مغارة جعيتا

دخل لبنان منذ مدة ليست بقصيرة في مسابقة عالمية، عبر ترشيح مغارة جعيتا لتكون من بين عجائب الطبيعة السبع، إلى جانب مواقع طبيعية أخرى من بينها جزيرة بوطينة الإماراتية والبحر الميت. غير أن النتائج شبه النهائية للمسابقة لم تحمل الحظ لهذه المواقع العربية وغابت عن لائحة الفائزين السبعة.


كشفت النتيجة شبه النهائية لمسابقة عجائب الطبيعة السبع عن عدم تمكّن مغارة جعيتا اللبنانية وجزيرة بوطينة الإماراتية والبحر الميتمن إحراز الفوز، رغم أن الساعات الأخيرة بيّنت تقدماً لجعيتا بعدد الأصوات.

وأظهر الفرز الاولي للنتائج أن عجائب الطبيعة السبع الجديدة هي: غابة الأمازون، خليج هالونغ في فيتنام، وشلالات إيغازو الواقعة بين البرازيل والأرجنتين، وجزيرة جيجو في كوريا الشمالية، وحديقة كومودو الوطنية في إندونيسيا، ونهر بورتو برينسيسا الجوفي في الفيليبين، وأخيراً جبل تايبل في جنوب إفريقيا.

وستُعلن النتائج رسمياً في مطلع عام 2012 خلال حفل التنصيب الرسمي.

وكانت قد انتهت اليوم الجمعة عملية التصويت لمغارة جعيتا، التي ترشحت منذ مدة لتكون واحدة من عجائب الدنيا السبع، في منافسة قوية اشترك فيها 28 موقعاً من المواقع العالمية الأكثر روعة، وفي بلدان يبلغ عدد سكانها الملايين.

جعيتا وحّدت اللبنانيين
منذ الإعلان عن التصويت للمغارة، قاد اللبنانيون من مختلف الفئات والأعمار حملات إعلانية كبيرة للتصويت والتشجيع لمغارة جعيتا، عبر المواقع الالكترونية ومختلف الوسائل الإعلامية، إضافة إلى زيارات مكثفة للمغارة وإقامة رحلات شبه مجانية لطلاب المدارس من مختلف المناطق اللبنانية ومختلف الفئات العمرية.

كما خُصص يوم الأحد الواقع في 30 تشرين الأول يوماً مخصصاً للتصويت للمغارة، حيث زارها عدد من الفنانين اللبنانيين والعرب كنجوى كرم، ونانسي عجرم والمطرب المصري عصام كاريكا وغيرهم، واحتشدت وسائل الإعلام لتغطية الحدث.

أما سياسياً فلاحظنا دعوات السياسيين من مختلف التوجهات والأحزاب إلى التصويت للمغارة، فقد دعا السيد حسن نصرالله اللبنانيين إلى التصويت في نهاية كلمته الأخيرة عبر الشاشات، كما اجتمع عدد من النواب اللبنانيين المتخاصمين سياسياً في إعلان تلفزيوني واحد، وهم النواب آلان عون، وعمّار حوري، ونعمة الله أبي نصر، وعاطف مجدلاني، وسيمون أبي رميا إلى جانب الوزير السابق زياد بارود، لدعم جعيتا والدعوة إلى التصويت.

يذكر أن وزير السياحة اللبناني فادي عبود قاد حملة للتصويت للمغارة من خلال تجهيز quot;القاعة الزجاجية في وزارة السياحة بالانترنت والهواتف لتسهيل عملية التصويتquot;، ومن خلال سفره إلى مختلف أنحاء العالم، حيث توجد الجاليات اللبنانية الكبيرة كالأرجنتين والبرازيل، وحثّ اللبنانيين المغتربين على التصويت للمغارة كي تحتل المراكز الأولى في هذه المسابقة العالمية.

الأشكال الغريبة على جدران المغارة

مغارة جعيتا
تعتبر مغارة جعيتا إحدى أهم ركائز السياحة في لبنان، نظراً إلى المناظر الخلابة التي تحتويها، ولكونها فريدة من نوعها في العالم لجهة الحجم والتكوين الجيولوجي. يمكن لزائري المغارة التنقل أولاً سيراً على الأقدام، ومن ثم بوساطة مركب صغير تنقلهم في المياه داخل المغارة السفلى.

اكتشف مغارة جعيتا رواد، أجانب ولبنانيون، وتقع مغارة جعيتا على بعد نحو 20 كلم من بيروت في وادي نهر الكلب، وتتكون من المغارة العليا والمغارة السفلى، وهي عبارة عن مغارة ذات تجاويف وردهات وهياكل نحتتها الطبيعة، وتسربت إليها المياه الكلسية، فشكّلت مع مرور الزمن عالماً من المنحوتات والأشكال العجيبة، ما جعلها مؤهلة لتكون واحدة من عجائب الدنيا السبع.

تتكون المغارة من طبقتين: المغارة العليا اكتشفت عام 1958، وتم افتتاحها عام 1969، بعدما تم تأهيلها على يد المهندس اللبناني غسان كلينك، وأقيمت فيها احتفالات موسيقية عديدة. يستطيع زوار هذه الطبقة من المغارة السير على الأقدام لمسافة، بعد عبور نفق يبلغ طوله حوالى 120 متر، ليطل في الممرات بعد ذلك على الأقبية العظيمة الارتفاع، والموزعة فيها الأغوار، إضافة إلى الأعمدة الكلسية وما إليها من أشكال مبهرة.

أما المغارة السفلى فاكتشفها في ثلاثينات القرن التاسع عشر الأميركي وليام طومسون وتوغل فيها حوالى 50 متراً، وبعدما أطلق النار من بندقيته أدرك من خلال الصدى الذي أحدثه صوت إطلاق النار أن للمغارة امتداداً جوفياً على جانب كبير من الأهمية.

جزيرة بوطينة الموقع العربي الثاني في المسابقة
إلى جانب مغارة جعيتا في لبنان، تعتبر جزيرة بوطينة الإماراتية الموقع العربي الثاني الذي نجح في الوصول إلى المراحل النهائية في المسابقة العالمية لاختيار عجائب الدنيا السبع. وقد قامت حملات دعائية مكثفة لدعمها في هذه المسابقة.

جزيرة بوطينة الإماراتية

تبعد بوطينة حوالى 130 كم غرب ساحل أبوظبي وتشبه في شكلها حدوة الحصان، وهي محميّة طبيعية للمحيط الحيوي البحري، تتميز بطبيعتها الخلابة التي تزدهر بغناء بيئاتها الطبيعية. وتعد جزيرة بوطينة أحد الكنوز الوطنية لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وأصبحت اليوم مدعاة فخر لمنطقة الخليج، لكونها الوحيدة التي وصلت إلى هذه المرحلة المتقدمة على صعيد الخليج.

يذكر أن بيئة هذه الجزيرة هي على قدر كبير من التنوع النباتي والحيواني، كالسلاحف الخضراء ومنقار الصقر المعرضة بشكل كبير للانقراض في جزيرة بوطينة. كما سجل وجود أبقار البحر المهددة كذلك بالانقراض في مواقع الأعشاب البحرية في الجزيرة، وتعتبر الجزيرة ملاذاً طبيعياً لهذا النوع نظراً إلى قلة الأنشطة البشرية في المنطقة.

إضافة إلى أنواع أخرى كثير كالدلافين، ويتعرّض الجانب المحمي من الجزيرة بانتظام لغمر المد والجزر، مما يسمح بوجود وبقاء مجموعات أشجار قرم مزدهرة بارتفاع متوسطه 5 أمتار.

البحر الميت الموقع العربي الثالث الذي وصل إلى النهائيات

ويعتبر البحر الميت، الذي يقعبين الأردن وفلسطين،أكثر البقاع انخفاضاً على سطح الأرض، وهو من مناطق السياحة العلاجية الأكثر نشاطًا في المنطقة. ومزاياه العلاجية العديدة تعود إلى نسبة الملوحة والمعادن العالية ومستوى الضغط والأكسجين المرتفعين فيه، ما جعله من أوائل المقاصد للعلاج والاستجمام في التاريخ وأهمها إلى يومنا هذا.

البحر الميت

يقال إن الأملاح الموجودة فيه تشفي كثيرًا من الأمراض الجلدية، مثل الصدفية والحساسيات الجلدية المتنوعة، فعندما يلتقي ماء البحر بصخور الشاطئ، فإنه يصطبغ بلون الثلج من جراء الأملاح المتجمعة على صخور الساحل.

يبلغ طول البحر الميت 37 كيلومترًا، وعرضه خمسة عشر كيلومترًا وسبعمائة متر. أما انخفاض سطحه عن سطح البحر الأبيض المتوسط فيبلغ 417م. وتبلغ مساحة البحر الميت الإجمالية حوالى 945 كيلومتراً مربعاً. وأما أعمق عمق له فيبلغ 401 متراً، وتقسمه شبه جزيرة اللسان إلى شطرين غير متساويين، فالشطر الجنوبي هو مستنقع مالح، ويبلغ عمقه من 6 إلى 8 أمتار.

وأيضًا يعتبر من المراكز الاقتصادية، التي يبنى عليها كثير من الصناعات، مثل مصانع الملح ومصانع المستحضرات التجميلية والعلاجية. وقد أقيم الكثير من المنتجعات على كلا شاطئيه الشرقي والغربي. وكان من المواقع المرشحة ليكون أحد عجائب الدنيا الطبيعية في نطاق البحيرات.