دمشق: قال الرئيس السوري بشار الاسد ان سوريا ليست ليبيا ولا أي دولة أخرى لا من الناحية الجغرافية ولا السكانية ولا السياسية ولا من الناحية التاريخية معتبرا ان اي سيناريو من هذا النوع سيكون مكلفا كثيرا للدول الأخرى ولا يمكن تطبيقه عمليا في سوريا.
واضاف الأسد في لقاء اجراه مع القناة الاولى بالتلفزيون الروسي ونشرت نصه وكالة الانباء السورية (سانا) انه quot;اثناء ظهور الناحية الاعلامية التي استخدمت في البداية لتشكيل حالة خارجية لكي تستخدم ضد سوريا وخاصة في مجلس الامن كان اهتمام سوريا منصبا على الوضع الداخلي ولم يكن من السهل اظهار ان هناك مؤامرة خارجية على سوريا حتى بالنسبة لعدد من السوريين كما لم يكن من السهل اظهار ان هناك أعمالا مسلحة ضد الدولةquot;.
وحول مقتل المئات في الجيش والشرطة والامن تساءل الرئيس السوري quot;كيف قتلوا.. هل قتلوا من خلال المظاهرات السلمية أم قتلوا من خلال الصراخ في المظاهرات أم قتلوا بسلاح فاذا نتعامل مع مسلحين فالآن ومع تطور الأحداث أصبحت الأمور ظاهرة بشكل واضح وتكون وعي لدى الشعب السوري حول حقيقة ما يحصل في سوريا في الأشهر الأخيرةquot;.
وقال ان سوريا بدأت التركيز في الشهرين الاخيرين على الاعلام الخارجي وبدأت تقوم بدعوة عدد كبير من وسائل الاعلام لكي تأتي وترى الأمور على حقيقتها مشيرا الى ان الاعلام الغربي بشكل عام منحاز دائما ليس في الأزمات وحتى في الأوقات العادية هو quot;اعلام منحاز لديه تصور مسبق خاطئ عن الأمور أحيانا لا يدخل بالعمق وأحيانا يعبر عن أجندات سياسية تجاه المنطقة مع بعض الاستثناءاتquot;.
وتابع quot;نحن نحاول الآن بالنسبة للاعلام الغربي أن نأتي بهذه الوسائل الاعلامية لكي ترى الحقيقة ولكن نركز بشكل أكبر على الدول الصديقة لكي تأتي وتشرح لشعبها وبنفس الوقت تساعد حكومتها في مواقفها الداعمة لسوريا خارجيا فأعتقد الآن التوجه الأساسي هو التوجه الاعلامي وعلينا فضح المخطط الخارجي ضد سورياquot;.
وحول وجود اسلحة لدى المسلحين ومصدرها قال الرئيس الاسد انه تكونت لدى الحكومة السورية معلومات واضحة الا انها غير مكتملة من خلال التحقيقات مع الارهابيين التي تمت مؤخرا مبينا انه قد اصبح quot;واضحا بشكل لا يقبل الشك تهريب السلاح عبر الحدود السورية من دول الجوار ودفع اموال أيضا.. تأتي من قبل أشخاص في الخارج والآن لدينا معلومات عن أشخاص يقودون هذه الأعمال خارج سوريا في أكثر من دولةquot;.
واوضح انه لا توجد لديهم معلومات دقيقة حول علاقة هؤلاء الأشخاص بالدول مبينا انه quot;واضح تماما من نوعية الأسلحة ومن حجمها ومن كمية الاموال أن هذا التمويل ليس تمويل أشخاص وانما هناك دول تقف خلف هذا التمويل ولكي نقول من هذه الدول لابد أن يكون لدينا معطيات أكثر وضوحا حول هذا الموضوع وعندها لن نتردد في كشف الحقائقquot;.
وحذر الرئيس السوري بشار الاسد من ان اي عدوان غربي على سوريا سيؤدي الى زلزال كبير يضر بكل المنطقة وسيكون ثمنه اكبر بكثير مما يستطيع العالم ان يتحمله.
واشار الى ان سوريا كخط التقاء صفيحتي الزلزال واي محاولة لهز استقرار صفائح الزلزال ستؤدي الى زلزال كبير يضر بكل المنطقة ولمسافات بعيدة تصيب دولا بعيدة مبينا انه اذا اهتز الشرق الاوسط فكل العالم سيهتز وأي تفكير من هذا النوع من السيناريوهات سيكون ثمنه أكبر بكثير مما يستطيع العالم أن يتحمله.
وعن امكانية صمود سوريا طويلا في وجه العقوبات الاقتصادية الاوروبية والاميركية المفروضة عليها قال الرئيس الاسد ان هذه العقوبات والحصار على سوريا تضر بالشعب السوري وليس بالدولة بالدرجة الاولى والحصار لن يخنق سوريا فهي تعيش من انتاجها وتصدر للخارج.
واضاف ردا على سؤال حول احتمال قيام الغرب بعملية عسكرية في سوريا قال quot;هذه الادعاءات نسمعها من وقت لآخر وخاصة في الأزمات التي تحصل بين سوريا وبين عدد من الدول الغربية خلال العقود الماضية التي تهدف الى الضغط على سوريا لتغيير مواقفها السياسيةquot;.
وحول اعتماد سوريا على الموقف الروسي قال quot;لا شك في أننا نعول على روسيا أولا للعلاقة التاريخية الموجودة بين بلدنا وروسيا وبنفس الوقت لان روسيا هي قوة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي وبكل الأحوال هي لعبت هذا الدور منذ الأيام الأولى للأزمة وكان هناك تواصل مباشر بيننا وبين الحكومة الروسية وكنا نشرح لهم بالتفاصيل هذا الوضع انطلاقا من أهمية سوريا وتأثير سوريا على الوضع في الشرق الأوسط وفي هذه المنطقة تحديداquot;.
واشار الى انه كانت هناك معرفة روسية لمخاطر محاولات التدخل في سوريا سواء سياسيا أو أمنيا أو عسكريا أو بأي طريقة أخرى لذلك قامت روسيا بلعب دور مهم على الساحة الدولية وكان آخرها الفيتو في مجلس الأمن quot;فاذا نحن نعول على الموقف الروسي وعلى استمرار دعم روسيا ليس دفاعا عن سوريا فقط وانما دفاعا عن الاستقرار في العالمquot;.
وحول ما تمثله المعارضة قال الرئيس الاسد quot;اعتقد أن القرار يكون أكثر دقة عندما يكون هناك انتخابات ووجود أحزاب جديدة ووجود انتخابات ادارة محلية وانتخابات مجلس الشعب بعدها بفترة قليلة سيحدد من الذي يمثل الشعب من هذه المعارضةquot;.
وردا على سؤال حول بداية الحوار الوطني الشامل وتنظيم عملية الانتخابات وقيام جزء من المعارضة في اسطنبول بتشكيل مجلس وابداء عدم استعدادهم لاجراء مفاوضات مع السلطات وما اذا كان بالامكان الاتفاق معهم بطرق سلمية قال quot;اولا ان الحوار هو دائما بحاجة لطرفين فلا يمكن أن تحاور من طرف واحد فاذا أردت أن تحاور أي طرف فلابد أن يكون قابلا للحوار هذه النقطة الأولى اما النقطة الثانية فلكي نحاور أي جهة بشكل سياسي وبشكل رسمي فلا بد أن نحدد أسسا معينة لكي ننطلق من خلالهاquot;.
وتساءل الرئيس الاسد quot;هل هذه القوى التي علينا أن نحاورها مقبولة من قبل الشعب السوري وهل هي قوى صنعت في الخارج من قبل دول اجنبية وهل تدعو أو تقبل بتدخل أجنبي وهل تدعم الارهاب.. عندما نحدد كل هذه الأسس نستطيع أن نحدد اذا كنا سنحاور أم لا.. فالشعب السوري ضد التدخل الاجنبي وضد أي شيء يأتي من خارج حدود سوريا سواء بشكل سياسي أو موقف سياسيquot;.
وقال في معرض تعليقه انه لايعرف شيئا عن المجلس الذي انشئ في اسطنبول مشيرا الى ان السؤال او الجواب الدقيق على هذا المجلس يأتي من قبل الشعب السوري عندما يقبل بمجلس أو ببنية سياسية معينة فلا بد للدولة أن تتحاور معه.
وفيما يخص التوجه الى الشرق قال الاسد ان سوريا في الوقع جزء من الشرق والهند في الشرق والصين في الشرق وهناك عدد كبير من دول العالم ترتبط بعلاقات جيدة مع سوريا سواء في الشرق او دول أمريكا الجنوبية.
ولفت الى وجود قوى صاعدة في اسيا الان متمثلة في الهند والصين وروسيا مشيرا الى انها تلعب دورا مهما على مستوى العالم سياسيا واقتصاديا وبالمجالات التقنية هي دول متقدمة.
وبين ان هذه الدول quot;لم تغلق امامنا الأبواب .. فالغرب ليس هو الخيار الوحيد أمامنا وهو يحاصرنا ولكن لدينا علاقات مع معظم دول العالم ولابد من استغلالها بهذا المجالquot;.
التعليقات