاق يتناقض تماما مع رؤيته، يؤكد ان الجمهور الاسرائيلي هو من دفعه لذلكquot;.
واعتبرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان مشاركة مصر وتركيا الفعالة في هذه الصفقة يمكن ان تسمح لنتانياهو بتحسين علاقات اسرائيل مع كل من البلدين.

وتمر العلاقات الثنائية مع مصر، التي طالما لعبت دور الوسيط بين اسرائيل وحماس، بفترة من الشكوك عقب سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك في بداية العام.
كما تدهورت علاقة اسرائيل مع تركيا الحليفة السابقة بشكل كبير، حيث ترفض انقرة التي طردت السفير الاسرائيلي من تركيا، تطبيع علاقاتها مع اسرائيل طالما ان الدولة العبرية لم تعتذر عن مقتل تسعة اتراك خلال هجوم اسرائيلي على اسطول دولي كان يحاول كسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على غزة في ايار/مايو 2010.

واظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة اسرائيل هايوم المجانية الاربعاء ان اطلاق الجندي جلعاد شاليط عزز شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وردا على سؤال quot;هل غير تبادل الاسرى رأيك برئيس الوزراء؟quot; اجاب 29,1% من الذين استطلعت آراؤهم بانه بات لديهم رأي اكثر ايجابية عنه بينما قال 58,6% ان رأيهم لم يتغير.

واكد 8,7% منهم ان رأيهم عن نتانياهو اصبح سلبيا اكثر اما الباقي فلم يعطوا رأيا.
واطلقت حركة حماس الثلاثاء سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط مقابل افراج الدولة العبرية عن حوالى 500 اسير فلسطيني، لينجز الطرفان بذلك المرحلة الاولى من صفقة التبادل التي اعلن عنها الاسبوع الماضي بعد اكثر من خمس سنوات من عملية اسر الجندي الاسرائيلي على تخوم قطاع غزة.

وتنص صفقة التبادل على اطلاق شاليط مقابل اطلاق اسرائيل سراح 1027 اسيرا فلسطينيا من بينهم 27 امرأة، على ان يتم الافراج عن الاسرى الفلسطينين على دفعتين الاولى، وقد تمت الثلاثاء وتشمل 477 اسيرا تقرر ابعاد 40 منهم الى الخارج (تركيا وقطر وسوريا) وترحيل 163 من سكان الضفة الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، في حين يفترض الافراج عن الدفعة الثانية التي تضم 550 اسيرا في غضون شهرين.
وباطلاقها سراح 1027 معتقلا، تكون اسرائيل قد وافقت على دفع الثمن الاعلى حتى الان لاسترجاع جندي واحد.

وهذه المرة الاولى منذ 26 عاما التي يعود فيها جندي اسرائيلي اسير حيا الى الدولة العبرية.
ومن ناحيتها كتبت صحيفة جيروزاليم بوست اليمينية التي تصدر بالانكليزية ان نتانياهو الذي سيبلغ 62 عاما الجمعة quot;اهدى نفسه افضل هدية عيد ميلاد في حياته:اطلاق سراح واستقبال الجندي المخطوف جلعاد شاليطquot;.

واضافت الصحيفة quot;ليس مهما ان كان الشخص يتفق او يختلف مع سياسة نتانياهو او مع ادائه كرئيس للوزراء ولكن في القضية (شاليط ) لا يستطيع احد ان يسلبه لحظة المجد الخاصة به او البصمة التي تركها قراره على تاريخ البلادquot;.